نظرة على مکانة انتفاضة الشعب الإیراني والمقاومة الإيرانیة في خضم فيروس كورونا!
الجزء الثالث والأخير
خلافاً للإحصائیات المزیفة المعلنة من قبل نظام الملالي فیما یتعلق بضحایا فیروس کورونا، فقد توفي أكثر من 67000 شخص حتى الآن جراء الإصابة بالفیروس. یکمن السبب وراء تلاعب قادة النظام بإحصاءات ضحايا كورونا وتصغیرها والتستر علی المأساة الإنسانیة الكبرى الحاصلة في إیران، في خوفهم المتزايد من المرحلة القادمة لانتفاضة الشعب الإيراني.
فالیوم، يحظی الشعب الإيراني، بالإضافة إلى تجارب الظفر في المراحل السابقة من الانتفاضة وخاصة انتفاضة نوفمبر 2019، بدعم معاقل الانتفاضة المنتشرة في جميع أنحاء إيران. ما یعني أن نظام الملالي لن یتمکن هذه المرة من احتواء الانتفاضة وقمعها في حال اندلاعها.
الیوم أصبح الشعب الإيراني -علی الرغم من أن النظام الحاکم ترکه أعزلاً ووحیداً أمام فيروس كورونا الفتاك- مستعداً أكثر من أي وقت مضى لدخول المرحلة الأخيرة من الإطاحة بالنظام، بفضل الدور الفذ الذي لعبته المقاومة الإيرانية في فضح أهداف النظام الشريرة علی صعید الخداع والکذب والتستر علی فیروس کورونا وتصغیر حصیلة الوفیات والمصابین من جهة، والتحذیر وتقدیم المساعدات التوعویة وإعلان التعبئة العامة والشعبیة علی صعید التعامل مع وباء کورونا بما في ذلك تشكيل المجالس الشعبية داخل البلاد وعقد العدید من المؤتمرات الدولية عبر الإنترنت من جهة أخری.
وبالفعل تمکنت المقاومة الإيرانیة اعتماداً علی هذين المسارين المتوازيين- أي فضح جرائم النظام بشأن فيروس كورونا وإعادة تنظيم صفوف الشعب لاتخاذ خطوات أكثر جدية نحو الثورة وانتصار استراتيجية الإطاحة بالنظام، فضلاً عن تحييد مؤامرات النظام الیومیة وسعیه المتواصل لشيطنة حرکة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية في آخر مراحله- من تحويل المرحلة الراهنة إلى مرحلة شنّ الهجمات ضد النظام وتصعید الذعر لدی قادته لدرجة أخلت بتوازن علي خامنئي وغیره من قادة النظام الفاشي وقضت مضاجعهم.
في مواجهة صعود وتقدم المقاومة الإيرانية، لجأ قادة النظام إلى استخدام رأس المال الاستراتيجي وأوراقهم المحروقة وغير المحروقة ضد المقاومة.
قادة النظام غاضبون للغایة من ترکیز المقاومة الإيرانية علی قیادة الانتفاضة وتفعيل وتمكين معاقل الانتفاضة من أجل الإطاحة بنظام الملالي على الرغم من أزمة وباء كورونا. الأزمة التي عزم علي خامنئي، ولي فقیه الملالي، وبقیة قادة النظام، على انتهازها وجعلها “فرصة” لإطالة عمر نظامهم الآیل للسقوط والحفاظ علی سلتطهم المشؤومة عقب الضربات القاتلة التي تلقوها في العام الماضي، بالإضافة إلی سعیهم لتهميش المقاومة الإيرانية وتدميرها.
لكن المقاومة الإيرانية بريادة رئيستها المنتخبة، السيدة مريم رجوي، وفهمها العميق لطبيعة النظام وخططه التوسعیة الماکرة، وبعزم راسخ وتصميم قوي، وقفت بحزم في وجه نظام ولایة الفقیه القروسطائي وأصرت على تحقیق الحرية لإيران والإيرانيين والإطاحة الکاملة بالنظام!
لذلك وفضلاً عن فضح أصول قادة النظام، أعلنت المقاومة الإيرانية خلال فترة جائحة كورونا ما یلي:
• نظام الملالي هو المسؤول عن نقل فیروس كورونا إلى إيران ونشره في جميع أنحاء البلاد بشکل متعمد.
• هذا النظام یدعي کذباً أنه لا یملك الأموال والتسهيلات الکافیة. هو یملکها لکنه ینفقها على مشاريعه الإرهابية والصاروخية والنووية.
• النظام یکذب وهو یتظاهر نفاقاً بأن العقوبات الدولیة المفروضة علیه هي السبب الرئیسي في توسیع نطاق فیروس کورونا وزيادة عدد المصابین والضحايا. فهو يريد أن يجد لنفسه متنفساً عن طریق رفع العقوبات.
• يتظاهر هذا النظام بالقدرة المزیفة، ویدعي أن لدیه فائض من المستشفیات والأسرة الفارغة. لکن الأرقام والإحصائيات المعلنة من قبله بشأن كورونا لا أساس لها حیث یقوم بتصغیرها إلی حد مثیر للاشمئزاز لدوافع سياسية!
• یمتنع النظام عن توفير التسهيلات والمرافق الطبية اللازمة للشعب بینما أشبع الأسواق السوداء منها لصالح العصابات التابعة له، مستخدماً عائداتها لدفع مشاريعه الإرهابية والنووية والصاروخية، مع توسيع الفقر في المجتمع.
• هذا النظام هو السبب الرئیسي في تشکیل ظاهرة شحة المياه في بعض مناطق إيران والدمار الذي سببته سلسلة الفيضانات في مناطق أخرى من إيران. في الوقت نفسه، هو سبب سلسلة الحرائق الواسعة التي اندلعت في الغابات في جميع أنحاء إيران.
• زجّ النظام الشعب الإيراني عمداً في مثل هذه المشاكل والأزمات، ولا سيما أزمة كورونا، للحیلولة دون تفکیر الناس في الدور التخریبي للنظام وفي مصيرهم وضرورة الإطاحة بالنظام.
• تزامناً مع انتشار جائحة کورونا، لم یمضِ یوم لم یقم فیه النظام بقمع الشعب وقتل الشباب ونهب ممتلکات الناس وقتل شعوب البلدان المجاورة بجهازه الإرهابي، کما لم يتردد في تصدیر فيروس كورونا إلی الخارج للقضاء علی خصومه هناك!
بالتالي وكما قالت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإیرانیة، السیدة مريم رجوي، فإن «نار كورونا ستلتهم عباءة الملالي»، لأن «صراع الشعب الإيراني مع كورونا هو جزء من الحرب المصیریة ضد خامنئي ونظام ولایة الفقیه الدجال عدو الإنسانیة».
الیوم، وبعد مرور سبعة أشهر علی ظهور فیروس کورونا في العالم، لا یزال الشعب الإیراني في جمیع أرجاء إیران یحترق في أتون کورونا. في هذا الصدد، فإن السياسات والسيناريوهات الإجرامية والخطيرة لنظام الملالي المتأثرة باختلالاته الناجمة عن بلوغه المرحلة النهائية، حائزة للأهمية بالنسبة للشعب الإیراني والمقاومة الإيرانية.
اعترافات مسؤولي النظام المتناقضة في غضون الصراع المتأجج بين العقارب داخل النظام، مقززة وفاشية لدرجة أنه لا يمكن وصفها بأي شيء سوى بـ “التلاعب بمصير الشعب الإيراني” و”إهانة كرامة إیران والإيرانيين”. فقد بنی النظام سياساته الخبیثة على التضحیة بأرواح وممتلكات الشعب الإيراني للخروج من أزماته المستعصية.
لذلك، ما هو مهم للغاية یتمثل في إفشال استراتيجية نظام ولاية الفقيه القائمة علی الخسائر البشریة الهائلة واستخدامها كدرع بشري ضد خطر الانتفاضة والإطاحة بالنظام، والذي یأتي کنتيجة مباشرة لدور المقاومة الإيرانیة الفذ في فضح مشاريع النظام المدمرة علی صعید کورونا.
وقد جلبت الإستراتيجية النظام اللاإنسانية، تأثيرات عکسیة للملالي الحاكمين، وكما قال قائد المقاومة “مسعود رجوي”: «الخاسر الأکبر هو خامنئي ومعه روحاني اللذان یفعلان ما یلحق بهما الضرر. فقد أكل النمل الأبيض لوباء کورونا والأزمات نظامهم الفاشي من الداخل، ووعد الله حق. خلافاً لتصورهما فالأرواح التي تُزهق لم تؤدي إلی بقاء النظام، بل هي دقات ساعة الصفر للنهایة والموت».
لذا، فإن المقاومة الإيرانية سعت ولا تزال تسعی إلی تطور الانتفاضات المتعددة في السنوات الأخيرة وترقیتها إلى مدار جديد أكثر فاعلیة، وغرس الأمل في قلب كل إيراني في أن الإطاحة بنظام ولایة الفقیه أمر ممكن سواء أکان فیروس کورونا أو لم یکن، من خلال فضح الخطط الإجرامية لقادة النظام علی صعید استغلال فيروس كورونا واستخدامه کأداه لإنقاذ نظامهم الآیل للسقوط، ومن خلال توعیة الناس المسحوقین بظلم الملالي.
إذن هي معركة ضاریة لا تقف عند حد، وفي الوقت نفسه، هي نهج دقیق النسج وفسيفسائي لإيران مستقبلیة يفترض بها أن تكون ریاضاً عابقاً بالألوان والروائح الإنسانیة العطرة وهو یضم جميع التیارات الوطنية والعرقیة والدينية والسياسية في المستقبل القریب.
وفي هذا الصدد، أصبح عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية محور اهتمام العالم، ومن المقرر عقده علی الإنترنت في 17 يوليو من هذا العام عبر الاتصال بعدة آلاف من النقاط في القارات الخمس. في هذا المؤتمر، سيتم رسم أحدث المواقف ووجهات النظر وتحدید الآفاق المستقبلیة للانتفاضة الشعبية، بالإضافة إلی رسم خارطة طريق المقاومة الإیرانیة للأشهر المقبلة.