23 ديسمبر، 2024 4:37 م

المأزق …!!

المأزق …!!

ليس مايجري في مصر حدث عابر يمكن تخطية بسهولة ويسر فالحدث لة دلالاتة وتداعياتة ذات الاهمية الفائقة للمرة الاولى ومنذ سنوات طويلة تتظاهر الجماهير ضد قوة دينية سياسية بعد ان سيطر الاسلامين على الشارع السياسي والجماهيري لسنوات طويلة جعلت التيار الاسلامي هو المؤهل للفوز في اي انتخابات  ..
لقد كانت  لتيارات الاسلام السياسي تاريخ طويل في معارضة الانظمة الحاكمة وقدمت التضحيات في هذا المجال وهذة بأعتقادي الحسنة في هذة التيارات لكن هل كان  تيار الاسلام السياسي يعارض لأن النظم الحاكمة دكتاتورية ويسعى لبديل ديمقراطي ينشئ نظام يقوم على الحريات العامة المدنية والسياسية والمساواة بين الناس بغض النظر عن القومية والعرق والدين والطائفة والمعتقد الفكري والسياسي ام ان  قوى الاسلام السياسي كانت تطمح في نموذج سياسي قائم على الاقصاء وادعاء القداسة وتقديس الزعامات وتألية التنظيم او الجماعة وتسعى لفرض قناعاتها على الناس بالاكراة والتكفير والتفسيق والنظر الدونية للمختلف وتسعى للسيطرة بشكل مطلق على مرافق الدولة ولاتؤمن بشراكة حقيقية وتلجاء اليها  للضرورة القصوى بفعل توازن القوى الاقليمية والدولية  ان القوى الاسلامية لجاءت الى القبول بالديمقراطية ليس عن ايمان حقيقي وفعلي بل لجاءت الى الديمقراطية والقبول باللعبة  السياسية كسلم للوصول للسلطة وشر لابد منة لأنة ليس هنالك قناعة حقيقية بها
ومن هنا بأعتقادي المأزق الذي وقعت فية اغلب القوى الاسلامية .ومن هنا لم تفلح ماكينة  القوى الاسلامية السياسية في انتاج تجربة ناجحة على الصعيد الواقعي وانتهت التجارب فيها الى كوارث عليها وعلى  مجتمعاتها ومع بالغ الاسف فأنها اسائت الى صورة الدين وقدسيتة  في نفوس الشعوب.
الديمقراطية ليست مجرد انتخابات انها ثقافة وسلوك ومجموعة قيم حقيقية ولايمكن ان ينجح نظام سياسي بغير ايمان القوى السياسية التي تشكلة بقدسية النظام وصلاحيتة هذا معطى تاريخي لنأخذ تجارب للتدليل فعلى سبيل  المثال جاء هتلر والحزب النازي الى الحكم في المانيا بالانتخاب في ظل نظام ديمقراطي لكن لأن النازية في المانيا لم تكن تؤمن بالديمقراطية فأنها الغت النظام الديمقراطي واخذت تحكم بنظام عنصري فاشي النزعة عدواني جر بلدة والعالم الى الويلات .في العراق في العهد الملكي جاء نظام ودستور ديمقراطي شكلآ ولكن لأن النخب التي مسكت الحكم لم تكن تؤمن بالديمقراطية بل كانت نخب رجعية اقطاعية عنصرية فلقد فشلت التجربة الديمقراطية وانتهى النظام الملكي الذي لم يؤسس لتجربة مدنية حداثوية بل انتخابات شكلية فقط تأتي برجال القصر . نفس المشكلة واجهتها القوى الدينية فهي دخلت في تجربة انتخابية لكن في العقل الباطن لديها رغبة في فرض شكل معين للدولة والمجتمع مبني على التحكم في مرافق الدولة واكراة المجتمع على السير ورائها وفق منظورها بعد ان نسقت في كل دول المنطقة مع الولايات المتحدة والدول الاوربية التي رأت فيها خير من يمزق المنطقة بفعل الدافع العقائدي الذي ولكي تؤمن لجم القوى المغالية في التطرف مثل القاعدة من هنا فأن قوى اجتماعية وفكرية وسياسية رأت في مايحدث تأسيس لدكتاتورية دينية ربما ستكون اسواء من سابقاتها حيث لاتكتفي بالسيطرة على مقاليد السياسة بل سيتم صبغ الحياة بلون واحد وسيتم اطلاق يد جماعات العنف تحت رعاية الحكام وسيقصى كل من لايوافق الحاكمين الجدد وهذا ماسيعطي في الحقيقة تصور على الاسلام  السياسي في غاية السوء من هنا ومع تردي الانجاز في الجانب الاقتصادي وشيوع الفوضى الامنية فأن النتائج هي بغض الجماهير لهكذا تجارب سياسية وانقلابها عليها .
فلايمكن لمتحضر ان يؤمن بمليشياوي قاتل او تكفيري ولايمكن لحر فكريآ ان يتبع ضيقوا الافق من الذين يفسرون الدين بدكتاتورية وتكفير وتفسيق وينصبون انفسهم كشرطة سماوية ولايمكن ان تبنى قناعة مع الاكراة وبالقوة ولايمكن ان تقنع من ظلم بأن النظام عادل ولايمكن ان يشيع التمايز الطبقي في مجتمع ويقتنع الفقراء بأن هنالك عدالة اجتماعية ولايمكن ان تقترن التنمية والحداثة مع الاقطاع والقبلية ولايمكن بناء دولة مع العنصرية القومية او التكارة الطائفي او الديني او الفكر الواحد او اللون الواحد .من هنا توفرت الارضية التي  مكنت بعض الدول من التدخل ومكنت  الجيش المصري من التحرك (وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا ) .هذا بأعتقادي مأزق الشمولين ومأزق من يؤمن بالتكفري والهجرة كما في ادبيات بعض الاسلامين هذا مأزق من يلجاء الى التفسيق واضطهاد المختلف على اساس ان اضطهاد الاخير سيجعلة يخضع ويعجب بمظطهدية وهذا مأزق العنصرية ومأزق عقلية  العصور الوسطى الاحادية هذا مأزقهم ولن يستطيعوا منة فكاكآ