بسألون
أين أطباؤنا ؟
لا يوجد مؤرخ واحد في الأنبار تمكن مثلا من تعريفنا بأسباب تسمية شارع الأطباء في الرمادي بهذا الإسم ! لكني أعتقد أن الأمر بسيط ويعود لوجود عيادات طبية في الشارع .. أما تأريخ التسمية فلا يمكن تحديده تحديدا تاما ، وأكثر الآراء تؤكد أن التسمية أطلقت في نهاية خمسينيات القرن الماضي بعد تزايد عدد العيادات والصيدليات ثم انطلقت نفس التسمية على شوارع أخرى لاحقا في مدن الفلوجة وهيت وحديثة وعنه والقائم والرطبة .. وفي الرمادي ازداد عدد شوارع الأطباء من شارع واحد إلى شوارع عدة أفتتحت فيها مئات العيادات المتخصصة والمشافي الصغيرة والصيدليات والمراكز الصحية فضلا عن مشافي الدولة وعياداتها ومراكزها، ومن جميل ما يذكر أن أطباء كبار وضعوا الحجر الأساس لهذا الشارع في الرمادي كان من بينهم الدكتور داود كباية وهو طبيب جراح يهودي رفض الهجرة الى فلسطين بعد حرب ١٩٤٨ وتوفي في الرمادي عام ١٩٥٦ وأطباء آخرون كالدكتور جميل بطرس والدكتور جميل القبطي مدير صحة الرمادي آنذاك ( مصري الجنسية ) والدكتورة أنجيل الرسام والدكتور منير الرسام والدكتورة نظيمة عجو والدكتور بيدو ثم الجيل اللاحق كالدكتور علي مخيف الكتاب والدكتور طالب الحامض والدكتور شيت عبد الأحد وهم ليسوا من أبناء الأنبار بل تعينوا في مشافي الأنبار وخدموا أهلها حتى وفاتهم.. في عقد التسعينيات وبعد عام ٢٠٠٣ إزداد عدد الأطباء والطبيبات بشكل ملحوظ وإزدادت أعدادهم بالتوافق مع النمو السكاني الكبير في المحافظة وزيادة عدد الكليات الطبية في الجامعات العراقية ، ولابد من التذكير والإشادة بالتضحيات الكبيرة والجهود المتميزة التي قدمها أطباء العراق عموما وعلى وجه الخصوص أطباء الأنبار في المدة التي تلت الإحتلال الأمريكي وحتى الآن، أما بعد الإحتلال الداعشي لمدن المحافظة ونزوح وتهجير غالبية مواطني مدن الأنبار ومن بينهم الأطباء، لابد لنا من التذكير بعد أن حررت مدننا من العدو الداعشي لأطباء الأنبار جميعا بضرورة العودة الى عياداتهم ومشافيهم ومراكزهم الصحية لأن هناك الآلاف من المرضى والمعاقين بين النساء والأطفال والشيوخ ينتظرون مد يد العون لهم وكنت أتمنى أن يفتح باب التطوع والتنافس كي يتفرغ عدد من الأطباء والطبيبات لخدمة أهلهم وهم من أبناء المحافظة.. ونحن ننتظر ومعنا أهلكم وأخوتكم كي تعودوا إلى عياداتكم وشوارعكم الخالدة الأطباء في مدننا بعد جائحة كورونا ! لله .. الآمر