19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

ورقة التوت البشرية!!

ورقة التوت البشرية!!

تتعرى البشرية وتكشف عن عوراتها في زمن الأوبئة والحروب , ولا يمكنها أن تتستر على ما عندها من الطِباع التي كانت تقنّعها بما يُحْجِبُ رؤيتها.
ماذا يحصل؟!
فايروس لا يُرى بالعين المجردة يزعزع أركان الثوابت السلوكية التي سادت بين البشر , وأدّت إلى تنامي عدد أصحاب البلايين بسرعة قياسية , وتزايد عدد الفقراء والمعدمين بوتيرة أسرع.
عشرات الملايين تقاسي من الجوع والحرمان والقهر والإمتهان , وقلة في ذروة التمتع بالحياة وطيب الطعام , حتى إنتفخت الأبدان , وفاقت في حجمها قدرات السعي فوق التراب.
بشر متخوم وبشر محروم!!
العالم يتعرى , وتتأكد أقواله المنافقة المضللة المخادعة , التي تريد أن تعمي أبصار الآخرين , لكي تستحوذ على وجودهم , وتصادر مصيرهم.
تعرّت أقوال ذوي السلطان ورافعي رايات الأديان , الذين يتاجرون بالقيم والمعايير الإنسانية , ويحسبونها شعارات ولافتات يعلّقونها أمام أنظار الآخرين , ويريدون منهم العمل بها وهم من أشد الناكرين لها.
إفعلوا ما نقوله لكم ولا تفعلوا ما نفعل!!
العالم العاري كشف عن موت الضمير , وفقدان الحياء , وكراهية البشر للبشر , الذي كشّر عن عنصريته وعرقيته وطائفيته , ودعواته المقيتة للدمار والخراب وسفك الدماء.
العالم يتعرى , والمخلوقات تحدق بحَيْرة وإندهاش وتتساءل عن العامل الذي جعل العالم يخلع ملابسه , ويتحرر من ثيابه المبهرجة المرصعة بالويلات والتداعيات والآثام والخطايا الصادعات.
عالم بلا حياء!!
عالم بلا ضمير!!
وصاخة كورونا زعزعت أركان الوجود البشري , ووضعته أمام مصيره الترابي , وأعلمته بأن الجميع سواء!!
فهل سنرعوي , أم سيتولى النسيان حكاية الإنسان مع الإنسان؟!!