جيش المهدي هو تنظيم عراقي شيعي مسلح أسسه مقتدى الصدر في أواخر عام 2003 لمواجهة القوات الأمريكية واتخذ من قتل القوات الأمريكية متظاهرين من أنصار الصدر محتجين على إغلاق صحيفة الحوزة الناطقة بسبب تبنيها أفكار مقاومه للأمريكان ذريعة مباشرة لبدء المواجهة مع القوات الأمريكية وردعهم، وهو مكوّن من شباب يقلدون السيد محمد محمد صادق الصدر(رض) ويجمعهم الانتماء إلى المذهب الشيعي .
ويُتهم جيش المهدي بالقيام بعمليات خطف وقتل جماعي، أو ما يسمى بفرق الموت ضد السنة وضد من يخالفه الرأي في بغداد والبصرة وبعض مدن الجنوب الأخرى. وقد تبرأ السيد مقتدى الصدر من وجود عناصر في جيش المهدي مجرمة وفاسدة وتبرأ من كل عنصر يتورط في قتل عراقي.
إنَّ اسم جيش المهدي مستوحى من الجيش الذي سيشكله الإمام المهدي(ع) بعد ظهوره وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت الشيعة(ع) . وقد كان اتخاذ هذا الاسم يعطي دافعاً لمقاتلي جيش المهدي وأفراده وأنه يعطيهم القوة حسبما يعتقد قائدهم السيد مقتدى الصدر. إنَّ جيش المهدي هو الجناح المسلح من التيار الصدري الأوسع في العراق. بعد الغزو الأمريكي للعراق وسقوط نظام صدام حسين كان الوضع متدهوراً في بغداد والعراق بشكل عام ، وأوعز السيد مقتدى الصدر بتأسيس فصيل يحمي المناطق الشيعية في بغداد ومنها مدينة الصدر والشعلة من الاعتداءات التي قد تتعرض لها من قبل القوات الأمريكية والإرهابية ، فبدأت عناصر جيش المهدي بتوفير المساعدات إلى العوائل الفقيرة في المناطق ومساعدتهم وكذلك حفظ الأمن والنظام فيها ، بعد ذلك أخذت هذه المجاميع تأخذ طابعاً رسمياً ، ولكن السيد مقتدى الصدر رفض الانضمام إلى التنظيمات السنية والبعثية التي كانت تتبنى بعض العمليات ضد القوات الأمريكية ، فيما بعد أعلن مقتدى الصدر رسمياً عن البدء بالقتال ضد المحتلين وذلك بعد إغلاق صحيفة الحوزة الناطقة التابعة للتيار الصدري في نيسان 2004والقى خطبة في يوم الجمعة 2نيسان 2004 حث فيها أتباعه على عدم الصمت والبدء بالقتال ضد قوات التحالف ، مما أدى إلى خروج كل مدن الجنوب في العراق بتظاهرات ضخمة مطالبة بخروج القوات الأمريكية. بعد إيعازالسيد مقتدى الصدر إلى أتباعه بالقتال ضد القوات الأمريكية حدثت اشتباكات طاحنة ودموية بين قوات جيش المهدي والقوات الأمريكية في مدينة الصدر و مدينة الشعلة والنجف وكربلاء والكوت وسيطر جيش المهدي على جميع مدن جنوب ووسط العراق.
كانت من ابرز معارك جيش المهدي في 5آب 2004هي معركة النجف حيث قام مسلحو جيش المهدي بالهجوم على مراكز الشرطة وقواعد القوات الأمريكية في النجف الأشرف وإحراقها، وفرضت قوات التحالف حصار تام على قوات جيش المهدي المتحصنة بداخل مرقد الإمام علي(ع) بعد قتال شديد ودموي في مقبرة وادي السلام، أما الكوفة وهو قضاء تابع لمحافظة النجف الأشرف ـ أغلب سكانه هم من مقلدي محمد محمد صادق الصدر(رض) وأتباع مقتدى الصدر ـ فقد شهدت اشتباكات دموية ضد القوات الأمريكية بعد صلاة الجمعة في مسجد الكوفة دفاعاً عن المدينة ومسجد السهلة ومراقد الأولياء فيها خلال حكومة الدكتور أياد علاوي ، وانتهت جميع هذه الاشتباكات بعقد الهدنة بعد وصول المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيدعلي السيستاني إلى المدينة من سفرة علاجه بلندن ،وقد شوهد مقتدى الصدر وهو يقاتل مع المقاتلين في شوارع النجف .
نشرت صفحات تابعة للتيار الصدري على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك(، قبل أيام مقطع فيديو لشخص اعتقله ( جيش المهدي) يعترف بالاشتراك بالتفجيرات التي استهدفت مجلس عزاء في مدينة الصدر، شرقي بغداد، وأكد أن المجموعة التي ينتمي لها تضم عشرة أشخاص يقودهم شخص يلقب ( أبو عبد الله )، فيما أكد أن مجموعته نفذت الكثير من العمليات ومنها تفجير منطقة البتاوين وسط العاصمة بغداد، في 18 أيلول 2013.
ويظهر مقطع الفيديو المعتقل وهو يعرف نفسه لشخص يتحدث معه وكانه محقق، باسم، حسين كريم حطيحط الحريشاوي يسكن حي عشوائي ( الحواسم ) ـ وهي أراض ٍ حكومية متجاوز عليها ـ في منطقة الرشاد، شرقي بغداد”، مؤكداً أنَّ “مجموعته تضم عشرة أشخاص يقودهم شخص يدعى رائد عبد يلقب ( أبو عبدالله)، وهم رحيم حطيحط وحمدان خلف، وأركان خلف وبسام خلف وماجد خلف ومحمد شاكر وقصي عبد الحسين وعلي عبد الحسين”.
ويروي حطيحط، كيفية وضعه العبوة الناسفة قرب مجلس العزاء الذي تعرض لعدت تفجيرات في قطاع خمسة بعد وصوله قرابة الساعة الثالثة عصرا”، مؤكدا أن “العبوة كانت موضوعة (بكيس) وتركتها قرب مولدة كهربائية كانت قريبة من سردق العزاء”.
وتابع حطيحط “دخلت إلى المجلس بحجة تقديم العزاء وكان جهاز التحكم بحوزتي”، مشيراً إلى أنه فجّر “العبوة بعد أن تلقيت اتصالاً هاتفياً من ماجد خلف أمرني فيه بالتفجير عقب انتهاء محاضرة دينية كان يلقيها شيخ داخل المجلس، ثم غادرت بعد أن هرع الحاضرون إلى مكان الانفجار”.
وأشار المعتقل والذي يتضح من خلال مقطع الفيديو انه شاب لم يتجاوز عمره عشرين عاما، إلى أن سيارتين تابعتين لمجموعته كانتا تنظرانه في “الشارع المجاور لمجلس العزاء الأولى نوع ( أوبل ) يقودها ماجد خلف والثانية نوع ( سمند) يقودها بسام خلف ويرافقه أركان خلف”.
وتابع حطيحط أن “المجموعة غادرت وتركته في مكان التفجير مما اضطره إلى التخلص من جهاز التحكم ( بالرموت )، بإلقائه على جانب الطريق ثم اتجهت سيرا على الأقدام في محاولة للخروج من الشارع الذي شهد التفجير”، لافتاً إلى أنه “يتقاضى عن كل عملية يقوم بها 500 إلى 600 دولار”.
واعترف المعتقل بـ”تنفيذ العديد من العمليات في مدينة الصدر، وتفجير سيارة مفخخة في حي البتاوين بمنطقة الباب الشرقي، وسط بغداد، يوم الأربعاء 18 أيلول 2013. وكان مصدر في وزارة الداخلية العراقية ذكر الثلاثاء 24 أيلول 2013 إن قوة أمنية مشتركة اعتقلت ثمانية أشخاص يشتبه بتورطهم بتفجير مجلس عزاء مدينة الصدر الذي أدى إلى مقتل وإصابة 277 شخصا خلال عملية أمنية نفذتها شرقي بغداد.
وشهدت مدينة الصدر يوم السبت21 أيلول 2013 مقتل وإصابة 277 بتفجيرات انتحارية استهدفت مجلس عزاء في قطاع خمسة.
فيما أعلنت قيادة عمليات بغداد، يوم الأحد (22 أيلول 2013)، أن “الحصيلة النهائية لتفجير مدينة الصدر بلغت 275 قتيلا وجريحا”، مبينة أن “العدد النهائي جاء بعد التدقيق والمتابعة مع غرفة العمليات في وزارة الصحة”، وعزت العدد الكبير للضحايا إلى أن “انتحاريا فجر نفسه داخل مجلس العزاء وآخر خارجه”.
وكان أهالي قطاع خمسة في مدينة الصدر شرقي بغداد شيعوا، يوم الأحد (22 أيلول 2013) جثامين ضحايا التفجير الذي استهدف مجلس عزاء السبت وأسفر عن مقتل وإصابة 277 شخصا، فيما رفضوا الإدلاء بأي حديث لوسائل الإعلام.
وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي، الاثنين،( 23 أيلول 2013)، أن استهداف مجالس العزاء عبر الانتحاريين والأحزمة الناسفة يقع ضمن مخطط لبعض الدول لإشعال فتيل الفتنة الطائفية مجددا وتقسيم العراق”، في حين دعا الى رص الصفوف وتفويت الفرصة عليها، وشدد على أن الأجهزة الأمنية لن تتوقف عن ملاحقة “الإرهابيين” والتصدي لهم.
وأدانت الأمم المتحدة، يوم الأحد (22 أيلول 2013) التفجير المزدوج الذي استهدف مجلس عزاء في مدينة الصدر، وأعربت عن “صدمتها من تصاعد وتيرة الهجمات الوحشية”، فيما حمّلت “قادة العراق المسؤولية لوضع حد لدائرة العنف المميت”، وجهت “نداء ملحاً لضبط النفس” كون الانتقام لا يجلب سوى “المزيد من العنف”.
وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي دان يوم الأحد 22 أيلول 2013″المجزرة البشعة” في تفجيري مجلس عزاء مدينة الصدر شرقي بغداد، وعد التفجير بأنه “دليل واضح على أن المؤامرة على العراق كبيرة وخطيرة”، وفيما أكد أن المسؤولين عن التفجير “يسعون لإثارة الفتنة الطائفية وزعزعة الاستقرار”، طالب مسؤولي الملف الأمني بمراجعة إستراتيجيتهم لتوفير الحماية للمواطنين ودور العبادة.
يذكر أن معدلات العنف في بغداد شهدت منذ مطلع آب 2013 انخفاضاً مقارنة مع تموز الذي سبقه، إذ ذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق في الأول من أيلول 2013 أن شهر أب المنصرم، شهد مقتل وإصابة 2834 عراقيا بعمليات عنف في مناطق متفرقة من البلاد، فيما أعربت عن “قلقها لمقتل وإصابة (17) ألف عراقي منذ بداية سنة 2013.
ومن المؤسف حقاً : إنَّ شيعة مغرر بهم يقتلون شيعة أبرياء، وسنـّة أبرياء يقتلهم سنـّة مغرر بهم ، وجميعهم عراقيون أو أدوات للإرهاب أو حاضنون عراقيون للإرهاب القادم إلى الوطن من خارجه !!!
ومن الجدير بالذكر أنَّ السيد مقتدى الصدر 1973 – هو رجل دين شيعي شجاع وزعيم التيار الصدري وميليشيا جيش المهدي في العراق، ومع أنّه قائد وزعيم لشريحة شبابية كبيرة من المجتمع الشيعي يستطيع إذا ما تم التعاطي معه بروح إيجابية أن يحقق نسبة عالية جداً من حفظ الأمن في العراق ، والمحافظات الشيعية وبغداد خاصة .
صحيح أنه لم يصل إلى مرحلة الاجتهاد التي تخوّله للتصدي للمرجعية واستنباط الأحكام الشرعية ، لكنه يرجع في التقليد إلى آية الله العظمى السيد كاظم الحائري التلميذ النابغ في مدرسة السيد الشهيد الأول السيد محمد باقر الصدر وجناحه الثاني كما وصفه في حياته (رض) الذي كان زميلاً لوالده الشهيد الثاني السيد محمد محمد صادق الصدر (رض) الشخصية العراقية الذي تهمه مصلحة العراق والعراقيين كافة .
والسيد مقتدى الصدر (قائد جيش المهدي) الابن الرابع للزعيم الشيعي السيد محمد محمد صادق الصدر والذي أغتاله صدام حسين بسيارته الشخصية رفقة اثنين من أبنائه هم مصطفى ومؤمل بعد أدائهم لصلاتي المغرب والعشاء في الحرم الحيدري المطهر ،وذلك في منطقة الحنانة بالنجف الأشرف في شباط عام 1999، فلا يمكن للسيد مقتدى الصدر أن يتهاون بالمصلحة الوطنية العليا للعراق ، وهو الابن البار لأسرة آل الصدر العلمية الوطنية الشريفة ، وهو الذي درس في حوزة النجف الأشرف على يد والده وكان يعطي بعض الدروس أبان حياة والده ، ثم انتقل إلى حوزة قم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وما رافقه من تصاعد أعمال المقاومة ووضع اسمه على رأس المطلوبين للاحتلال والحكومة والإرهابيين ، وقد حصل على مرتبة حجة الإسلام والمسلمين ويدرس حالياً ليحصل على درجة المجتهد.ولن ننسى الصوت المدوي لوالده الشهيد الصدر وهو يصرخ بأعلى صوته : كلا .. كلا أمريكا .. كلا .. كلا إسرائيل .. كلا ..كلا للباطل ، نعم .. نعم للإسلام .. نعم .. نعم للمذهب .. نعم .. نعم للحوزة !!!
عام 2004 أصدر الحاكم الذي عينه الاحتلال على العراق بول بريمر قرارا بإغلاق صحيفة الحوزة التابعة للحوزة الناطقة (وهو الاسم الذي عرف به خط الشهيد الصدر قبل تسمية التيار الصدري) لمدة 60 يوما وهو نقطة التحول في الرفض السلمي للسيد الصدر لقوات الاحتلال وأدت إلى تصاعد الأحداث الدامية بين أنصار الصدر وقوات الاحتلال بعد أن قتلت القوات الأسبانية متظاهرين كانوا يتظاهرون سلماً محتجين على إغلاق صحيفة الحوزة وواجهت المعتصمين منهم بالدبابات فحث الصدر أتباعه على ترويع قوات الاحتلال بعد أن قال ان الاحتجاجات السلمية لم تعد مجدية واتخذ هذه الحادثة نقطة بداية مرحلة مفصلية لإعلان المواجهة ضد قوات الاحتلال الأمريكي حتى لحظة جلائها عن المدن العراقية .
والحالة هذه ؛ فجيش المهدي قوة سياسية مسلحة تستطيع أن تسيطر على الموقف الأمني الحاسم في الشارع العراقي بجميع محافظاته الشيعية والعاصمة بغداد ، واجهت أمريكا بقوتها وجبروتها ، لا يظن أحد أن تتهاون يوماً في مواجهة الإرهاب أينما يكون ،وأياً كان لونه ، ولن يساوم السيد مقتدى الصدر على حرمة الدم العراقي إنْ كانَ مصدرُ الإرهاب سنياً أو شيعياً . وبما إنها قوة حقيقية يجب عدم تجاهلها وعدم التغاضي عنها وعدم إهمالها ، لأن إهمالها يعني إهمال الليوث المستأسدة المنتشرة في المدن العراقية ، سيّما وأن معظم عناصر جيش المهدي من الشباب الجامح الذين يقودهم شاب عراقي نشأ في عائلة تكره الوجه اللا إسلامي و اللا وطني و اللا إنساني قدّمت خيرة أبنائها على مذبح الصراع الشيعي في العراق وخارجه ، وتربّى على كره أمريكا وكره البعث وكره صدام وكره من ينصب العداء لشيعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، بحجم كرهه لأعداء الدين والوطن والمذهب . فهو يحرص على الالتزام بخطب وأقوال والده الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر (رض) التي أطلقها خلال عهد صدام حسين من مسجد الكوفة المعظم من النجف الأشرف في تلك الظروف العصيبة التي يستحيل على أي عراقي آنذاك أن يتحدى نظام صدام حسين من داخل العراق ، لكنه استفاد من حالة الصراع الصدامي ـ الأمريكي بعد غزوه الكويت ، فتوقع صدام أنَّ السيد محمد محمد صادق الصدر (رض) بخاطبه السياسي الديني الموجه أول وهلة ضد أمريكا وإسرائيل سوف يحرّك روح العداء الشعبي ضد عدوه المهدد لإسقاط سلطانه ، وإذا به يُفاجأ بتنامي تيار إسلامي شيعي محافظاتي يتحداه ويتحدى أمريكا وإسرائيل معاً ، فلم ير َ بداً إلا أن يقضي عليه ذات مساء ، لكنَّ التيار الموالي لخط الشهيد الصدر الثاني لم تخبُ جذوته المختفية تحت رماد الإصرار ، فسرعان ما نفخ فيها النجل البار لأبيه السيد مقتدى الصدر أوكسجين أوارها فأعاد إذكاءها وأطلق ألسنة لهيبها وتأجُجَ اشتعالها وتفجّرَ إشعاعها الذي ملأ العراق ناراً ونورا ، فدوّى صداه في آفاق الدنيـــا بطلا.
أدعو كافة القوى السياسية الوطنية إلى التعاطي الإيجابي مع هذه الحقيقة والتعامل معها بروح وطنية والاستفادة من طاقاتها وقدراتها وواقع حالها خدمة للصالح العام .. والله من وراء القصد ؛؛؛