بعد أزمتي النفط ووباء کورونا، واللتان تعصفان بالاوضاع الهشة في العراق فإن هناك أزمة عويصة أخرى يعاني منها العراق وهي الآثار والنتائج بالغة السلبية للتدخلات المستمرة التي قام ويقوم بها النظام الايراني في الشٶون الداخلية العراقية بشتى الطرق والاساليب حتى بات کسرطان مستشري في کافة مفاصل الدولة العراقية ولاسيما وإن هذا النظام وبسبب من نهجه العدواني المشبوه وأوضاعه الداخلية والخارجية بالغة السوء وکون الاخطار والتهديدات تحدق به من کل جانب جانب فإن يبذل کل جهوده من أجل ضمان أن يبقى العراق تحت ظل هيمنته ونفوذه السرطاني حيث يدفع الشعب العراقي ضريبة ذلك.
التظاهرات الحاشدة التي شهدها العراق إحتجاجا على سوء الاوضاع عموما وعلى التدخلات السافرة للنظام الايراني، أعادت مرة أخرى قضية ضرورة وضع حد للدور والنفوذ الضار والمشبوه لهذا النظام تحت الضوء، وإن رفض الشعب العراقي عموما والمتظاهرين خصوصا للعديد من الوجوه التي إقتراحها لتسلم منصب رئيس الوزراء خلفا لعادل عبدالمهدي بسبب ماأشيع عن تبعيتهم وإنقيادهم للنظام الايراني، فإن رئيس الوزراء الحالي المکلف، مصطفى کاظمي، وکما تناقلت وسائل الاعلام المختلفة عنه إنه شدد سابقا على ضرورة عدم تبعية الحكم لأي جهات خارجية في إشارة واضحة للنظام الايراني، ولکن وعندما يعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن نظامه يتابع قضية تنفيذ الحكومة العراقية لقرار البرلمان القاضي بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، فإنه يتصرف وکأن کل ماقد صمم عليه الشعب ويريد تحقيقه بشأن الحد من تدخلات النظام الايراني مجرد هواء في شبك بالنسبة لهذا النظام!
باقري الذي قال في كلمة ألقاها أمس خلال المؤتمر العام لقادة قوى الأمن الداخلي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة: “إن الشعب العراقي ومحور المقاومة ردوا بقوة على عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في حرم مطار بغداد في الثالث من يناير بحيث تمت المصادقة على إخراج القوات الأميركية من العراق في البرلمان العراقي وهو أمر ليس صغيرا” وأضاف أنه “بعد اغتيال الفريق الحاج سليماني ورفاقه، تمت متابعة قضية إخراج القوات الأميركية من العراق”، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية تسعى من أجل تنفيذ القرار وسيتابع ما وصفه بـ “محور المقاومة” تحقيق هذا القرار، (في إشارة إلى الفصائل الموالية لإيران في العراق). فذلك يعني وبکل وضوح إن هذا النظام يتصرف بصورة تتسم بمنتهى الصلافة والغطرسة من حيث إعتبار العراق تابع لهم ويجب أن يتصرف کما يريد ويشاء نظام ولاية الفقيه في طهران، في وقت يواجه فيه هذا النظام رفضا وکراهية غير مسبوقة من جانب الشعب الايراني الى جانب تصعيد إستثنائي في نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق ضد مراکز النظام مع النشاطات النوعية للمجالس الشعبية التي تسعى لمد يد العون والمساعدة للشعب في ظل غياب أي دور أو تحرك من جانب النظام بهذا الصدد وهو أمر صارت الاوساط السياسية والاعلامية الدولية ترکز عليه مٶکدة بأن هذا النظام يتصرف بصورة سلبية ازاء شعبه، والاهم من ذلك إن خبراء في النظام الايراني وحتى مسٶولين فيه يحذرون من إحتمال إنفجار الاوضاع وحدوث إنتفاضة عارمة ضد هذا النظام بعد أن تمادى ضد شعبه کثيرا ولم يعد بالوسع التغاضي عن ذلك، وفي ضوء هذا کله، فإنه لابد للشعب العراقي أن لايسمح أبدا أن يکون هناك ترکيز على إخراج القوات الامريکية والتغاضي عن الدور والنفوذ المشبوه والمرفوض للنظام الايراني وعملائه في العراق بل ويجب أن يتم وضع حد نهائي لصلافة هذا النظام الذي لايوجد في العالم نظاما مشابها له من حيث مکروهيته ورفضه.