قديما قالوا ان الجحيم يصنعه البشر , مرة بالدنيا ومرة بالآخرة . اما بالدنيا فذلك عندما ينصب الباغي مجانيق النار بالحرب , ساعيآ الى بلوغ النصر على أعدائه كما يزعم , وهو في ذلك يظن انه يستصلح الفساد بالقتل دون أن يعلم أنه يشيّد اركان عالم مروّض بالجريمة والبكاء والحزن . أما بالآخرة فهم هؤلاء القتلة الذين أشتروا الجحيم بدراهم معدودة .
قال الرسول الكريم مخاطبآ عليآ ع : يا أبا تراب , أتعلم من أشقى الناس ؟
فقال : أخبرني يارسول الله ؟ فقال ” أشقى الناس إثنان , أحمر ثمود الذي عقر الناقة وأشقاها والذي يخضّب هذه ” ووضع يده على لحيته الكريمة .
هذا رسول الله الذي أفتى بذلك وليس غيره , فكيف بزمرة مجانيق الرصاص وهم يقتلون مسلمآ بلا ذنب ملموس أو محاكمة عادلة ؟!
كان هشام الهاشمي عراقيآ جديرآ بعراقيته , بدرا في المحافل السياسية , محمودآ بحسن الرأي والقول الرشيد , وآية ذلك ان العالم كله ترحّم له وهلع واضطرب لمقتله وأبى إلا بتقديم الجناة للعدالة . وهذا هو كسبه في الدنيا , حبه للعراق وحرقته على شعبه .
هاقد ادركته الفئة الضالة وهذا ليس بالأمر الغريب , فقد أدركت من قبل خير سيوف الله رجالا وفتيانا .
كان الحجاج يفضل القتلة على الآخرين بحسب بلائهم في القتل , فهل تفاضلتم فيما بينكم على قتل العراقيين ايها القتلة ؟
ماسمعت ان هشامآ شتم احدآ أو دعا الى دين غير ديننا الإسلام .
فبأيِّ جرمٍ قُتل ؟
وأيُّ محكمة أباحت قتله فشفيتم به صدور قضاتها ؟
وهل نمتم ليلتكم بين نساءكم وأطفالكم وقد أحرقتم صدور أهله وعياله ؟
أقول لكم : قتلتم فتى هيهات تأتوا بمثله بأدنى حبه للعراق وشعبه .
نسأل الله ان لايسرّكم عرس ويرزئكم بالبؤس حتى تدفعوا ثمن جرائمكم أو يجعل نسائكم تولول عليكم حتى تمضون الى قبور النار .
فصبرآ آل هشام الهاشمي قالها الفرزدق :
إنما الموت منهلٌ يصير اليه صابرٌ وجزوعُ
7 تموز 2020