في كل العمليات والحروب هنالك مستهدِف ومستهدَف وهدف …
فكما تستهدف الحروب العسكرية ما يوازيها من إمكانات العدو و منشئاته العسكرية وما يتعلق بها من أسلحة ومؤثرات وموارد بشرية و غيرها …
تستهدف الحرب النفسية ما يهمها وهو ( الإنسان ) وعقله الباطن لتؤثر في نظراته وإنفعالاته وتصرفاته والتي يحاول الإنسان السيطرة عليها وإمداد العقل بما يجعلها إيجابية عادة او صائبة على الأقل بعيداً عن السلبية …
في الغرف المضيئة السرية وغير السرية تجري عمليات كبيرة لإستهداف الهدف :
عمليات واسعة لجمع المعلومات قد تساهم بها منظمات وجمعيات وعاملين مجتمعيين كناشطين في مختلف المجالات بقصد او بغير قصد وعدم دراية وبإسلوب التشويق والعمل الإنساني او السياسي او الإجتماعي وأحيانا حتى الديني وبتحفيز مادي او معنوي لجمع معلومات كاملة عن الفئة او المجتمع المستهدف بوسائل استبيان عادية أحيانا لا تحمل أي أسئلة مفيدة إلا واحدا او أكثر بقليل ربما …
فضلا عن المصادر السرية فيما يخص معلومات سرية أو شبه سرية يشترك بها أشخاص يعملون في عمق المستهدف ناهيك عن دراسة التاريخ وأحداثه القريبة لفرزها و إستخلاص أهمها و أكثرها فائدة … هذه المعلومات تعتبر مدخلات العمليات لهذه الحرب
التحليل الواسع لكافة المعلومات ومتعلقاتها وإمكانية إستغلالها في إستهداف نفسها
وضع خطط الإستهداف وتهيئة كل وسائل التضليل من أفكار وآليات وشخصيات وطرق التأثير بالإعتماد على المعلومات السابقة وإختيار الزمن والحدث الأمثل أو صناعة حدث امثل لبدء العمليات .
عادة ما يتم الإستهداف لفئئتين يمكن تأطيرها بـ :
الفئة المنتجة الواعية المؤثرة بقوة الشخصية والإسلوب والكفاءة العملية والعلمية لخلق حالة وعي مضاد او بالأحرى جهل مضاد من حالة وعي سابق من خلال الإيهام بعد دس معلومات مضللة او فوائد معينة وتضليل الوعي لإيجاد جهل بسيط نوعي للإستفادة منه كضد نوعي و للتأثير في فئات أخرى .
او إستهداف الفئة غير الواعية علميا وعقائديا وإستغلال الجهل البسيط الشخصي وزيادته بضخ المعلومات المضللة إليه … بعمليات تأثير واسعة تقودها ماكينات إعلامية من خلال تزوير الحقائق وتضليل المتلقي بالإعتماد على أخطاء او شخصيات ربما تكون من الفئة المستهدفة لإحداث شرخ داخلي وحالة إيهام توثق وتصدر عبر وسائل متعددة للمتلقي من الفئتين أعلاه.
تراكم جهل المعلومة والرأي والفكره وإنتشاره وسط جمهور ليس بالقليل يسير وفق منظور الجهل المركب في جهل الواقع وجهل ما هو عليه من جهل بالواقع .
كل ذلك يستهدف العقل الجمعي وتوجيهه لخلق حالة تفاعل مجتمعي سلبي او ايجابي تجاه قضية معينة والتأثير على الرأي العام بقوة الشعبوية المضللة وبأجواء ديمقراطية ظاهرا وربما بقوة السلاح حينها يتم تحييد العقلاء او تغييبهم حينها لا يسمع صوتهم وسط قرقعة الأصوات الجاهلة العالية وتسير الأمور بما يصب في خدمة القوى الناعمة التي تعمل من بعيد على الأرض وبكل الوسائل لتحقق أهدافها .