توقف المراقبون عند الكلام الذي اطلقه قادة الحرس الثوري ، والذي حذر فيه ترامب من مغبة الإقدام على أي اعتداء على القوات الإيرانية، حيث خضع هذا الكلام للعديد من التأويلات والتفسيرات سيما وانه جاء في مرحلة تمر فيها المنطقة بمخاض عسير، وقد تفاوتت هذه التفسيرات بين مَن يقول بأن كلام القائد الإيراني ينذر برد قادمة على طهران ، وهناك من قال بأن هذا الكلام هو نوع من الرد الاستباقية وأن افتقاد أمريكا لعنصر المباغتة يجعلها لا تفكر على الإطلاق بالقيام بأي عملية عسكرية ضد إيران غير محسومة النتائج لصالحها.
وفي هذا السياق، تدعو مصادر سياسية مطلعة إلى التعمق كثيراً بخطاب القائد الإيراني الأخير حيث ان ما تضمنه هذا الخطاب ليس له أي مفعول ايراني ، بل هو بمثابة صندوق بريد في كل الاتجاهات وتحديداً في اتجاه الدول التي تضمر العداء لأيران وتريد إلحاق الضرر به وتحديداً إسرائيل والجهات التكفيرية.
عملياً، تتابع هذه المصادر ان القائد الإيراني حسن سلامي قام بنوع من الحرب الاستباقية لتطويق أي رد أمريكي محتملة، خصوصا وأن ترامل ما انفك يوماً عن تصريحات لهذه الرد. .
وفي اعتقاد المصادر ان قائد الحرس الثوري حسن سلامي أراد ان يعطي تصريحه بعدا تطمينياً للداخل من خلال النبرة الهادئة التي اعتمدها في مقاربة الواقع الإيرانية ، وفي المقابل أراد ان يكون تصريحا تهديديا لترامب ، حيث صعّد لهجته في وجه ترامب من خلال تحذيرها من مغبة الاقدام على أي عمل ضد القوات الإيرانية ، وزاد في ذلك بأن شن حرباً نفسية على القوات الأمريكية في المنطقة من خلال تحذيرهم من أن ترامب لا يعرفون إلى ما ستؤدي أي رد يشنونها على القوات الأيرانية.
وفي تقدير المصادر، ان حسن سلامي كان واضحاً في كلامه بأن أي رد عسكرية امريكي على القوات الإيرانية ستكون باهظة الثمن وهو لذلك أكّد لترامب بأن يد إيران ستطاله لأن كل القوات الأمريكية في المنطقة الخليج ستكون تحت مرمى صواريخ القوات المسلحة الايرانية .
عملياً، تضيف المصادر، فان قائد الحرس الثوري الإيراني أراد في تصريح ان يظهر بأن الحرس الثوري الإيراني قوي وهو قادر على الصمود امام أي ضغط من قبل الأميركي والإسرائيلي الذي يريد إحباط الانتصارات التي تحصل ويشارك فيها الحرس الثوري في سوريا وفي أماكن أخرى، والذي يعرف حقيقة ومدى صدقية كلام «سلامي» هي المخابرات الأمريكية نفسه، لذا فإن هذا التصريح كان له صدى كبيراً في الداخل البيت الأبيض حيث عقدت حلقات نقاش حوله وبدأ المنجمون الامريكون يسألون ماذا يحضر الحرس الثوري في مواجهة واشنطن ؟ وهذا ما حمل الأميركي ومعه الإسرائيلي للقول بأن الرد ليست قريبة.
وتقول المصادر المطلعة، أن كلام قائد الحرس الثوري كان أشبه بصندوق مفاجآت، حيث أكّدللامريكا بأن المعركة، ان هي فتحت، لن تكون محصورة بأيران، ومساحة هذه المعركة ستمتد من إيران إلى الجولان وصولا ربما إلى العراق ، والأمريكي سيفاجأ بحجم القدرات الذي ستستخدم والقدرات الصاروخية، وصولا إلى عدد وهويات القوى التي ستشارك في الحرب إلى جانب الحزب.
وتذهب المصادر إلى وصف كلام حسن سلامي تجاه ترامب بأنه كان من أهم التصريحات التي ألقاها منذ سنوات، ولذا فإن كل المطابخ الاستخباراتية في العالم وضعت هذا الكلام على مشرحة النقاش والبحث بإبعاده وألغازه، خصوصا وأن حسن سلامي ظهر في مظهر من يقوم بالفعل ولا ينتظر ردة الفعل.
وحول ما إذا كانت هذه المصادر تتوقع رد على الزورق الإيرانية تقول: لا توجد مؤشرات توحي بإمكانية الرد الأمريكي علئ اي زورق ، فهذه الحرب بالنسبة لأمريكا تفقد عنصر المفاجأة من خلال الجهوزية التي ترصدها لدى الحرس الثوري تجاه أي عمل امريكي ، وما دامت نتائج المعركة ليست محسومة وفق غالبية المحللين الأمريكيين ، فإن أمريكا لا تستطيع القيام برد قصيرة يحقق فيهاحفظ ماء الوجه ، ما دام عنصر المباغتة مفقوداً، لذا يجد نفسه مضطراً حتى لعدم التفكير بشن رد على اي زورق ايراني في الوقت الحاضر.
وتخلص المصادر إلى القول: إن ترامب لا يريد الرد رغم تهويله بها، وإيران جاهز لأي عمل عدواني.