العالم اليوم لا شيء يعلو عنده على أخبار الوباء والموت وتساقط الاجساد وهزه الرعب والقلق والحرب بكل الوسائل ضد كائن لا يرى ، في زمن نرى الدول الكبرى التي تعودت أن تلجأ إلى خيار التدمير والارهاب بمنظماتها وهيئاتها الدولية بالتعاون معا لسحق الانسانية ولازالت تعيش في احلامها و لا اهمية لها سوى البحث في نمو ايراداتها الاقتصادية في حين باتت مبهوتة وعاجزة عن مواجهة الازمة الحالية ” فيروس كورونا “هذا الكائن الصغير الذي لا يرى إلأ بواسطة ادق الاجهزة الكاشفة واصعبها وانحنت امامها ولملمت طقوسها المتهاوية باستحياء وعطلت قدراتها الفارغة وباتت كالبالونات الهوائية قد تنفجر بين لحظة واخرى وتكثر وتتزاحم نظرية المؤامرة والاتهامات التي تُرجع كل ما حدث ويحدث إلى حرب بيولوجية بين الدول ” المتكبرة “لتحقيق طموحاتهم في النهب وانتزاع لقمة الجياع من افواههم والانشغال مع بطونهم بالتصارع وهم اوائل الضحايا وكل هذه الهلوسات والتنظير والجدل لا تهم معظم الناس المُنشغلين في الهرب من الموت الذي قد يكون محتوماً ، ولا يُسيطر على تفكيرهم سوى الطريق للخلاص والنجاة .
هذه الدول لا يبغون السلام والسعادة و الرخاء والراحة والأمان للشعوب الاخرى بقدر ما يهمهم مصالحهم و إنها مفردات خارج قاواميسهم ومفرداتها. وهكذا يكون، جليا، أن هؤلاء هم من كانوا اعلنوا الحرب على الطبيعة والبشرية، ليسيطر على الحياة و ليوقفوا دورة الزمن، مما يمكّنه من احتكار الثروة ولكن انقلب السحر على الساحرواحترقت اصباعهم قبل ان تصل للاخرين ولست متشفياً من ما هم فيه ولكن هذه هي الحقيقة ،
فهم دعاة لا يقنعون إلأ بالقوة وبالحرب وسفك الدماء والقتل والغدر والغيلة والأسر والسبي والفرقة والإنتقام والثأر والخراب ، وإعادة التوازن والعمل على تراكم الأرباح، فالعواهر البشرية بحاجة إلى الهاء وترويع واغتصاب الشعوب لينعموا بهويتهم فقط ، واستنزاف الثروات والخيرات، بدم بارد. ولا عجب، إنها المقامرات التخريبية والسيناريوهات الاستبدادية ،
ولا يهم أن يكون التدمير باتجاه الخيرات الطبيعية أو الموارد البشرية لتلك البلدان، فما يهم لها غير التوحش على رقاب الاخرين و هو الربح الاوحد لهم حتى لو كان على طريق الفجيعة والمقامرة بصحة الشعوب. وعلى طول هذا المسار المرعب والمربك، هذا لن يكون في المقدورإلا التوقع.
ما يصرف الانتباه عن الخطر السياسي الذي يحيق بعالم المستقبل المبهم وفرص غير مسبوقة للاستئثار والبلطجة بالسلطة السياسية التي جنح لها البعض من الدول وقادتهم والتي عجزت من ان تواجه وباء كوفيد 19 بنخبها ومفكريها في ابتكارعلاج لهذا الوباء وانها الانتكاسة الأولى تجاه التحدي الذي خلقه هذا الفيروس تجاه الطبيعة، فالخوف أمر طبيعي تجاه الكوارث الصحية والطبيعية، ومثلهما الخوف في زمن الحروب. وانا هنا لا اتعارض مع المشيئة الإلهية سبحانه وتعالى لأن اعتبار كل مصيبة أو كارثة أو إخفاق معين غضب من الله سيقود إلى إلغاء بقية الأسباب الفاعلة في حدوث الظاهرة، وهذا بدوره يخلق عقلية سلبية غير قادرة على البحث عن أسباب الخلل والابتكار الانساني انما يكمن في مستوى الوعي المجتمعي، هذا الوعي الذي له دور مهم ومؤثر في إنجاح الجهود التي تقوم بها المؤسسات والدول ،وبدون وجود وعي مجتمعي فعال فإن نسبة كبيرة من هذه الجهود يمكن أن تذهب هباء ، وجعلت دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية التي ستكون آخر دولة كبيرة تتخلص من موجة كوفيد-19 مع معدل وفيات مرتفع للغاية ، ليبحث عن اسلوب يغطي فيه على فشله في اداء مهمته ليحريض الشارع ودفعه نحو فتنة عرقية وايديولوجية دون حساب مردودات حرب الشوارع التي سوف تنتج عنها في انهيار اكبر دولة متغطرسة ، في ظل النجاحات الهشة والجزئية التي تدعي اوروبا في مكافحة وباء كورونا والفجوة الكبيرة بين دولها لمد العون لبعضها البعض ،. وفقدان المعايير الاخلاقية في التزاماتها واحتمال قوي بحدوث توتر شديد بين الدول الأوروبية نفسها بعد الانتهاء من هذه الفيروس بسبب اخفاء الوفيات الحقيقية والمطالبة بمعاقبة الصين على ضوء كشف شبكة G5 التجسسية لصالحها .
ان العالم اصبح امام الواقع المفترض وفرصة كبيرة للتفكير في إعادة ترتيب الأولويات من جديد لانه امام ازمة ستكون لها تداعياتها في كل المجالات قد تدفع إلى أفظع المآلات وأوسخ الاحتمالات؟ والأمراليوم ذاته ينطبق على الجوائح والأوبئة التي تغزوا العالم وحتماً هناك مستفيدون مما يحدث ويتواصلون، وموتاً وتقتيلاً، حتماً هناك مستفيدون من هذه الأزمات والكوارث التي احاطت بالبشرية وفي مقابل من صدمتهم الماً وتضوعاً ومعاناةً، والتداعيات والتحديات اصبحت مشتركة، وهذا الوباء ( كوفيد 19 )القادم نحوهم ليقهر الجغرافيا، ويهدد السلم المجتمعي بعد أن اقتربت هذه الدول ” الكبرى “من الفشل في احتواء الوباء، و قد تخرج الناس من سكونها لتعم الفوضى اذا لن يتم بناء شبكة امان لحمايتهم بالخيارات الممكنة والمُتاحة حتى تصون كرامتهم وخاصة الفقراء والفئات المُستضعفة، والأكثر عرضة للخطرولا تصمد أمامهم الحدود، وحتى الحلول المُتاحة بالعزلة والاختباء خلف الجدران قد لا تنجح. ولا يمكن التعاطي معها بشكل منفرد، كما لا يمكن العودة إلى الأنظمة المتغطرسة القديمة التي ستصبح جزءاً من الماضي، وليس هناك من حلول ناجعة سوى إعادة بناء مفاهيم جديدة للعيش المشترك المتفاهم المتعاون دون تكبر او استعلاء ، والمسؤوليات المشتركة، وإعادة إيلاء مفهوم السلم العالمي أهمية كبرى، ليس قولاً وإنما فعلاً”