17 نوفمبر، 2024 9:38 م
Search
Close this search box.

طيور العراق ترفض إتهامها بالفساد ..!!

طيور العراق ترفض إتهامها بالفساد ..!!

في سابقة خطيرة ، لم تحدث عبر قرون التاريخ ، تم توجيه الإتهام الى طيور العراق، بأنها متهمة هي الأخرى بالفساد ، وهو أول إتهام يوجه الى الطيور، على مدى حقب التاريخ، من وجهة نظر مؤرخين ومتابعين للشأن العراقي!!

وبرغم أن الطيور ، لها قيمها وأخلاقياتها ، وهي منظومة تتخذ من الحرية والسلام وسيلة للعيش في كل ارجاء العالم، فأنها لاتعير اهتماما للأنظمة السياسية ، إن كانت دكتاتورية أو ديمقراطية، وهي لاتتدخل أبدا في شؤون الدول والحكومات، إن لم تريد أن تسلم رقابها من الصيد الجائر الذي تواجهه ، ويخطف كثيرون حياة الطيور ، بلا وازع من ضمير أو رادع أخلاقي!!

والطيور بقيت على مر الازمان ، علامة السلام ، ومنطلق الأمان ، وهي تجوب سماء الارض وتتخذ من بقاع الارض أوطانا لها، بالرغم من أن لها مواسم هجرة، وهي لاتحتاج الى جوازات سفر للاقامة والاستقرار ، وهي تبحث بين أصقاع الارض عن عيش رغيد يشعرها بالسعادة ، وهي ترفرف في الأعالي ، وقد إتخذت من الاشجار والمزارع وبعض البيوت ملاذا آمنا ، أو مقرات لانطلاقتها وموئل اوطانها ، ولم تحمل السلاح لصالح اية جهة سياسية أو تتهم بالعمالة لأحد ، وهي على إمتداد التاريخ لم تشترك في المنازعات بين الدول، ولا تقبل أن تكون أداة بيد أحد ضد شعبها او بقية شعوب الأرض!!

كان المطرب العراقي سعدون جابر في السبعينات يشدوا بأغانيه وهو يوجه الدعوات الى طيور العراق ويحثها للعودة الى أوطانها ، وكانت أغنيته ” ياطيور الطايرة” يرددها العراقيون على الدوام ، عند التعبير عن حبهم للوطن وعن عمق الشوق والحنان بين الأحبة، وبقي الفنان سعدون جابر يوجه الدعوات لتلك الطيور الطائرة الى ان تحط رحالها الى أرض الوطن للعودة اليه والعيش بين ربوعه ومحبة أهله ، يوم كان العراقيون يعيشون أبهى صور الشعور بالكرامة الآدمية ، والعيش الآمن، وقد تحولت بغداد في السبعينات وبداية الثمانيات الى غانية ، تزدان بالجواهر وفصول الربيع الزاهية ، تقصدها الدول لغرض الشعور بالآدمية بين ربوعها!!

وما إن حل عصر الديمقراطية ، وما ان توغل ساسة العراق في مهاوي الفساد وبنوا له مواقع ومرتكزات ، شملت كل مناحي الحياة ، وبعد ان وصلت روائح فسادهم الى اصقاع الارض يشكو أهله هوله وفضاعاته، حتى وجد الحاكمون في هذا البلد ومن دهاقنة الفساد أن افضل طريقة للتخفيف عن كيل الاتهامات لهم في انغماسهم ببحور الفساد ، أن يتم تحويل تلك الاتهامات الى طيور العراق، بأنها كانت مشاركة في هذا الفساد، وإنهم ليسوا لوحدهم من ينخر في جسد الدولة العراقية ويعيث فيها خرابا ودمارا، فوجدوا ضالتهم في ان تتهم الطيور بأنها سرقت هي الأخرى جزءا من ثروات العراق وارسلتها الى دول الواق واق!!

لكن جمعية المطيرجية العراقية رفضت مثل هذه الاتهامات الرخيصة، واصدرت بيانا شديد اللهجة ، تحذر هذه المرة من توجيه الإتهام الى طيور العراق البريئة من براثن الفساد ، ومن أوكار الرذيلة التي إنغمس كثير من ساسة البلد في أتونها، مشيرة الى ان طيور العراق حالها حال كل طيور الارض ، بريئة كبراءة الذئب من دم يوسف ، وان اي اتهام لها بالضلوع في نهب الحبوب او احداث عمليات تخريب مالي او بيئي يعد خروجا عن القيم والاعراف السماوية والارضية ومخالفة لقوانين مجلس الامن والامم المتحدة والمنظمات الدولية، وهي ستقدم مناشدات مستعجلة الى كل الجهات الدولية المهتمة بشؤون الطيور وحقوق الحيوانات الى ان تحاسب كل من اطلق عليها الاتهامات جزافا في سرقة حبوب السايلوات او الاسمدة الكيماوية او غيرها من المنتجات أو الامانات والودائع النقدية في البنوك العراقية وهي بالمليارات، وهي أي الطيور، تعتمد على نفسها وما وفر لها الخالق من نعم ووسائل عيش رغيدة ، وليس هي بحاجة لأن تسرق او تشارك المفسدين محاولاتهم الخبيثة لسرقة ثروات العراق وتهريبها الى دول الجوار، وتعد تلك المحاولات أنها تدخل في المحرمات والموبقات التي لاينبغي لبشر أو طير أو حيوان ان يقترف جرائمها التي لابد وان تكون محل استهجان واستنكار وادانة المجتمع الدولي ومجاميع الطيور في كل انحاء الارض وفي أعالي السماء، وهي تعتمد في الأساس على نظرية ” رزقكم في السماء وما توعدون”!!

كما عبرت منظمات دولية وانسانية عن إستغرابها وادانتها واستنكارها لتوجيه الاتهام من قبل جهات عراقية للطيور بأن كان لها ضلع في المشاركة في الفساد من اي نوع، وهي تؤكد : حاشى للطيور ، وهي حملة رسائل السلام والأمن والطمأنينة والجمال ، أن تدس أنفها في مهاوي الفساد العراقي، بل هي تكون أكثر خجلا عندما تتعرض ثروة بلدها للنهب والسرقة وبيعها في المزاد العلني بثمن بخس دراهم معدودة، وتعد كل من يسرق ثروة بلد لصا وحراميا ، ينبغي محاسبته بأشد العقوبات، مشيرة الى انه ليس من حق أي كان، بشرا او طيرا أو حيوانا، ان يشارك في نهب خيرات بلده، ليذهب بها الى جيوب الغير، ويترك بني جلدته يأنون من ضائقة العيش ومن فقر مدقع ، لم تعد حتى الطيور تقبل ان تكون حياة العراقيين على هذه الشاكلة من التدني والانهيار وانعدام الخلق،وهي تدعو الى صحوة ضمير لكي يتوقف السراق والمفسدون عما يرتكبونه من موبقات بحق شعبهم، حتى يضطر ساسته الى اتخاذ إجراءات تضيق الخناق على عيشهم وعلى كرامتهم، ويذهب ساسة البلد يستجدون الاموال من هذه الدولة او تلك وخيرات بلدهم تغطي ميزانيات دول لو وجدت من يحرص عليها او يحافظ على موجوداتها من عمليات السرقة والنهب وفساد الادارات، وعمليات السرقة والنهب تجري في وضح النهار، ودون خجل او حياء ، أو وازع من دين سماوي او اخلاق طائفة أو مذهب، وتجد في كل مرة لها المبررات ، حت اشاعت الرذيلة في كل بقاع العراق، وتتخذ منها سلوكا يوميا ، وكانها القدر اللعين الذي حكم على العراقيين ان يعيشوا بتلك الطريقة الموغلة في الاذلال وانتهاكات الكرامات وحرمان من العيش الآدمي في أبسط صوره!!

لا ..يا سادتي : طيور العراق .. هي بريئة من كل افعالكم وجرائمكم ..وهي أجمل واكثر نزاهة مما تتصورون، ولديها قيم وأخلاقيات ، وليس من شيمها ان تحرم شعبها من قوته، لكي تذهب به الى جيوب من ارتضى البعض ان يكون تابعا للغير،يرهن ارادة شعبه ومقدراته..ويبيع ثروته في سوق النخاسة بثمن بخس..الا تبّ ما يفعلون!!

أحدث المقالات