ظهر على السطح حجم الشذوذ المنتشر في المجتمع, فئة ليست قليلة من الذكور اصبحت تمارس الشذوذ بشكل شبه علني, فهي تعلن عن نفسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي, من دون اي حياء او خوف, ولها اماكن خاصة للتجمع كبعض المقاهي المشبوهة والبيوت, ويبدو ان بعض القيادات السياسية وبعض السفارات, هي من توفر الحماية والغطاء لهم, وهذه الظاهرة في توسع خطير داخل المدن وخصوصا في المناطق الشعبية, وهي نتاج الادارة الفاشلة للدولة من قبل الصف الاول من الطبقة السياسية.
اما الحديث عن الحلول فهي تسير بشقين, وهما الان مغيبين تماما, بسبب ارادة سياسية معينة, تريد للشاب ان يشذ ويفسد بعيدا عن الفطرة.
اولا: على الحكومة والبرلمان تشريع قوانين لحماية الطفل, فاغلب الشاذين تعرضوا لاغتصاب في الطفولة, وبسبب التكتم والخوف بقيت الجرائم تجري في الخفاء, وهكذا يتحول الطفل الى شاذ بفعل صعاليك المجتمع الشاذين, ممن كانوا ايضا عرضة للانتهاكات, او في داخلهم ميول شاذة, وهذه القوانين التي ندعو لها تكون لتوفير الحماية للطفل, في البيت والشارع والمدارس والساحات, مع عقوبات مشددة للمعتدين.
نذكر هنا على ضرورة حصول اتفاق عشائري, ينص على عدم الدفاع عن المعتدين جنسيا على الاطفال, بل معاقبته عشائريا حتى كسره من العشيرة, وهو الدور المطلوب من العشائر.
ثانيا: زواج المتعة يحقق نقلة كبيرة جدا في شخصية الشباب, ويطور ذاتهم, ويشعرهم برجولتهم, نحن نشاهد الكثير من الشباب ينتظر دخول الجامعة فقط للاختلاط بالجنس الاخر, وهذا الاختلاط يكون تأثيره عميقا وكبيرا على البناء الشخصي, فزواج المتعة حتى لو فقط لمجرد الاختلاط يكون نافعا جدا, وهي علاقات شرعية يسمح بها الشرع, وزواج المتعة تشريع اسلامي موجود لكن مغيب لأسباب سياسية وطائفية قديمة, فقط يحتاج لثقافة وتفسير لمساحة تطبيقه, وشروطه وعلل تنفيذه, وابعاد التشويش الذي يطرحه البعض بشان هذا الزواج, كي يكون متيسرا للكل.
· المشكلة الاجتماعية للمرأة
مشكلة اجتماعية اخرى هو وجود عدد كبير جدا من المطلقات والارامل والعوانس, وهذا يمثل مشكلة اجتماعية خطيرة جدا, الحكومات المتعاقبة كان دورها فقط في رفع نسب المطلقات والارامل والعوانس, من دون اي اهتمام في ايجاد الحلول, بل نجد الحكومات فرحة بهذه المشكلة ولا تريد علاجها, والمرأة كالرجل لها كل الحق في تحقيق رغباتها الجنسية والعاطفية, لذلك عندما لا تجد للزواج طريق تكون بين خيارين, ام الصبر وكبت رغباتها وهذا تأثيره بشع على الصحة النفسية والجسدية, او الانحراف طلبا لتحقيق الرغبات الانسانية, وهذا يعني الوقوع في مستنقع ضحل.
الحل ايضا يكمن في زواج المتعة, لو توفر وبشكل علني عبر قانون حكومي منبثق من الشرعية, لأمكن حل مشكلة مئات الاف من النساء, من المطلقات والارامل والعوانس, مما تعسر عليهن ركوب قطار الزواج, فيكون الزواج المؤقت حلا سحريا لتلبية حاجات ورغبات الانسان, فيختفي الكبت ويتحول جهد الانسان الى الابداع في الحياة والعمل, بدل ان ينحصر كل تفكيره في تلبية حاجاته وتعسر الواقع عن توفيرها.
قضيتان اجتماعيتان يكون زواج المتعة ركن اساسي للحل, وهو موجود في الاسلام بالنصوص القرآنية[1] والاحاديث الشريفة[2], وكان متوفر لكل المسلمين في زمن الرسول الاعظم (ص) وفي خلافة الاول وشطر من خلافة الثاني, الى ان حظره الخليفة بن الخطاب وفي النصف الثاني من خلافته, ولأسباب غير معلومة, وقد يكون لليهود[3] يد في تفشي الزنا واللواط في الامة.
الان كي ننهض علينا اعاده الروح للتشريع المحمدي الخاص بزواج المتعة, عبر الاعلام والنخب والقضاة ورجال الدين والاقلام الشريفة, الا فلا داعي لتحريمه لان الرسول الخاتم (ص) لم يحرمه, ولم تنزل اية لتحريمه, بل بقي في حياة الامة حتى بعد رحيل الرسول الاعظم (ص), الى ان قرر الخليفة بن الخطاب تحريمه, وهو ليس بنبي كي تلتزم الامة بقراره الغريب.
علينا ان نعيده في حياة الامه ما منعته السياسة عنه, وكي ننقذ ما يمكن انقاذه من شباب الامة وبناتها, لتعود الامة مفكرة واعية تسابق الامم في صناعة التاريخ والحياة للبشرية.
[1] قال الله تعالى في سورة النساء : فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24).
[2] ما أخرجه البخاري في صحيحه من كتاب التفسير في باب قوله تعالى: (( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)) عن عمران بن الحصين أنه قال: «نزلت المتعة في كتاب الله، ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينزل قرآن يحرمها ولم ينه عنها حتي مات، قال رجل برأيه ما شاء قال البخاري يعني عمر. صحيح بخاري ج3 ص71.
[3] لانهم تسلقوا المناصب بعد رحيل الرسول (ص) ليكون لهم مكان ثابت في مسجد الرسول للرواية في عهد بن الخطاب, والاسرائيليات دخلت من هذه المركزية التي وصلوا لها, واصبحوا مستشارين ووزراء للخلفاء الاول والثاني والثالث, وهدفهم طعن الامة من الداخل واثارة الفتنة, فكان اهتمامهم بطمس تشريع زواج المتعة كبيرا, كي تتفشي مظاهر الزنا واللواط في الامة.