الفزعة: تجمع عدد من الأشخاص للإغاثة , وهي في الأغلب كلمة عامية ويقال :”جئنا فزّاعة” , “فِزَعنا له” أي أغثناه.
الفزّاعة: من الفزع أي الخوف , وهي للتنفير , فبعضهم يضع هيأة بشر في المزرعة ليُفزع الطيور ويجعلها تبتعد عن حقله.
الفزعة تدل على التعاون والتضامن والقوة لرد ما يصيب الآخر من سوء وعدوان , وهي سلوك متعارف عليه في المجتمعات لتأكيد القوة والعزة والكرامة , فالجميع يفزع أي يهب لنجدة الموقف القائم والذي فيه تهديد لشخص أو مجموعة أشخاص , وربما قرية أو مدينة , أو أي خطر يداهم الحياة.
فالفزعة سلوك إيجابي بقائي يرسم المصير ويؤكد ضرورات التعبير عن الإقتدار البشري المتفاعل , الساعي للثبات والصمود والإنتصار على غوائل الأيام.
والفزّاعة سلوك سلبي يدفع للتشظي والتنافر والعداء المؤدي إلى الوجيع والخسران , وبعض المجتمعات تجعل من الكراسي فزّاعات متأهبة لطرد المواطنين وقهرهم وتهجيرهم , لكي تنفرد بالغنائم وتتمكن من التعبير الأقصى عن الفساد والإستهتار بحقوق الإنسان.
وعندما تتحول الكراسي إلى فزاعات في أي مجتمع , فأن الحياة ستتكدر والأيام ستتعثر , والبشر سيتعادى ويتكسّر ,و بالآضاليل والأوهام سيتدثر.
وبين الفزعة والفزاعة تفاعلات تستوجبها ضرورات البقاء والنماء , فكلما زاد عدد الفزّاعات ذوى إقتدار المجتمعات , وكلما تأكد سلوك الفزعة نالت المجتمعات العزة والرفعة.
ولكي نكون علينا أن نتعلم سلوك الفزعة ونستثمر فيه ونطوره , لنصنع مجتمعا متسابكا (من السبيكة) منيعا على المخترقين والطامعين الداعين إلى صناعة الفزّاعات الكفيلة بتحقيق مصالحهم السوداء.
فالفزعة إعتصام براية والفزّاعة تحطيم لراية , والرسل والأنبياء والمصلحون والمفكرون يدعون إلى التآزر والتعاون والتفازع , ويحذرون الإنفزاع والعمل على صناعة ما يؤذي الوجود والحياة.
فلماذا لا نفزع لمحق وجود الفزّاعات والقضاء على البيئة الكفيلة بحضانتها وتعزيز دورها في تدمير إرادة المجتمع والنيل من الوطن والإنسان؟!!