18 نوفمبر، 2024 3:20 ص
Search
Close this search box.

المشهد السوري بين…حرث الأرض .. وحفظ ماء الوجه …ومزاد الأبرياء!!

المشهد السوري بين…حرث الأرض .. وحفظ ماء الوجه …ومزاد الأبرياء!!

بدء العد التنازلي لنهاية المشهد السوري الذي شهد على مدار ثلاث سنوات تقريباً صراع القوى والإرادات الدولية والإقليمية في الميدان السوري.
الفشل “القطري ـ التركي” في حسم معادلة الميدان ، دفع “الولايات المتحدة الأمريكية” لتغيير “بيادق اللعبة” ، ونقل الملف إلى “المملكة العربية السعودية” على أمل ضمان إسدال الستار على الفصل الأخير للمشهد .
بالفعل شهدت وقائع الصراع تقدماً لافتاً للمعارضة المسلحة تمثلت بسيطرة المسلحين على مدن حيوية عبر مخطط تم الاتفاق عليه بين (المخابرات الاسرائيليه واستخبارات غربيه وعربيه للتخلص من حزب ألله ومحاصرته والقضاء عليه وتجريده من سلاحه لأجل ضمان تحييد دوره في ردع أي تطورلاسقاط النظام السوري )!.
يقضي المخطط بالسيطرة التامة على “منطقة حمص وريف القصير” وخصوصا المناطق المتاخمة للحدود “اللبنانية السورية” من ناحية البقاع الشمالي وعكار وقطع كل طرق التواصل بين حزب الله والنظام السوري.ثم الانقضاض على القرى الشيعية بريف القصير وذبح أهلها وتهجيرهم والسيطرة على مناطقهم ،وخلق جبهة تماس جديدة بين لبنان وسوريا عنوانها الحرب بين حزب الله من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى.وإلهاء حزب الله عن معركته الحقيقية عبر فتح جبهة جديدة وقويه بالشمال ألبقاعي.
فتتقسم بذلك منطقة البقاع إلى ثلاث مناطق محاصرة .ومعزولة بعضها عن بعض. هي الهرمل وقضائها معزولة عن بعلبك من خلال احتلال اللبوة والمحيط؛ وبعلبك معزولة عن البقاع الوسط من خلال إسلاميي البقاع الغربي وتيار المستقبل. وتتم محاصرة الضاحية عبر قطع طريق الجنوب بيروت. حينها تتاح ألفرصه لإسرائيل بالانقضاض والهجوم على الجنوب بعد فتح كل الجبهات مع بعضها البعض لإرباك حزب الله وتشتيت قواته، وبذلك تصبح سوريا وحيدة في الميدان فتسهل مهمة المعارضة بإسقاط النظام  .
قطع الطريق !!
هذا ألامر دفع “بإيران وسوريا وحزب الله”، بقطع الطريق على هذا المخطط “الغربي إلاسرائيلي العربي” بأخذ زمام المبادرة والهجوم على “مدينة القصير” قبل أن تكتمل فرص التوقيت والتجهيز التي كان يشرف عليها نخبه من كبار ضباط إستخبارات “إسرائيليه ـ فرنسيه ـ  بريطانيه ـ تركيه ـ قطريه ـ سعوديه ـ أردنيه”؛ قبل أن يقع هؤلاء جميعهم بقبضة وحدة “النخبة” من حزب ألله وإفشال المخطط. الذي رسمته الإدارتين الأمريكية و الإسرائيلية .
حفظ ماء الوجه !!
بعد فشل “بيادق النيابة ” في حسم الصراع وإسقاط النظام السوري ، بسبب دخول حزب الله ارض النزاع وتغيير المعادلة لصالح “الجيش العربي السوري” باستعادة مساحات واسعة من أيدي المعارضة السورية تقدر بـ” 75%” من أراضي البلاد ؛ فضلاً عن موقف دول الممانعة (روسيا ـ الصين ـ إيران ) القاضي ببقاء شكل النظام مع إصلاحات دستورية تسمع بالتغيير السياسي  عبر خيار الشعب السوري تتمثل بالدعوة إلى انتخابات مبكرة تسمح بدخول المعارضة وتشرف عليها “الأمم المتحدة” .يكون الفيصل فيها “صندوق الاقتراع “.
هذه العوامل جعلت واشنطن تبحث عن خيار “حفظ ماء الوجه”  أمام زبائنها في المنطقة والعالم .حتى لو تمثل باستخدام خيار الحرب لــ “حرث ارض” تسوية النزاع !
جديد الصراع !!
الزعيق الأمريكي حول استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ووفاة(1459 ) شهيد بينهم (426 ) طفل ، لم يكن يمر على المغلوبين على أمرهم ، بيد ان السؤال هنا هل أن قتل عشرات الآلاف من الشعب السوري على مدى سنين الصراع لم يستحق من  أمريكا موقف مشابه لموقفها اليوم  ؟ أم أن حقائق جديدة كشفتها الارض السورية .كانت خارج حسابات البيت الأبيض  ؟
اعتقد أن المشهد السوري كشف جديداً بالصراع  فكسرُ مبدأ “الاحادية القطبية ” الذي ساد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وبشُر بعودة “الدب الروسي” من جديد للزعامة الدولية ؛كذلك كشف عن الغول الاقتصادي الصيني ”  القادم الذي رسخ (نظرية  ان”العالم سيحكمه السوق ” وليس الحروب الكونية التي تفتعلها الدول الكبرى بحجة الحفاظ على مصالحها ) ،فضلا‘ عن ظهور “الجمهورية الإسلامية  الإيرانية” كقوة آخذة بالتطور والنمو على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري ،  كل تلك العوامل جعلت امريكا تلقي “المنديل الأبيض” وتذهب لخيار الانسحاب المنظم من الوحل السوري (فامريكا اتعبتها الحروب كما قال جون كيري بخطابه الأخير  لكنها ملزمة بالحفاظ على مصالحها والوفاء لأصدقائها)!
فكيف ستوُفق أمريكا بين التعب والحرب ؟
حرث أرض التسوية…وبروك الأسد  !!
توقيت تصعيد البيت الأبيض بالملف السوري بدعوى استخدام الأسلحة الكيماوية (فأمريكا يحركها الموت بالكيماوي فقط ،أما موت عشرات الآلاف من السوريون بغير الكيماوي فيه نظر )!!
يكشف عن اتفاقاً جرى بين الدول الفاعلة بالساحة السورية “الدولية ـ والاقلمية ” على إسدال الستار عن المشهد ، عبر توجيه ضربة عسكرية محدودة المساحة والزمن . الهدف من ورائها ” أعادة توازن القوى ” ، وبالتالي بروك بشار الأسد وإرغامه على الجلوس لطاولة المفاوضات التي ستنتج سوريا مقسمة ” علوية ـ سنية ـ كردية “لترسخ نظرية ” انتقام الجغرافيا ” .

أحدث المقالات