لم تبق بيد المحتل الامريكي ووصيفه الايراني حيلة. حيث باءت كل جهودهما ومؤامراتهما لانهاء الثورة العراقية العملاقة بالفشل الذريع. فالثوار الذين يمثلون انبل ظاهرة في تاريخ العراق القديم والحديث، صمدوا صمودا اسطوريا بوجه الة القمع العسكرية لسلطة الاحتلال، التي قادها المجرم عادل عبد المهدي، الذي هرب بعد استقالته مجبرا الى فرنسا ليحتمي بها، بصفته مواطنا فرنسيا. صمدوا بصدورهم العارية، وبيد تحمل العلم العراقي والاخرى تحمل شعار نريد وطن. مثلما فشل بعده مقتدى الصدر، الذي ادعى الوطنية زورا وبهتانا، بانهاء الثورة بقوة السلاح عبر كلابه المسلحة المسماة بسرايا السلام، وبتغطية من الحزب الشيوعي الذي انتقل من معاداة الامبريالية وعلى راسها الولايات المتحدة الى عميل للمحتل الامريكي. حيث شارك امينه العام حينها مجيد حميد موسى في مجلس الحكم، الذي شكله الحاكم المدني للمحتل انذاك بول بريمر، واعتبر هذا الحزب الوصولي يوم احتلال العراق يوم تحرير. بل كان حميد موسى يقف خلف باب غرفة بول بريمر، او باب السفارة الامريكية، يستجدي لقاء لا تتجاوز مدته خمس دقائق، ليجدد بيعته للمحتل الامريكي. بل وصل به الحال لان يذهب الى قبر عم مقتدى الصدر ليذرف الدموع على “الراحل الشهيد”.
امام هذا الفشل يتحرك اليوم اكثر من اي وقت مضى، كلاب المحتل المسعورة وسلطته الحاكمة في العراق ومن الساقطين اخلاقيا ومن المرتزقة والسفلة باتجاه تنظيم حملة اعلامية وسخة في جميع وسائل الاعلام، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي وغرف البالتوك، بتوجيه الاتهامات الى الثورة العراقية العظيمة والى ابنائها الابطال. ومنها اتهام الثوار بالعمالة للاجنبي ووصفهم بابناء السفارات، او بطرق اكثر نذالة وخسة بوصفهم جهلة وضحايا لاجندات اجنبية. بل ذهب بعضهم بالتطاول اكثر من ذلك ليشتم العراقيات اللواتي استشهدن او زغردن لابنائهن الشهداء باوصاف قذرة لا تدل الا على انحطاط اخلاقي وتربية متدنية. وهذا ليس بالامر الغريب فمثل هؤلاء المرتزقة والكلاب المسعورة موجودون في كل مكان وزمان يؤدون مثل هذه الادوار مقابل دراهم معدودات، او لانهم فاقدو الغيرة والشرف والاخلاق. او الذين لهم مصلحة في بقاء النظام. في حين ان حذاء ثائر من هؤلاء الثوار يشرف كل هذه الكلاب المسعورة.
اما اكثر هؤلاء خسة ونذالة في توجيه هذه الاتهامات، فهو مقتدى الصدر وتياره وحلفاؤه من الحزب الشيوعي المنقرض، ليس لان الصدر جزء من العملية السياسية ويريد الحفاظ عليها وحمايتها من السقوط، كونه جزء لا يتجزا منها وعاش في ظلها وتمتع بخيراتها ونال نصيبه منها، واصبح لديه اسطول من السيارات وطائرة خاصة وافواج من الحماية المسلحة، وانما كونه تابعا ذليلا لولي الفقيه الايراني علي خامنئي. ناهيك عن ان الصدر بحملته هذه اراد تعويض فشله في انهاء الثورة بالقوة العسكرية عبر مليشياته المسماة بسرايا السلام. ولان اكاذيبه بالمقابل افتضحت ومنها ادعاءاته بتاييد الثوره واعتبارها تشكل الكتلة الاكبر ضد الفاسدين، حيث هتف الثوار ضده باهزوجة “ذيل لوكي انعل ابو ايران لابو امريكا”، في اشارة من الثوار ترد على اتهام الصدر، بان الثوار لم يطالبوا بخروج امريكا من العراق، وانما اقتصرت مطالبتهم على خروج ايران من العراق. وهذا تزوير للحقائق والوقائع
لم يفعل هؤلاء الشباب الابطال شيئا معيبا، وما اتوا فاحشة حتى يتعرضوا لهذه الاتهامات، سوى انهم ثاروا ضد الظلم والطغيان، بعد ان طفح بهم الكيل وبلغ السيل الزبى، وفقدوا القدرة على التحمل والصبر ازاء هؤلاء الاشرار، الذي جاءوا خلف الدبابات الامريكية ونصبهم المحتل حكاما على العراق العظيم، ليعيثوا في ارضه فسادا وقتلا وارتكابا للمحرمات، والقيام بالمقابل بتجويع العراقيين واذلالهم وبيع البلاد للاجنبي. في حين لم يجهدوا انفسهم بمبادرة واحدة تخدم العراقيين، حتى وان كانت متواضعة او ضرورية، مثل توفير الماء والكهرباء. ولا يخفى على المتابع للشان العراقي ما اتصف به هؤلاء الشباب من حرص شديد على الوطن من خطر الانزلاق في حروب اهلية، فقد قبلوا التضحية بحياتهم ورفضوا الدفاع عن انفسهم بقوة السلاح، على الرغم من ان حق الدفاع عن النفس حق مشروع اقرته القوانين السماوية والوضعية، وعلى الرغم ايضا من سقوط مئات الشهداء وعشرات الالوف من الجرحى. ومن المعيب جدا على هؤلاء السفلة القيام بفعلتهم المشينة هذه، ففي الوقت الذي يقومون بشتم هذه الثورة العظيمة كالكلاب المسعورة، تقف شعوب العالم امام هذه الثورة باحترام واجلال وتنحني امام بطولة وشجاعة الثوار.
هؤلاء فاقدو الغيرة والشرف حينما يوجهون مثل هذه الاتهامات، فهم في الحقيقة ينضحون ما في انائهم. فهؤلاء الثوار لا هدف لهم سوى اسقاط هذه الحكومة العميلة والسافلة، وتمزيق دستورها وحل برلمانها، واجراء انتخابات مبكرة نزيهة بعد وضع قانون للاحزاب ومفوضية تشرف على الانتخابات وترعاها منظمات دولية محايدة، تنبثق عنها حكومة وطنية مستقلة فعلا، تتمكن من استعادة الوطن المنهوب من يد المحتل والمليشيات المسلحة. وتؤمن حياة حرة كريمة يعيش فيها العراقي حاله حال بقية الناس في ارجاء المعمورة بعزة وكرامة وشرف. هذه الثورة التي يتهمها هؤلاء الكلاب المسعورة والمرتزقة بتنفيذ اجندات اجنبية، او انها تتحرك بتوجيهات من السفارة الامريكية في بغداد، هي ثورة وطنية مستقلة لا تنتمي الى حزب او منظمة ولا ترتبط بجهة رسمية ولا علاقة لها باجندات خارجية كما تدعي كلاب السلطة المسعورة وعديمو الشرف والاخلاق. ولا هي مسيسة لصالح هذه الجهة او تلك، وانما هي ثورة نبيلة وطاهرة لم يشهد لها تاريخ العراق القديم والحديث مثيلا. ثورة نالت تاييد كل فئات الشعب العراقي، من العمال والفلاحين، من الاطباء والمحامين، من المعلمين والحرفيين من الرجال والنساء من الشباب والشابات، من طلاب المدارس بدءا بطلاب الصفوف الابتدائية ومرورا بطلاب الثانويات وانتهاء بطلاب الجامعات. من كبار السن من الرجال والنساء. وحدهم هؤلاء الحثالة التي وقفت ضد الثورة.
نقول لهؤلاء الانذال ، سواء استمرت حملتكم الظالمة ضد الثوار او توقفت، نقول لكم، ان الثورة مستمرة. فهي اثبتت صمودها واثبتت انها لا تهاب القوة العسكرية ولا يمكن ايضا خداعها بوعود كاذبة او اصلاحات ترقيعية، من قبيل تغيير هذا الرئيس بذاك او تدوير الوجوه الكالحة بين عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي. اذ لم يعد خافيا على الثوار بان جميع الحكومات المتعاقبة هم عملاء وخونه. وخير دليل على ذلك النتائج التي افرزتها هذه الحكومات العميلة على مدى سنين الاحتلال العجاف. حيث الدمار والخراب الشامل، وانتشار الفواحش والجرائم، والعجز التام في تقديم الخدمات والامن، والتهجير والتفريط بالسيادة وضياع الثروات والقائمة بهذا الخصوص طويلة ومؤلمة. ناهيك عن ان هؤلاء الاشرار لم يكتفوا بما قتلوا وما سرقوا، وانما يصرون على الاستمرار في هذا الطريق، بل اصبح لدى الثوار القناعة الكاملة بان هؤلاء فقدوا ضمائرهم وشرفهم وخانوا وطنهم وارتضوا ان يكونوا عبيدا للاجنبي الامريكي والايراني.
واخيرا نقول ايضا، بان هذه الجريمة التي ترتكبوها ضد الثورة والثوار لن تجديكم نفعا ، فالثورة ستنتصر عليكم وعلى نظامكم وستسقط حكم المحاصصة الطائفية وأحزابها ومليشياتها، وسوف تعيد للعراق استقلاله وسيادته، وتطرد القوات الأجنبية وتنهي الهيمنة والنفوذ الخارجي وستقدم القتلة الى المحاكم، وحينها سيكون حسابكم عسيرا سواء كنتم داخل العراق او خارجه.