جميع رؤساء وزراء العراق الذين كلفو بقيادة هرم السلطة بعد سقوط النظام المباد قدموا برامج حكومية عالية المستوى بمواصفات رقمية وافلاطونية وإنشائية وعاطفية ومثالية وطويلة الامد دون تطبيقها على ارض الواقع نتيجة أزمات عديدة اغلبها مؤامرات تآمرية
لقد تابعت عن كثب خطاب رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي فقد كان خطابا لا يختلف عن خطابات (كان واخواتها ) في الاقوال واذا ما طبق منها بنسبة 30 بالمئة ستكتب للحكومة المرتقبة النجاح
مصطفى الكاظمي لم يوفق في اداء تقديم برنامجه الحكومي امام شاشات التلفاز فقد كان متوترا وشراد للذهن ناهيك عن مشاكل الالقاء وأرق الخطابة والصياغة الركيكة التي عثرت عليه الكثير من اللحظات المهمة
خطاب الكاظمي تناغم مع جميع القوى السياسية لغرض نيل الثقة داخل البرلمان ولكن لم يحاكي قلوب جميع العراقيين ومطالب الاحتجاجات المشروعة من اجل اعادة روح الثقة بين الدولة والمواطن وتوفير القناعات المقبولة لغرض إمكانية ادارة الأزمات في الأوقات الحرجة
الكاظمي يعد الخطوات لتكوين حكومته البراغماتية التي لابد لها تكون محاصصاتية او توافقية على اقل تقدير من اجل حصد ثقة القوى السياسية المتبقية (السنية والكردية )بهذا الإطار وهنا سيكون المشهد السياسي كا اغضاض احلام في معالجة الإخفاقات الحقيقية
والمعالجة باختصار لغرض تنفيذ البرنامج الحكومي بصورة طبيعية ومقبولة وإعادة الثقة بين الدولة والمجتمع يكمن في إنهاء ملف المحاصصة والتوافقات بين القوى السياسية لتمرير الكابينة الحكوميةوالمناصب الحساسة في بناء هرم السلطة.