19 ديسمبر، 2024 1:02 ص

اجلس ألان وسط التحرير احتضن كيتاري
وبيدي سجارتي
واسمع هتافات تنادي
ياموطني ياموطني
في يوم غريب مليء بالأحداث المؤلمة
استرجع مشاهد ومواقف شديد الصعوبة
سأقص لكم عن حكاية واقعية عشناها سويه
هنا خيمتي وفراشي وأشيائي
هنا ذكرياتي وتفاصيلي وأصحابي
هنا جلست وضحكت وبكيت
هنا أكلت وشربت وغفوت
هنا تعلمت الحب والتضحية
هنا عشقت وتعلمت معنى الوطنية
هنا عانقت الوطن لعلي أحظى ببعض الدفء
هنا أثار أقدامي في الوحل بنصف الطريق
هنا أصبح الرصيف مأوى لأحلامي وطموحاتي
فانا منذ طفولتي احلم بسرير دافئ
وحضن التجأ اليه حينما يعتريني الخوف والوحدة
هنا عين تراقب الأمنيات
وعين تبصر احلاماً سرقت منها الآمال
هنا سقط طائرٌ وبيده علم
هنا جرح ثائر رافعاً يده مودعاً
أهلا وأصحابا ووطنا
هنا رأيت عمرا وعليا ومحمدا
ورأيت صفاء وحسين واحمدا
هنا رأيت المئات من الوجوه المتلألئة الحالمة تنادي “اريد وطني”
سقطوا واحدا تلو الأخر
هنا حملت أنفاس وقعت بين أحضاني وهي تنتزع الروح وتفر مني
هنا كان العلم يسندني كلما هم جسدي الهالك بالسقوط
وحين أكاد أقع استمع إلى صوت زملائي وأهم بالنهوض
كأني درع لأحد الجنود
يدافع عن الحياة
وسط معركة ” البحث عن الحياة”
وتخترق رصاصة الواقع رأس أيامي لتقطع أوتار أمالي
فيسقط منها أحلام شبابي
الذي شاب رأسه من الهمِ والحزنِ
بعد أن توالت خيبات الزمان عليها وحطمت مرافئ أماني
وكثرة البحث عن عمر ضاع بين مد الأيام وجزر الواقع
ليت قنابل الصيد تصيبني فألقي حتفي وينتهي كل هذا العناء
أيها الوطن العالق في راسي كالشعر الذي بدأ يتساقط معلناً قدوم مشيب العمر
سأحلق شعري لأكون خاليا من صراعاتك
وأنتِ أيتها القنابل ما بال دخانك المتطاير مصوباً هامة رأسي
أيها الجبناء ما كل هذه المواجهات الصعبة
نحن لسنا سكينا ولا حربا ولا رصاصة
نحن خرجنا باحثين عن وطن يتلاشى امام اعين الناظرين
ودموع الموجوعين
نحن لسنا مقبرة تدفن بها الجثث
نحن شباب لن يهزمنا اليأس
وكنا ومازلنا
ملتصقين في أرضنا باحثين عن وطن يسرق منا
فتحريرنا لن تهزم وستبقى شامخة ورافعة علمها
لتحقيق المجد والنصر
وستشرق شمس الامل من جديد