لا تأتي السمعة من العدم، وأنما ما يقدم الفرد او المجموعة من نتاجات سواء كانت حسنة ام سيئة، وليس من المنطقي ان تكون افعاله خلاف كلامه، فهي ما تزيد السمعة السيئة ولا تنتشلها من واقعها التعيس .
لقد تطرق ديننا الى ذلك، فكل شيء مكتوب من الأعمال ون كان بوزن الذرة ومن ثم يحاسب الانسان عليها، ومن اقوال الرسول ( صلى الله عليه واله) (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرُها ووزرُ من عمل بها الى يوم القيامة ) .
ما اكثر الاعمال السيئة في حاضرنا اليوم التي لها انعكاسات في المجتمع العراقي بالأخص الصراعات السياسية، فالخطاب هو السمة السائدة للحشد الاعلامي وكسب الرأي والتغطية على الاخفاق في الاداء، وأن هذا الحديث يكون قبل الانتخابات تحديداً، مع ان الفترات السابقة من الوقت تركت بدون عمل ووعود واقوال ليأتي تنفيذها في هذه المرحلة، ولينتهل المواطن حيث يشاء .
فما مصداقية هذه الوعود وهل ستتحقق ؟ ام انها مجرد كلام يزيد من العجز !!!
اعتقد بأنها جزء من الدعاية الانتخابية وعملية انعاش للسمعة ولكن بدون فائدة، فالرأي العام قد شبع من هذا الحديث، وعانى المواطن ما عانى من النقص والحرمان لسنوات، يمكن ان يكون مقبول بعض الشيء لو انها من شخص اخر او حكومة جديدة او قيادة جديدة، ولحين ان يكتشف الناس الحقيقة تحتاج الى وقت، اما انه سيكون بدون فائدة ؟ فيرجع ذلك لعدم القدرة على التنفيذ والتجربة السابقة هي التي برهنت ذلك، بل أن مجارات الرموز بالكلام والالقاء وبنفس التوقيت سيزيد من الضعف والتعقيد عليه لسببين، الاول هو عدم القدر على تنفيذ كلامه كما اسلفنا،لكون الحكومة ضعيفة’ بالأساس وكأني اتذكر قول امير المؤمنين عليه السلام يقول ( فالمرء’ يسلم بلسانه ويعطب’) والثاني الاختلاف بين كلام الحكومة وكلام القطب البارز والمعتدل الذي يملك علاقات مع الجميع وليس لديها مشاكل سلطوية وأنه محل ثقة، استطيع ان استشهد بالاية الكريمة (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ) الاية (12) سورة فاطر. فحديث الاربعاء لسماحة السيد في الملتقى الثقافي مثلاً يستقطب الجميع لما فيه من حكمة وموعظة وانتقاد لعمل وأنشطة المجتمع والحكومة الى جانب المقترحات التي تخدم المواطن والتي تطرح بأسلوب مهذب ومقبول مع انها لم تكن وليدة اللحظة ، لكن كتلة الموطن التابعه له ليس لديها اي منصب تنفيذي بالدولة ، نتمنى ان يكون كلام الاخرين من الساسة والمسؤولين مثله معزز بالفعل خدمة للعراق والعراقيين الاصلاء الاغنياء الفقراء المحرومين وبعيداً عن الدعاية. .