18 ديسمبر، 2024 9:12 م

إذ نتحدّثُ هنا عن الإقليم , فكافة الأخوة المواطنين الكرد او الكورد او الكردستانيين , فأنهم مستبعدون من هذا الحديث ولا علاقة لهم بالأمر , وايضاً فأنّ عشرات الأحزاب الكردية المنتشرة في شمال العراق فهي مستبعدة من هذا الطرح , ” الإتحاد الوطني الكردستاني ” الذي على تقاطعٍ وتضادّ مع اربيل فأنه غير مشمولٍ بهذا الصدد والى حدٍ كبير , فَمَنْ بقي إذن .! , لا شكّ أنها قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني التي تفرض ارادتها السياسية – الشرعية عبر قوات البيشمركة المسلحة .

في الواقع , لا يوجد في كلّ دول العالم اقليم فيه حكومتان او سلطتان حسب الأحزاب التي تحكمها وحسب المحافظات التي تتواجد فيها ” الجيوبوليتيك ” وهو ما يتمثل < بالأتحاد الوطني – السليمانية , والحزب الديمقراطي – اربيل > رغم أنّ الأخير يمثل السلطة الرسمية لإقليم كردستان . كما لم يحدث في ايٍ من الدول أن تأتي الى اربيل وفود رسمية سياسية وعسكرية رفيعة المستوى ومن دولٍ كبرى وغيرها من الدول الأوربية , ولا تعلم الحكومة المركزية في بغداد ايّ شيءٍ عمّا دارَ ويدور في تلك المباحثات التي طالما تتكرّر , وبالمقابل فلا عِلم لبغداد عمّا تجريه قيادة الأقليم او السيد البرزاني من مباحثاتٍ ومفاوضات اثناء زيارتهم لأيٍ من الدول العربية وغير العربية , وكأنّ الأقليم هو الحكومة العراقية والعكسُ بالعكسِ .! , وربما لم تكن هنالك من دواعٍ ضرريةٍ لهذه المقدمة طالما أنّ الأمرَ هو أمرٌ واقع منذ وقع الإحتلال .!

لوحظَ في الآونة الأخيرة والقريبة تكرّر زيارات وفودٍ رفيعة المستوى من الأقليم الى بغداد وفي اوقاتٍ متقاربة

, ولا نزعم أنّ الرفاق الكرد يستغلوّن الوضع السياسي الخانق لحكومة الكاظمي الجديدة وتعدّد الجبهات المناوئة لها , بغية الحصول على مكتسباتٍ مالية وسواها ايضا , بينما يوجد 16 منفذ حدودي ترفض قيادة الأقليم خضوعها لسلطة الحكومة العراقية , والخشية كلّ الخشية لدى بغداد من احتمال انتقال فيروس الكورونا عبر مئات الشاحنات التي تأتي من خارج الحدود يومياً عبر هذه المنافذ , بجانب عمليات التهريب المافيوية وربما ادوية ومواد غذائية منتهية المفعول او مغشوشة ومخدرات سرعان ما تنتشر في العاصمة والمحافظات , وربما اكثر من ذلك ايضاً . تكرار وتعدد هذه الزيارات الى العاصمة توحي جلياً بعدم نجاحها وتحقيق الأهداف المرجوّة من ورائها .

الى ذلك , فيصعب التصوّر ولا يستحيل أنّ قيادة او رئاسة الأقليم لا تمتلك الدراية الكافية والمسبقة بأنّ حكومة الكاظمي ليست متفرّغة لبحث ومناقشة ملف كردستان في الظرف الحالي على الأقل , ولديها ما يكفيها ويزيد من الملفات الداخلية والخارجية وعلى كلّ الصُعُد , ولعلّها تتحسّب لمضاعفات الأحداث ايضاً , إنّما لابدّ أنّ للسيد نيجرفان البرزاني حساباته الخاصة ايضاً , كما ليس كلّ ما يجري من مباحثاتٍ بين الطرفين يجري عرضه على الإعلام .!

وفي ” الإعلام ” وغيره يترآى أنّ العراق قد او ربما يغدو مقبلاً على تطوراتٍ لا يُحمد عقباها , إثر تتبّع مسارات الأحداث واتجاهاتها , وما انفكّ الكوفيد هو سيّد الموقف لحدّ الآن وفيهِ ما فيهِ من مداخلاتٍ ايضاً .!