من المٶمل أن تبادر المقاومة الايرانية الى عقد التجمع السنوي العام لها کما تعمل دائما في شهر يونيو/حزيران من کل عام، وهذا التجمع الذي يکرس من أجل حث وتحفيز العالم على التضامن مع النضال العادل الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية ودعمه ومساندته، يحمل طابع سياسي معادي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبقدر مايشکل هذا التجمع أهمية إستثنائية للشعب الايراني من حيث کونه يجعل قضية الشعب الايراني محوره الاساسي، فإنه يشکل أيضا کابوسا بالنسبة للنظام لأنه يضاعف من عزم الشعب الايراني وحماسه من أجل مقاومة النظام ومواجهته لإنتزاع حقوقه المشروعة منه، ولذلك فإن النظام الايراني يکون عادة خلال الفترات التي يعقد فيها هذا التجمع في حالة إستنفار خوفا وتوجسا من آثاره وتداعياته.
التجمع السنوي لهذه السنة ومع إنه يصادف فترة ينتشر فيها وباء کورونا ومايترکه من آثار وتداعيات، لکن يبدو إن المقاومة الايرانية التي تصر على مواصلة النضال ضد هذا النظام ولاتوقفه تحت أية ظروف وأوضاع کانت، تعمل مابوسعها من أجل عقد التجمع بالصورة التي تتناسب وتتفق مع القواعد الصحية والوقائية، ذلك إنه يتزامن أيضا مع ظروف وأوضاع إستثنائية يمر بها النظام الايراني حيث يتزايد فيه تراجعه وضعفه وعزلته الدولية الى جانب إن مشاعر الرفض والکراهية الشعبية ضده في تصاعد مستمر.
أکثر من عامل ودافع يجعل المقاومة الايرانية تعقد تجمعها السنوي هذه السنة، لکن هناك ثلاثة عوامل مهمة جدا من بينها تدعو لذلك وهي:
ـ إزدياد دور وشعبية مجاهدي خلق القوة الطليعية الاولى في المقاومة الايرانية في داخل إيران بإعتراف النظام نفسه وتزايد دور وحضور وتأثير المقاومة الايرانية على الصعيد الدولي والنظر لها کبديل للنظام.
ـ إزدياد عزلة النظام وعزوف بلدان العالم عن تقوية علاقاتها مع النظام الايراني بعد أن تکشفت الحقيقة العدوانية له، وبروز إتجاه يهدف لدعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير.
ـ تزايد النشاطات الاحتجاجية ضد النظام وبلوغها مستويات غير مسبوقة، کما إن نشاطات معاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة من أنصار مجاهدي خلق في تزايد غير عادي وصارت تشمل معظم أنحاء إيران.
ومن هنا، فإن عقد التجمع السنوي العام لهذه السنة سيکون مهما وذو تأثير إستثنائي غير مسبوق کما يتوقع معظم المراقبين للشأن الايراني، خصوصا وإن المرحلة الحالية التي يمر بها النظام وکما يصفها معظم المختصين بالشأن الايراني تشبه تماما العام الذي سبق سقوط النظام الملکي في عام 1979.