في عام 1991وقبيل ايام من تفكك الاتحاد السوفيتي وفي اجتماع للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الكرملين وقف الحرس القديم بوجه ميخائيل غورباتشوف بأعلى اصواتهم يصرخون ( نحن الذين اوصلنا الاتحاد السوفيتي الى القمر ونحن الذين صنعنا القنبلة الذرية وجعلناه قوى عظمى في العالم و لن نسمح لك بهدم هذا البناء الشامخ العظيم مهما كان الثمن )) فرد عليهم بهدوء (( ولكنكم بإسادة لم تقولوا لي كم كانت تكلفة هذا البناء الشامخ العظيم)) وساد الصمت قاعة الاجتماع مثل صمت اهل القبور لان هؤلاء ليسوا ظاهرة صوتية ولا نكرة ولا اميون ولا مزوري شهادات ولا لصوص ولا قادة مليشيات فوق القانون حتى تأخذهم العزة بالإثم ويخالفوا العقل والتفكير المنطقي السليم وفي اليوم التالي اختفى الاتحاد السوفيتي و اعلنت جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق .. ونحن الان نسال كل مراجعنا العظام (( هل تستحق العملية السياسية في العراق منذ عام 203 ولحد الان كل انهار الدم التي سالت وكل هذه مئات المليارات الدولارات التي ضاعت )) افتونا يرحمكم الله.. وهل نحتاج الى عشر سنوات اخرى من الدم والمال المهدور حتى تتيقنوا ان العلة ليس في جهاز استخبارات ضعيف وليس في سياسيين ضمائرهم ميتة ويتقاضون رواتب تقاعدية عالية وليس في مؤامرات الوهابية او البعثيين وانما العلة في هذه العملية السياسية ودستورها الذي تحول الى كتاب مقدس نازل من السماء حيث صار له تفسير ظاهر واخر باطن والنص الواحد فيه يتحمل الالاف التأويلات وكأن هذا الدستور لم يكتب باللغة العربية وانما كنب باللغة الانكليزية او الفارسية او الكردية والعبرية .. وليكون بحد ذاته مشكلة مستعصية ليس لها حل وهذا كان متوقعا منذ بداية كتابته التي شارك فيها النطيحة والمتردية التي جاءت بهم ( القوائم المغلقة ) والدليل ان رئيس لجنه كتابة الدستور وهو دكتور لا ندري باي اختصاص قد حصل على 68 صوتا فقط في الانتخابات الاخيرة (المفتوحة ) وهو الان عضو في البرلمان لا يهش ولا ينش يترأس لجنه العلاقات الخارجية .. وحينما تحصل مشكله بين اقليم كردستان وحكومة بغداد مثلا الكل يقول تعالوا نحتكم الى ( المشكلة ) اي الى(الدستور) وبالأمس القريب تبرع امير الإقليم الكردي بأرسال ميلشياته التي تأخذ رواتبها من الحكومة المركزية الى سوريا لحماية اخوته في القومية اسنادا للدستور كما يقول ولم ترد الحكومة المركزية في بغداد حتى ولو ببيان تافه حفاظا على ماء وجهها وهيبتها امام الشعب العراقي والعالم وتلافيا لهذه المهزلة امرت امريكا امراء محميتها في شمال العراق بغض النظر عن هذا الموضوع ………. وكل ما يقال بان الجمعية الوطنية المنتخبة هي التي كتبت الدستور وبان الشعب العراقي وافق عليه بأغلبية ساحقة باستفتاء هو تبسيط للأمور الغرض منه فرض امر واقع صنعته حراب الاحتلال الامريكية والايرانية بعد عام 2003 حينما كانت المنطقة الممتدة من بابل الى الموصل قطعة من جهنم وفي جهنم من العبث التكلم عن دستور يتوافق عليه ابناء البلد الواحد وانتخابات واستفتاءات نزيهة وهذا خلاف العقل والمنطق السوي.. والجميع يعرف ان هذا الدستور لا يمثل (( عرب العراق السنه والشيعة الذين كانوا داخل العراق وذاقوا ويلات حرب ثمان سنوات التي اشعلها الخميني بفتواه المشهورة بان (( طريق القدس يمر عبر كربلاء )) وويلات الحصار الامريكي في اعقاب غزو النظام البائد للكويت )) حيث قتل ملايين العراقيين ظلما وعدوانا على يد الايرانيين والامريكان والكل يعرف ان الذي صنع هذه العملية السياسية النشاز وهذا الدستور المطبوخ هم عراقيون من اصول ايرانية عادوا الى العراق بعد الاحتلال والاكراد وبعض المغتربين العراقيين العرب وغير العرب الذين جندهم المخابرات الامريكية والبريطانية والاسرائيلية من اجل تقسيم العراق طائفيا وعرقيا لحفظ امن اسرائيل والسيطرة على نفط المنطقة بالكامل لابتزاز وتركيع العالم اقتصاديا. وحينما يشعرون ان العراقيين العرب يقاومون بشراسة هذا المخطط يبدؤون بتفجير عشرات السيارات المفخخة كل شهر في المدن الشعيبة والسنية والمختلطة خاصة وبعدها يقومون بأرسال تصريحان الشجب والاستنكار لهذه العمليات الجبانة ومثلهم كالذي يقتل القتيل ويذرف دموع التماسيح خلف جنازته . منذ قيام الانقلاب الخميني عام 1979بدات ايران وامريكا والغرب اللعب على الخلاقات المذهبية التاريخية التي اكل عليها الدهر وشرب في العراق خاصة وفي كل منطقة الشرق الاوسط عامة من اجل جعل هذه المنطقة متخلفة الى يوم القيامة والدليل الخراب الذي حل في لبنان والعراق واخيرا في سوريا كله جرى بتعاون ايراني امريكي اسرائيلي .. والان بدا العراقيون العرب ( السنة والشيعة ) يكتشفون ان الصراع المذهبي في العراق هو صراع سياسي هدفه التوسع والنفوذ وليس له علاقة بالدين الاسلامي لاعن قريب او بعيد فالنبي الكريم كان يقول انا مسلم ولم يقل انا سني او انا شيعي وفي يوم القيامة يقول الناس انهم مسلمون فقط وينكرون انهم كانوا سنه اوشيعه خاصة بعد الدماء التي سالت والحرمات التي انتهكت باسمها وكان لثورة المعلومات والاتصالات لوحدها الفضل الكبير في هذا .. وفي كل الاحوال فان الذي يربط الشيعي العربي في العراق بالسني العربي في العراق هو اللغة والعرق والاسلام واللغة عنصر حاسم بينما كل ما يربطهم بتركيا او ايران هي روابط مذهبية عبارة عن اجتهادات فقهية انسانية تعود للعصور الوسطى المظلمة وشتان بين هذه وتلك .. والذي يحصل الان من حالات هروب جماعية للجنود من المحافظات الساخنة مصداقا لهذا لان العربي العراقي الشيعي المسلم يرفض ان يقتل العراقي العربي السني واصبحت لا تنطلي عليه المبررات التي تنشرها بينهم الطغمة الحاكمة بانهم انما يقاتلون الارهاب او الحواضن الإرهابية او الحواضن الاجتماعية للإرهاب .. الان قد انقلب السحر على الساحر .. الان الناس بدأت تسال هذه الحكومة التي تنبطح وتتوسل ود دول اوغلت في دماء العراقيين اليس من الاجدر ان ان تنبطح لشعبها وتتوسل ود شعبها بدل ان تتهمهم بالإرهاب وتستعين بدول ارهابية لقتلهم ..وهذا هو التفسير الوحيد لعدم قدرة الطغمة الحاكمة الان في العراق بالسيطرة على الوضع الامني رغم امتلاكها مليون ونصف المليون جندي مع ميزانية ضخمة مخصصة للأمن تقدر بأكثر من 17 مليار دولار مع الدعم المعنوي والمادي الهائل التي تقدمها لها دولة الرحمن الاكبر (ايران ) ودولة الشيطان الاكبر ( امريكا ) وهما المختلفتان في كل شيء الا بشيء واحد فقط هو الحفاظ على هذه العملية السياسية وهذا الدستور الرث باي ثمن حتى ولو ابيد كل العراقيين وحتى ولو اختفى العراق من الخارطة .. انهم الان بدوا يراهنون على الزمن (( الحرب على الارهاب في العراق ستستمر مدة طويلة – المالكي )) والذي يراهن على الزمن يراهن على الشيطان .. فالجميع بات يعرف ان المشكلة في العراق ليست قضية ارهاب وانما عملية سياسية لاتحضى بأجماع وطني صارت تنتج حكومات ارهابية بواسطة انتخابات مزورة تجري في ظروف مشبوهة وغير طبيعية مدعومة من دول ارهابية والدليل ان هذه الحكومات انتجتها الانتخابات منذ عام 2003 ولهذا اليوم تستمد قوتها من فرق الموت والمليشيات الخارجة عن القانون عندما تتعرض لأقل تهديد وليس من الجيش او الشرطة او الشعب الذي انتخبها كما تزعم … وعليه فان المرجعية الدينية الرشيدة تستطيع بما تمتلك من قوى معنوية وشعبية هائلة ان توقف انهار الدم في العراق نتيجة الصراع والانقسام المجتمعي بسبب غياب ( الاجماع الوطني ) حول العملية السياسية والتي رعتها وباركتها منذ البداية عن طريق تقديم الاعتذار الى الشعب العراقي وخاصة العرب منهم وسحب هذه الرعاية والمباركة التي حصلت عليها منذ عام 2003 يضغوط شديدة من مرجعية قم التي تحكم ايران بواسطة الولي الفقيه الذي تهمه المصالح الايرانية اولا واخيرا رغم علمها ان المفاسد فيها اضعاف المصالح لعدم حصول (( الاجماع الوطني )) عليها ما سوف يجره هذا من كوارث على العراق وشعبه ومن واجب المرجعية الدينية الرشيدة ايضا الدعوة الى حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة مؤقته تعمل على اعداد دستور جديد يؤسس لعملية سياسية جديدة تحظى ((بالإجماع الوطني)) تنقل العراق الى بر الامان وبعكس هذا فأنها سوف تتحمل المسؤولية الشرعية والاخلاقية و التاريخية عن كل ما حصل وسيحصل في العراق امام الله والاجيال القادمة التي سوف تشاهد ما حصل من ماسي في العراق ليس عن طريق عن عن عن او قيل وقال وتضيع الحقيقة بل صوت وصورة بفضل الثورة التكنلوجية …