هناك مسألتان يرکز عليها القادة والمسٶولون في النظام الايراني خلال هذه الفترة وصارت مادة رئيسية للإعلام الايراني وهما؛ ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على النظام بسبب من برنامجه النووي المشبوه، وطلب قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 5 مليارات دولار من أجل مکافحة وباء کورونا، وکما هو معروف فإن المسألتان قد ربطهما النظام بأزمة کورونا وجعلهما المبرر لذلك، لکن هل إن النظام الايراني صادق في هاتين المسألتين وإنه يريد فعلا أن يمد يد العون والمساعدة للشعب في مواجهة وباء کورونا وليس لديه أية نوايا أو مآرب مشبوهة أخرى يخفيها وراء المسألتين المذکورتين؟
أولا وقبل کل شئ، لماذا يرکز النظام الايراني على هاتين المسألتين ويجعلهما شغله الشاغل بل وحتى إنه يقود حملة غير مسبوقة وواسعة النطاق من أجل ذلك وبشکل خاص من أجل رفع العقوبات الدولية عنه، ومن المهم جدا أن ننتبه هنا الى نقطة مهمة جدا ونأخذها بنظر الاعتبار، وهي إنه وفي الوقت الذي يقوم النظام بإثارة هاتين المسألتين لحاجته الماسة لهما من أجل مواجهة أزمة کورونا، فإنه قد قام بإطلاق قمر صناعي عسکري الى الفضاء الخارجي وأعلن بأن لديه برنامج کبير بهذا الصدد! ومن الطبيعي جدا أن يکلف هکذا مشروع مبالغ طائلة فمن أين له تلك المبالغ ولماذا لم يستخدمها لمواجهة جائحة کورونا، علما بأن المرشد الاعلى للنظام قد أعلن خلال الايام الماضية عن رفضه تغطية نفقات کورونا من الاصول المالية للنظام، فماذا يعني هذا التناقض الفاضح؟
الحملة المرکزة التي يقوم النظام الايراني بالسعي حاليا من أجلها لرفع العقوبات الدولية وسعيه من أجل تدويل ذلك وذلك بإستغلال الظروف والاوضاع بالغة السوء التي يعاني منها الشعب الايراني في ظل وباء کورونا وتأکيده على عدم إمکانيته القيام بمواجهة هذا الوباء في ظل بقاء وإستمرار العقوبات الدولية لأنها تقف حائلا في طريقه، هي أساسا من أجل التغطية على موضوع الاصول المالية الهائلة التي يتربع عليها المرشد الاعلى للنظام والتي تقدر بحسب المصادر الغربية نفسها بأکثر من 200 مليار دولار الى جانب أصول النظام والتي تقدر أيزا بمبالغ طائلة جدا، ذلك إن خامنئي ونظامه يعتبران هذه الاصول حکر على النظام ولايجب صرفهما في أي مجال آخر وخصوصا من أجل الشعب الايراني وإن النظام وعلى مر العقود المنصرمة والاوضاع المعيشية والظروف بالغة السلبية التي عانى منها الشعب بسبب من الکوارث الطبيعية من زلازل وسيول وفيضانات وبسبب نهجه الذي هدر أموال الشعب في مجالات لاتعنيه ولاتهمه، فإنه لم يبادر الى صرف أي شئ من هذه الاصول، ونفس الامر بالنسبة لجائحة کورونا حيث رفض خامنئي علنا تحمل نفقاتها من أصوله وأصول النظام المالية في حين إنه وکما أکدت المقاومة الايرانية إن صرف 10% من هذه الاصول کافية لمواجهة وباء کورونا. وإنطلاقا مما سردناه فإننا نرى بأن للنظام غايات وأهداف من وراء رفع العقوبات الدولية وهي فتح المجال أمامه من أجل مواصلة برنامجه النووي وتطوير برامجه الصاروخية وتوسيع تدخلاته وتصديره للتطرفڤ والارهاب، ولذلك فإن على المجتمع الدولي أن يواصل ضغوطه على النظام الايراني من أجل کشف وفضح الاصول المالية لخامنئي والنظام وإن ذلك في خدمة الشعب الايراني مثلما إنه في خدمة السلام والامن في المنطقة والعالم.