25 نوفمبر، 2024 4:41 م
Search
Close this search box.

انجاز علمي عراقي بحجم العالم

انجاز علمي عراقي بحجم العالم

لا اتذكر اختراع كان ام اكتشاف في بلدي تم تسويقه ليتحول الى منتج حقيقي . فكل الاختراعات في بلدي تظل حبرا على ورق . وتتوقف مهام العالم الجليل بيننا في نقطة رأس سطر وينتهي كل شيء . فكم من اختراعات ضاعت وتحولت هباءًا منثوراً ، لأنها لم تولد في بيئة تعرف قيمتها الحقيقية ، وتسير بها في مسارها الطبيعي ، ليعود نفعها على تلك البيئة، والمجتمع الذي يضمها. وعلى الرغم ان بلدي العراق يزخر بعقول منتجة وخلاقة قادرة على منافسة العقول العالمية في الدول المتقدمة الا انه – مع الاسف – لا يستطيع هذا البلد المبتلى من تحقيق المعادلة العلمية الخاصة بالإبداع العلمي ، والاختراع . ليضع المخترع في مكانه المناسب من الاهتمام والرعاية . بل نجد ان بيروقراطية الوظيفة وقلة الاعتمادات المالية لاتتناسب مع الايقاعات العلمية . فمؤسساتنا قادرة على صرف ملايين الدنانير على اوجه الضيافة والبذخ في الاطعمة والاكسسورات والهدايا والدروع في المهرجانات والمؤتمرات وغيرها . ولكنها تبخل بل تحجب تمويل ابداع واحد سواء كان اختراعا ام اكتشافا ام ابتكارا يضيف خطوة هامة في العلوم . ان ازمة الاختراع والمخترعين كانت وماتزال سببها ضعف ثقافة الاختراع والاهتمام بأكتشاف المخترعين والاهتمام والرعاية الماسة بهم وبكل منجز علمي .
ولكي لا ابتعد كثيرا عن الموضوع اقول ان العالم اليوم في حالة انذار قصوى على اعلى المستويات جراء تفشي وباء كورونا . والمختبرات العالمية تعمل ليلا ونهارا بجهود حثيثة وبدعم سخي من قبل حكوماتها من اجل ايجاد علاج لهذا الوباء الذي يفتك بالبشرية جمعاء دون استثناء . وحالة الاستنفار العلمي والبحث في العالم تلك يقابلها خمول وكسل وعدم مبالاة من قبل حكوماتنا التي قولبت نفسها على المساعدات والصدقات من هنا وهناك دون محاولة تذكر من قبلها في استنهاض العقول العراقية ودعمها في اكتشافات جديدة لهذا المرض او غيره . ولكن لحسن حظنا اقول ان العقول العراقية الكبيرة لا تنتظر فتات حكوماتنا . واعتمدت على قدراتها الذاتية في بلورة منجزها العلمي والثقافي والادبي . واستطاعت من وضع العراق على المسار الصحيح . ومن خلالهم ظل العراق يعمل كبقية دول العالم في محاربة الوباء بالابحاث العلمية . فكانت الشرارة الاولى من جامعة بابل وبالتحديد من كلية العلوم التي فتحت مختبراتها للبحث العلمي والتجارب فتمخضت الجهود عن ابتكار عقارين مضادين لفايروس كورونا . وهذا الانجاز العلمي يعد خطوة كبيرة في مجال البحث العلمي العالمي في هذا المجال . فكان صاحب المنجز الدكتور علي حمود السعدي الذي يشكل حلقة مهمة في سلسلة العلماء العراقيين الذي انجبهم العراق . ولهذه الشخصية انجازات علمية كثيرة ترتقي لمرتبة الاختراعات العلمية .
يقول الباحث العراقي الدكتور علي حمود السعدي عن اكتشافه الجديد انه تمكن من تحضير عقارين مضادين لفايروس كورونا من تركيبة عشبية قادرة كمشروع تجريبي على انقاذ حياة المصابين من خطر الموت المحتم .
مشيرا الى ان الالية الافتراضية لعمل هذين العقارين تتمثل بقدرتهما على توسيع القصبات وتقليل لزوجة السائل المخاطي والمساهمة في تقشيعه خارج الممرات الهوائية وتدمير النتوءات التاجية الممتدة مما يمنع من التصاقه بسطح الخلية الهدف . وبذلك يمنع الفايروس من حقن مادته الوراثية داخل الخلايا .
وبين السعدي الى اعتقاده ان العقارين يمثلان طيفا واسعا من مضادات الفايروسات التي تصيب الجهاز التنفسي وانه يفترض في ضوء الاحتمالات العلمية لآلية عمل هذين العقارين نسبة نجاح وشفاء للمرض قد تتجاوز 80 بالمئة . فضلا عن امكانية تحضير كمية من العقارين لعلاج مايقارب 100 حالة يوميا . مؤكدا صعوبة التوصل الى لقاح فايروسات RNA لانها تغيير تركيبها الوراثي بسهولة .
واشاد الباحث بجهود جامعة بابل ودعمها الكبير في انجاز هذا العمل وتوجيهات رئيسها الدكتور عادل الموسوي وعميد كلية العلوم الدكتورة ايناس الربيعي في التغلب على الكثير من المعوقات والمشاكل التي اعترضت العمل من خلال الدعم الكبير وفتح المختبرات العلمية ومفاتحة الجهات المعنية في دائرة صحة بابل بغية ادخال العقارين في مرحلة التجريب الا ان الروتين الكبير في تلك الدائرة ادى الى توقف المشروع . داعيا الجهات الصحية في وزارة الصحة الى تبني هذا المشروع العلمي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات