يبدوا ان التوتر في العلاقة الامريكية الايرانية، قد عاد هذه المرة، وفي ظروف كوفيد 19، الذي يجتاح العالم، وقوض الاقتصاد في اغلب دول العالم وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الامريكية، لكن ترامب، لم يعر هذا الوضع اية اهمية، فقد هدد باستخدام القوة في تدمير السفن الحربية الايرنية ان هي غامرت واقتربت من السفن الحربية الامريكية. الايرانيون من جانبهم لم يتأخروا في الرد، فقد هددوا من انهم سوف يجعلون الولايات المتحدة تدفع ثمنا باهضا ان هي اعتدت على سفنهم الحربية التى تمخر في مياه الخليج العربي. ان هذه التهديدات والتهديات المقابلة تظهر وكأن الحرب او المواجهة في الخيلج العربي على حافة هاوية التصادم، بينما واقع الامر يختلف كليا عن هذه التهديدات والتهديدات المقابلة؛ لأن الولايات المتحدة وفي هذا الظرف وحتى في غيره كما سنأتي على شرحه لاحقا، ليس في وارد الدخول في مواجهة مع الجانب الايراني، لمعطيات الواقع الموضوعي، الذي يفرض على ادارة ترامب، الابتعاد قدر ما يسمح به ظرف الواقع عن اي مواجهة مع الجانب الايراني. وفي السياق؛ ان ادارة ترامب ترسل بهذا التهديد، رسائل تحذيرية لأيران او لأرعاب الاخيرة حتى لا تقدم على ما يجبر الولايات المتحدة على الرد، هذه الرسائل تتوافق في هدفها والغاية منها، تماما مع الحشد العسكري الامريكي سواء في دول الخليج العربي او في مياه الخليج العربي. الامريكيون يدركون تماما بان ايران وفي الاشهر القادمة؛ سوف تقوم بالتحرش او الاصح والادق، التعرض على المصالح الامريكية في المنطقة وعلى القوات الامريكية فيها، وعلى وجه التحديد في الفترة التى تسبق الانتخابات الامريكية بزمن قليل، قد لايتجاوز الشهرين اللذان يسبقان الانتخابات الامريكية، لتقليل فرص فوز ترامب في تلك الانتخابات. لذا، فان الامريكيين في تحذير وتهديد استباقي لهذا التوجه الايراني. الايرانيون يبنون سياستهم ليس بالكامل بل جزئيا على ما سوف تأتي به الانتخابات الامريكية، يعولون كثيرا على بديل ترامب المفترض او الذي يترقبون وصوله الى البيت الابيض في الاشهر القادمة، لأعتقادهم بان سياسته سوف تكون مرن معهم او في الامكان التحاور مع ادارته. هذا المتبنى السياسي، غير صحيح بالمرة، لسبب بسيط وواضح؛ هو ان الاثنين ترامب والبديل، وجهان لعملة واحدة، من جهة ومن الجهة الثانية، ان بديل ترامب ليس في امكانه ومقدرته، احداث تغير جدي وحاسم في العلاقة مع ايران. لذا ورغم ما سبق القول فيه؛ ان الايرانيين تركوا الباب موارب في علاقتهم المتوترة مع الولايات المتحدة، ولم يغلقوا الباب غلقا كاملا. الامريكيون وفي جوهر قناعتهم او في صلب رؤيتهم الاستراتيجية؛ يعتبرون ايران الدولة، حاجة ستراتجية امريكية وليس ايران النظام.(نترك ادراك المعنى لفهم القاريء الكريم..) ان الايرانيين وهم على ماهم عليه من ظرف اقتصادي، اقل ما يقال عنه، من انه ظرف قاتل، مهما قال الايرانيون بخلاف ذلك. عليه ومن هذا التصور والرؤية؛ ان الايرانيين سوف يلجأون في الاشهر التى تسبق الانتخابات الامريكية ولتقليل حظوظ ترامب بالفوز؛ الى التعرض الى القوات الامريكية ومصالحها في المنطقة وبصورة غير مباشرة حتى لا يمنحوا ترامب، أية فرصة شرعية وقانونية في الرد المباشر. وفي ذات الوقت احراج ادارته ووضعها في خانق ضيق، تقل فيه عليها، الخيارات، كما حدث لناقلات النفط في مياه الخليج العربي وكما حدث في الهجومات الصاروخية على مراكز تكرير وضخ النفط التابعة لأرامكو، وفي امكنة اخرى في المنطقة بالشكل الذي لا تظهر ايران طرفا فيها، وهي من حيث التنفيذ بالفعل كذلك وليس من حيث النية والفعل بالقوة. في الختام نقول يخطأ من يتصور؛ ان الامريكيين في وارد خططهم ضد ايران، هو توجيه ضربات صاروخية على اهداف ايرانية منتخبة او اي نوع من انواع الضربات ومهما كانت قوتها من القلة وخفة التاثير الا في حالة واحد، حدوث خطأ لايمكن تحجيمه او استيعابه، الا بالرد، ليس حبا بايران النظام، فهي تخطط وتريد فعلا تغيره، ولكن للحسابات الاستراتيجية الامريكية في المنطقة، ولعقود عديدة وعديدة كثيرا وليس قليلا.. الايرانيون من جهتهم وفي عمق تفكيرهم الذي لايظهر في اقوالهم وتصريحاتهم، يدركون ذلك جيدا، وهم يبنون سياستهم ومواجهتم مع الولايات المتحدة على ضوء ذلك..