أنظمة الحكم في مجتمعاتنا ذات رأسين واحد تطل به عبر وسائل الإعلام , والآخر تدفنه في عتمة الخطايا والآثام , وهو رأسها الحقيقي الذي بواسطته يحكم النظام , أما الرأس المبجل الذي تُظهره للناس فهو المُخادع المُخاتل المُبرر المُسوّغ للجرائم والعدوان على الوطن والإنسان.
الرأس المدفون في المظالم والإغتيالات والإختطافات وقتل الأبرياء , فاعل شرس ومؤهل لإقتراف أبشع المجازر بحق الإنسانية , والرأس الإعلامي يسجل جرائمه ضد مجهول!!
فالحاكم الحقيقي هو الوحش الشرس الفتاك الذي يشرب دما ويأكل أبرياء , فيطبخهم على مواقد عدوانيته وأحقاده ونوازعه الشريرة السوداء المؤدينة بالضلال والبهتان , والمؤزرة بفتاوى شياطين العمائم واللحى المتاجرة بالدين والإنسان.
ومادام رأس الأفعى المؤدين هو المتسلط والمبّرز لأنيابه , فأن الحياة ستمضي على سكة الدماء والقتل البشع للأبرياء , ومطاردة الذين ينطقون بالحق ويكشفون الحقائق للناس.
أفاعي عمياء محقونة بسموم العدوان على الإنسان , ومبرمجة لنفث سمومها في رموز الحياة الحرة الكريمة , وما حولها يرتعب ويذعن لإرادتها لأنها ستفتك بالذي يأبى الإنصياع.
فهل من المعقول أن نسمي أنظمة كهذه بأنها تمتلك إرادة وطنية , وقدرة على إدارة بلد , وتحقيق تطلعات المواطنين فيه؟
إنها أدوات لتحقيق مآرب الطامعين بالبلاد والعباد!!
فلا يجوز القول بأن المجتمعات المبتلاة بأنظمة حكم ذات رأسين , بأنها قادرة على التفاعل المعاصر مع التحديات وتحقيق أبسط مشاريع التقدم والنماء.
فهل وجدتم ثعبانا لا يلدغ ولا يسرط؟!!
تلك مأساة مجتمعات تغرّرت بالعمائم , فصار الدين فيها أبو المآثم!!