أقوى وأخطر ما في الدور الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو إنه يقوم بالتحرك وتنفيذ المخططات والاجندة الخاصة به بالانابة أو بالوكالة، خصوصا بعد أن إستطاع توظيف العامل الطائفي لصالحه والتمويه على الشيعة العرب بشكل ملفت للنظر.
الدور الايراني لم يقتصر على إستخدام الشيعة العرب ضد بلدان عربية أخرى أو ضد قوات وقواعد أميركية فقط ، بل وحتى ضد شعوبهم وأوطانهم .
أخطر ما في الدور الايراني إنه إستطاع لفت الانظار من العدو الخارجي المتربص ببلدان المنطقة والاخطار والتهديدات الاخرى بإتجاه عدو داخلي مفتعل ومصطنع، وبدلا من الانصراف بالعدو الخارجي، صارت بلدان المنطقة مشغولة بطابور خامس مزروع داخلها ويمثل خطرا جديا عليها.
مايجري في العراق ولبنان حاليا، لايمکن أن يتم فهمه وإستيعابه إلا من خلال کون النفوذ الايراني هو الذي يهيمن على هذين البلدين وإن طهران تسعى من خلال ذلك إستغلالها لصالح أهدافها وغاياتها وجعلها في خدمة مخططاتها ونهجها وسياساتها، وهي بذلك تضرب بنفوذ ودور العديد من الدول ذات الاهمية والثقل والعلاقة خصوصا الولايات المتحدة الامريکية وفرنسا وهذا مادفع الى تركيز واشنطن خلال الفترات السابقة على دور هذه الطوابير المتمثلة في الميليشيات والاحزاب التابعة لطهران، لم يأت إعتباطا خصوصا بعد أن باتت تتمادى في تبعيتها لإيران، حتى إن بعضها أعلنت بأنها ستقف الى جانب القوات الايرانية في حال شن أي هجوم دولي على إيران.
كما إن بعضا آخر من هذه الميليشيات أعلنت بأنها ستهاجم القوات وها هي تثير صخبا وضجة مطالبة بإخراج ما تصفه بالقوات الاجنبية ، ولكنها تستثني قوات الحرس الثوري منها، رغم إن الاخيرة متورطة من قمة رأسها الى أخمص قدميها بالنشاطات الارهابية.
ومن هنا فإنه من الضروري جدا أن يكون هناك تفرغ دولي وإقليمي لهذا الدور وضرورة التصدي له بما يدرأ خطره وتهديده ويعيده الى حجمه الذي يجب أن يكون فيه .
ومن المفيد جدا مراجعة المواقف المتخذة ضد هذا النظام خصوصا بعدما صار واضحا إصراره على التمسك بتدخلاته في المنطقة وبأذرعه العميلة فيها وعدم إستعداده للتخلي عن نهجه هذا بل وإن ماقد قاله حسين دهقان، المستشار العسکري للمرشد الاعلى للنظام وبصورة صريحة من إن: “مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني”! کلام لايحتاج لأي شرح أو توضيح وإنما يحتاج لإتخاذ موقف عربي في مستوى المسٶولية ضده على أن تکون على رأس أولوياته الاعتراف بالنضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثلة للشعب الايراني ومعبرة عنه ومن ثم إتخاذ الخطوات اللاحقة.