لقد تصدر العراق في ظل الحكومات المتعاقبة منذ 2003 مقياس دنس للأرقام القياسية بخصوص الغريب من الافعال المرتكبة والمخالفة لابسط قواعد الحكم المعمول بها في دول العالم ، فإذا أراد أحد ان يبحث عن الأغرب من الافعال لوجد ان حكومات بغداد في مقدمة من يصنع هذه الأفعال ، في الأربعينات من القرن الماضي كان العراق يصدر الحبوب ، والتمور ، والفواكه والخضار الى دول الخليج ، في الخمسينات كانت الحمائية التجارية وعقلانية الاستيراد قائمة ، وفي الحصار الذي فرض على العراق في التسعينات كانت الكثير من حاجات الناس تقع في خانة الاكتفاء الذاتي ، وكان الاستيراد متاح بما لا يتعارض مع المنتوج المحلي ، كل ذلك تغير بعد تولي حكومات التبعية للأجانب بعد عام 2003. والأسباب واضحة ، منها أولا التأثر بأفكار الغرب الرأسمالي ، رغم كون الحكومات إسلامية ، وثانيا ان السياسيين العاملين على الساحة لا يفهمون الاقتصاد ولا يريدون فهم دوه في التنمية الوطنية ، وثالثا ان السياسيين يفهمون جزء من الاقتصاد الناشئ عن تجارتهم بكل المعروض السلعي بعد ان سرقوا المال العام وتوجهوا به نحو غسيل هذه الاموال بالتجارة وبكل شئ حتى بالمخدرات ، ورابعا ، سمحوا باستيراد كل شئ لقاء العمولات التي يحصلون عليها لقاء دخول الصالح وغير الصالح من السلع والادوية والمواد الغذائية وغيرها من المواد ، وصولا الى الأيس كريم . ولو رجع اي منا إلى الأسبوع الذي سبق الاحتلال الامريكي لوجد ان ملايين السلع تنتج محليا ،
ان من يسمونها بالعملية السياسية تمادوا في كل شئ ، تمادوا باحتقار الناس في تعيين من هب ودب في المسؤولية الحكومية ، تمادوا في تعريض أمن وصحة المواطن للخطر جراء فتح الاسثيراد وفق توجهيات بريمر بلا صوابط ولا قيود . وأخيرا تمادوا بالاستيلاء على اذواق ومشارب الناس من خلال السلع المؤذية الرخيصة من دول يتبعون لسياساتها وتوجهاتها ، والا بماذا يفسر المواطن سكوت الحكومات المتعاقبة على استبرأد الآيسكريم.؟ . واليوم تتباكى وتلطم الوجوه جراء انخفاض أسعار النفوط…