ألم يحن الوقت للاسرة العربية الادبية وبالخصوص الشعراء منها الاعتذار للعرب وغيرهم من ذوي البشرة السوداء الذين وسموا بالعبيد من طرف اجيال الشعراء الاولين مثل ابو الطيب المتنبي وغيرهم.
نعم هذه القصائد الرائعة لغويا واسلوبيا ولكن المقيتة الان قد قيلت في سياق غابر غير السياق الحالي ولكنها اصبحت ايقونات في العصور التي تلت وبعضها كان وربما لايزال يدرس للاولادنا وبناتنا في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والانكى من ذلك اصبح شعراء هذه القصائد وقصائدهم موضوعات لاطروحات الماجستير والدكتوراه على المستوى الجامعي وما بعده
بالامس حطمت الجماهير الغفيرة في بريطانيا وبعض الدول الغربية الاخرى تماثيل وذكريات ممن اشتغلوا وساهموا في تجارة العبيد من افريقيا وبيعهم في الغرب وممن انكروا لسكان افريقيا السوداء انسانيتهم ودورهم في الحضارة الانسانية.
مؤكد انه في المحيط الادبي الاوربي والاسيوي في القرون الفائتة كانت هناك اعمال ادبية تقبح وتنزل من قدر ذوي البشرة السوداء وتمجد السلاطين من ذوي البشرة البيضاء قام بها ادباء من مختلف الطوائف والاطياف الادبية وظلت بعض الامم تتغنى بها وتلقنها لرضعها و لشبانها ولشبيباتها.
مؤكد ايضاان بعض الاعمال الادبية جاءت تعبيرا صادقا ورائعا اسلوبيا عن مدى كره وبغض شخصي لحاكم يقال انه اجحف بحق الاديب ولكن هذا الاجحاف لايستوجب تحقير كل من يندرج خلقا ضمن سلالة هذا الحاكم
كان الاسلام اول من تضمنت مبادئه على دعوة الى نبذ التحقير على اساس لون البشرة حيث ذكر التاريخ واقعة لابي ذر الغفاري انه تجاوز على بلال الحبشي مؤذن الرسول (ص) مستخدما اسم امه ذات البشرة السوداء ولما سمع الرسول طلب من ابي ذر الاعتذار فجاء ابو ذر نادما ووضع راسه بين قدمي بلال وطلب من بلال ان يسحق على رأسه جراء فعلته ولم يفعل بلال ذلك وانما تحاضنا وتعانقا الصحابين هكذا كان صدق الايمان بالعقيدة هكذا كانت انسانية الاسلام.
ولكن في كل امة خروقات فردية وخاصة عندما تتغلب المشاعر الشخصية على القيم والمشتركات الانسانية ويبدأ الانحراف بوعي او غير وعي عن المسار الذي ارساه الاسلام.
فهذا الشاعر العربي الكبير ابو الطيب المتنبي الذي جاء في عصر غير عصر الرسول الكريم محمد (ًص)يقول مشجعا على تجارة العبيد المقيتة و ناصحا ذوي البشرة البيضاء باستخدام العنف ضد السود كما يفعل العنصريون مع السود حاليا:
لا تشتر العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد
نحن لانشكك في قدرته الشعرية الفريدة وفصاحة لغته ولكنه كما يبدو تخلى لحظويا عن انسانيته وهيمنت عليه مشاعر الضد و حاد عن انسانية المسلمين الاول التي هي فخر الدعوة الاسلامية التي جاء بها رسول الرحمة (ص)
ونراه في نفس االقصيدة يفرق بين اصحاب البشرتين كما يصف السود باسوء الخصال
من علم الاسود المخصي مكرمة أقومه البيض ام اباؤه الصيد
أم اذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود
دعنا لانكثر من هذه الابيات المعروفة للقاص والداني ولكن دعنا مجرد ان ننقد انفسنا ذاتيا ولانقلل من قدر عظماء شعراؤنا بسبب بعض الاخطاء ولكن علينا ايضا ان نواكب المتغيرات ونصح الاخطاء ونحفظ اجالينا القادمة من تبعات اخطاء سابقة ونتفاخر بديننا وتراثنا وبراعة ادباؤنا وعدم التركيز على اخطاءهم السياقية التي لابد منها ولا نجعل هذه الاخطاء مرجعا لتقليل من قدرهم فهم عظماء بمنجزاتهم
وشخصيا انا من محبي ومريدي وعشاق شعر المتنبي,.