Chemical and biological weapons
كما هو معلوم للمتخصصين والباحثين انه القرن العشرون شهد نقطة تحول في التاريخ المدرسة العسكري للبشرية، حيث كانت الحرب العالمية الأولى أول ميدان فعلي وعملي تستخدم فيه المواد الكيميائية كأسلحة الدمار الشامل كسلاح فتاك ومؤثر. ولكن عند الرجوع الى التاريخ نحده يزخر بأمثلة على لجوء حضارات الزمان الغابر للحرب الجرثومية كوسيلة لإخضاع الحضارات المعادية، فقد كان الرومان يلقون بالجثث في الآبار لتسميم المياه، وعام 1346 استخدم التتار المقاليع ليقذفوا بجثث مصابة بالطاعون إلى داخل بلدة (كافا) التي كانوا يحاصرونها وكانت ترفض الاستسلام، ويعزو العديد من المؤرخين انتشار الطاعون في أوروبا وفي العالم، ووفاة نحو 25 مليون شخص إلى هذه الحادثة.
والأسلحة الكيماوية والبيولوجية أو الجرثومية كما تسمى أيضاً،
1 – متشابهة في مفعولها النهائي،
2 – لكنها تختلف عن بعضها البعض اختلافاً جوهرياً في الأداء وفي التصنيف.
هذه كانت بداية استخدام الأسلحة الجرثومية، وهي إن دلت على شيء فإنها تدل على قدرة الإنسان على الابتكار حتى في سبيل الدمار، ومنذ ذلك الحين قضى عشرات الآلاف من البشر نحبهم نتيجة استخدام أسلحة كيميائية أو جرثومية، بعضهم قتل في الميدان العسكري، وآخرون كانوا في قرى اعتقدوا أنها آمنة، فكان مصيرهم أن أصبحوا جثثاً هامدة، ما هي هذه الأسلحة؟ وهل هي مشروعة؟ أم أنه يحق تحريمها، هذا ما سنلقي الضوء عليه.
الآثار القاتلة للأسلحة الكيميائية والبيولوجية على الإنسان
The lethal effects of chemical and biological weapons on humans
هنالك مسألة مهمة جدا يجب معرفتها الا وهي ان الأسلحة الكيميائية:-
1 – تقتل أو تصيب الإنسان عن طريق تأثيرها السام والمباشر على الجسم البشري بأجهزته الحيوية المختلفة.
2 – والأسلحة الكيميائية تبقى في أماكن استخدامها لساعات أو أسابيع وبعد ذلك يخف مفعولها إلى أن تصبح عديمة التأثير.
ومل يحب معرفته عن الأسلحة البيولوجية :-
فهي أنواع من البكتيريا أو الفيروسات أو الخمائر، مصممة للفتك بالإنسان أو الحيوان أو النبات.( كل شيء حي )
الأسلحة البيولوجية تصل إلى الإنسان عن طريق الهواء أو الطعام أو الماء أو الحقن.
وبعد التعرض لها تكون هناك فترة حضانة تتكاثر خلالها الفيروسات أو البكتيريا داخل الجسد دون أن يشعر الإنسان بعوارضها وبعد ذلك يبدأ المرض القاتل، وعندئذ يمكن أن تنتشر العدوى.
الحاملين يمثلون الخطر الحقيقي كما هو اليوم مع فايروس الكورونا ( CORONA VIRUS DISEASE 2019 COVID.19 )، ووهذه الصفه هي سبب انتشار والدمار اضافة الى صفات اخرى تتعلق بالمكروب والوضع الصحي ومناعة الانسان …. الخ .
لكن وفق المنظار العسكري تفضل الجيوش استخدام الأسلحة الكيميائية، لأن مفعولها أسرع من مفعول الأسلحة الجرثومية، وللدلالة على ذلك خلصت الولايات المتحدة عام 1969 إلى أن الفائدة في الميدان العسكري من الأسلحة البيولوجية قليل جداً فاتخذ الرئيس (ريتشارد نيكسون) قراراً بتفكيك برنامج الحرب الجرثومية الأميركي.
وسلبيات الأسلحة الكيميائية والجرثومية ( عادة خروج السيطرة في حالة الاسلحة البايولوجية خصوصا التي تنتقل بالهواء يكون كارثيا ) من وجهة نظر مستخدميها، هي أنها قد تخرج عن نطاق السيطرة فترتد على الحليف أو الصديق أو الجهة المستخدمة لها وفقاً لتقلبات الأحوال الجوية، لذلك تسمى سلاح ذو حدين ( A double-edged weapon )
ويعد اول استخدام فعلي وبشكل علمي وكسلاح في الحرب العالمية الأولى استعمل غاز الخردل (Mustard gas )بشكل واسع النطاق ضد آلاف الجنود المحصنين في الخنادق التي كانت من السمات الأساسية لهذه الحرب، وكان غاز الخردل السلاح الكيميائي المفضل، فأدى إلى إزهاق أرواح آلاف الجنود، ومن لم يمت من جرائه، أصيب بالعمى أو بحروق حمل الكثير منهم ندباتها إلى آخر يوم من حياته، وتشير الإحصائيات إلى أن مليوناً من أصل عشرين مليون وفاة أو إصابة في الحرب العالمية الأولى تعزى إلى غاز الخردل.
وما يلفت النظر هنا ان العالم فاق على مخاطر هذه الأسلحة في أعقاب الحرب العالمية الاولى فتم توقيع أول اتفاقية تحظر استخدام المواد السامة عام 1925، وعُرفت هذه {{الاتفاقية ببروتوكول جنيف Convention of the Geneva Protocol }}.
تعتبر اليابان اول دولة بعد اتفاقية 1925 وعندما احتلت الصين في الفترة التي سبقت وتخللت الحرب العالمية الثانية، ضربت عرض الحائط بهذه الاتفاقية، فاستخدمت الحرب الجرثومية في محاولة للنيل من بلدٍ يتفوق عليها في تعداد السكان، وتفيد سجلات الجيش الياباني والسلطات الصينية أن أربعمائة من أصل ستمائة من سكان إحدى القرى الصينية قتلوا عام 1942 من جراء استخدام الجيش الياباني لأسلحة جرثومية، وتتهم الصين اليابان باستخدام الغازات السامة 2900 مرة خلال فترة الاحتلال الياباني للصين مما أدى إلى مصرع ثمانين ألف مواطن صيني، وبينما فشل الجيش الياباني في إلحاق أي أذى يذكر بالقوات الصينية والسوفيتية لجأ إلى نشر الكوليرا والطاعون في أوساط المدنيين، كما حقن أسرى صينيين بجراثيم وبكتيريا تؤدي إلى الإصابة بالتيفوئيد والجُدري والتهاب السحايا والتسمم الجسدي العام.
ثم شهد العام كارثة ومصيبة ودناءة العقل البشري الشرير اكثر مع دخول العالم عصر القنبلة الذرية The era of the atomic bomb عقب الهجوم الأميركي على مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين، وضحت الحاجة إلى وسائل هجومية فتاكة، ولكنها في الوقت نفسه تكون أقل تكلفة ولا تؤدي إلى دمار بنياني هائل يتطلب إنفاق مبالغ طائلة لإعادة تأهيل البنى الأساسية، فانصرف علماء الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية إلى تطوير الأسلحة الكيميائية، والجرثومية، وقد كان العلماء يدركون خطورة هذه المواد فكانوا يختبرون فاعلية الملابس والأقنعة الواقية على رجال آليين قبل أن يرتدوها في تجاربهم.
ولم تتوقف هذه التجارب بل بلغت هذه التجارب ذروتها إبان الحرب الباردة بين قطبي العالم السياسي آنذاك، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، فكانت النتيجة أن خزنت واشنطن ما لا يقل عن عشرات الاف الاطنان من الأسلحة الكيميائية( تجاوزت 30 الف طن )، مقابل ما لا يقل عن أربعين ألف طن في الجانب السوفيتي، وهو أكبر مخزون في العالم على الإطلاق، أما بريطانيا التي دخلت هذا السباق أيضاً فقد أعلنت عام 1960 أنها ستتخلص من أسلحتها.
وهنالك ادلة كثيرة وشواهد بل ان الكثير يذهب إلى القول إلى أن الولايات المتحدة شنت حرباً كيميائية في فيتنام باستخدامها المادة المعروفة بـ(إيجل أورنج Eagle Orange) لإزالة أوراق الأشجار التي كانت توفر غطاء لمقاتلي الفيتكُم.
الحرب العراقية الايرانية ومأساة حلبجة
ولأن الصغير أو الضعيف يحاول دوماً تقليد الكبير أو القوي، فقد فُتِحَ الباب على مصراعيه، واتجهت العديد من دول العالم الثالث إلى هذا المجال، وأبرز ما تمخضت عنه الحرب العراقية الإيرانية، ومن بعدها حرب تحرير الكويت النموذج العراقي، فسلطت أضواء العالم على بغداد التي اتُهمت بأنها خارجة على القانون الدولي وتسعى لامتلاك أضخم ترسانة من الأسلحة الكيميائية والجرثومية بين الدول النامية، إلا أن أحداً من منتقدي بغداد في أعقاب حرب الخليج الثانية لم يكن قد واجهها بجدية حقيقية، عندما استخدمت القوات العراقية إبان حربها مع إيران في الثمانينيات غاز الخردل ضد الموجات البشرية المتتالية من الجنود الإيرانيين، فقد كانت إيران في ذلك الحين تمثل الخطر الإقليمي الداهم في نظر الغرب ودول الخليج المجاورة على حدٍ سواء، واكتفى الضمير العالم بالانتقاد اللفظي والمحدود جداً أحياناً لاستخدام العراق للغازات السامة ضد شعبه في الاهوار والشمال والتي أزهقت أرواح المئات الالاف من الأكراد في بلدة (حلبجة) في نطاق الحرب العراقية الإيرانية، وقد نفى العراق أن يكون استهدف (حلبجة) ولكن محاكمة ازلام النظام واسم على حسن الكيمياوي شاهد حي وبالادلة واعترافه شخصيا بان التاريخ اذا رجع فلن يتوانى بتكرر مافعل وهذه الاعترافات موثقة رسميا ..
حتى يومنا هذا عرف عن حيازة ثلاث دول فقط لأسلحة كيميائية أو جرثومية، وهي الولايات المتحدة وروسيا والعراق، إلا أن هناك شكوكاً قوية حول امتلاك أو سعي نحو عشرين دولة لامتلاك أسلحة كيميائية أو بيولوجية، ومنها كوريا الشمالية والصين وتايوان وكوبا والهند وباكستان وليبيا ومصر وسوريا وإسرائيل.
أهم واخطر الأسلحة الكيميائية والجرثومية الموجودة.
هنا يجب الاشارة الى انه لايمكننا تغطية وكتابة كل شيء هنا لكثرة وتجدد في اضافة اسلحة جديدة يوميا كما هو الحال اليوم مع فايروس المورونا .
A – الاسلحة الجرثومية وسمومها Microbial weapons and their toxins
اولا – كورونا فايروس والذي اصاب البشرية بصدمة كبيرو فسقطت كل اقنعة امريكا والغرب وادعاءتهم بالقوة والجبروت والنظام الصحي فهاهم اليوم يرمون المسنين خارج المستشفيات او لايتم استقبالهم اصلا من المصابين بهذا المرض .
ثانيا – الأنثراكس.. الجمرة الخبيثة تتراوح فترة حضانته بين يومين وأسبوعين يفتك بثمانين في المائة من ضحاياه الذين يدخل أجسادهم عن طريق الفم أو الجهاز التنفسي، يعمّر طويلاً.
ثالثا – الطاعون (فليج) مرض لا يزال منتشراً في العالم يدخل، يدخل إنتاجه مخبرياً، يفتك بعشرة في المائة من المصابين به.
رابعا – (بوتش لينل توكسين Botulinum Toxin) وهو سم عصبي (neurotoxic protein)تنتج عن بكتريا(Clostridium botulinum) الحيوية وهي الجراثيم الفتاكة الموجودة في الطعام المتسمم، يدخل انتاج هذا السم مخبرياً، ويدخل الجسد عن طريق العين أو الرئتين أو الجهاز المعوي، يقتل بعد فترة تتراوح بين ثلاثة وثمانية أيام.
خامسا – (كروسترين برفيرجين) بكتيريا هي إحدى أسباب تسمم الطعام، تنتج بذيرات تعيش في التربة وتنتج غرغرينا الغاز الذي يتسرب إلى الجروح المفتوحة ويصيب بالأورام فالصدمة الجسدية فاليرقان فالوفاة.
سادسا =- سمال بوكس (small pox) الجدري مرض قديم قدم الإنسان، يدخل إنتاجه مخبرياً فتاك خلال أيام إذا لم يتم علاجه بسرعة.
سابعا – (أفلا تويكسين) يهاجم جهاز المناعة في الحيوان، مسرطنٌ في الإنسان.
ثامنا – الكوليرا
تاسعا – التيفوئيد…. الخ.
B – الاسلحة والغازات الكيمياوية Chemical weapons and gases
هنا يجب الاشارة الى انه لايمكننا تغطية وكتابة كل شيء هنا لكثرة وتجدد في اضافة اسلحة جديدة يوميا
اولا – DX غازٌ يهاجم الجهاز العصبي فالجسد بأكمله، يدخل الجسد عن طريق الجلد رائحته كالسمك العفن يفتك خلال ساعات.
ثانيا – غاز السيانيد (cyanide gas) رائحته كرائحة اللوز أقل خطراً من غيره بسبب سرعة تبخره، يهاجم الجهاز العصبي، خطورته تكمن في عدم ظهور أعراضه إلا بعد أن تصبح الإصابة به قاتلة.
ثالثا – غاز السارين (sarin) يهاجم الجهاز العصبي، يدخل الجسد عن طريق الجهاز التنفسي أو في درجات الحرارة المرتفعة عن طريق الجلد، يقتل خلال دقائق أو ساعات.
رابعا – غاز الخردل (mustard gas) يهاجم الجلد والجهاز التنفسي والأغشية المخاطية، يصيب بحروق وتقرُّحات ويؤدي إلى العمى، يبدأ بالفتك بعد نحو أربعٍ وعشرين ساعة من التعرض له..
خامسا – ( رايسين Ricin) سم يستخرج من بذور نبات الخروع، من أشد السموم الموجودة في الطبيعة، استخدم في اغتيال المعارض البلغاري (جونتي ماركوك) في لندن.
هناك اتفاقيتان دوليتان في مجال التسلح الكيميائي والبيولوجي، وهما معاهدة الأسلحة البيولوجية والسامة، وقد وقعها عام 1972 الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا وأقرتها حتى الآن أكثر من مائة وثلاثين دولة، وتكمن مشكلتها في خلوها من أي بند يضع آلية لأسس اكتشاف وردع المخالفين.
معاهدة الأسلحة الكيميائية التي وقعت عام 1993 من قِبَل مائة وثلاثين دولة، وتنص هذه الاتفاقية على حظر تطوير وإنتاج وحيازة ونقل وتكديس الأسلحة الكيميائية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وواقع الأمر هو أن تكديس هذه الأسلحة أو المواد الفتاكة لا يكفي كي تشكل خطر حقيقياً، فإيصالها إلى الهدف بشكل فعَّال هو المهم، ويعتبر خبراء في شؤون القوات الصاروخية أن الوسائل الرئيسية الثلاث لإيصال المواد الكيميائية أو الجرثومية الفتاكة إلى الهدف، هي الصواريخ والطائرات والطرق السرية أو الخفية، ولكن حيازة الصواريخ أو القذائف وحدها لا تكفي، إذ يجب أن تقترن بالتكنولوجيا.
ومن الادلة على ذلك ما حدث في عهد المجرم صدام حسين عند امر قواته بوضع الجمرة الخبيثة في رؤوس حربية وقنابل وصواريخ سكود، ولكن هذا أسلوباً غير فعال، لأن الانفجار يقتل المواد الفتاكة أو يأتي على معظمها، كما أنه لا يغطي إلا مساحة صغيرة، أكثر الطرق فاعلية هي الرَّش، كأن تقوم طائرة رش مبيدات برش هذه المواد.
وهنا يجدر الاشارة الى انه من الممكن ان يحصل اي منظمة إرهابية ( كداعش)على طائرة رش مبيدات بالجمرة الخبيثة وأن ترشها فوق مدينة كبيرة، ولكن المشاكل التقنية كبيرة جداً، فالمواد يجب أن تكون في شكل محلول ركب بطريقة دقيقة جداً وإلا تحول إلى كتل (…). لكن مشكلةالحصول على هذه المعلومات صعب لأنها في غاية السرية والمشكلة التالية تكمن في القياسات الصحيحة لفوهة الرش، أي أن المشاكل التقنية يصعب التغلب عليها.( وهذا الموضوع قد تم التغلب عليه عندما قامت مخابرات دولة معينة باعطاء الارهابيين هذه التفاصيل والمعلومات كما حصل في سوريا من استخدام الكيمياوي من قبل جبهة النصرة).
وهنا من الممكن القول انه يمكن استخدام ذخائر ثانوية، أي قنابل صغيرة تحتوي على المواد ضمن القذيفة الأساسية لتنفجر فوق الهدف أو يمكن تخفيف سرعة الصاروخ باستخدام مظلة.
ويعود سبب فشل العراق على انه لم يجر تجارب على تخفيف سرعة الصواريخ باستخدام المظلات، والعراق باعترافه امتلك العديد من هذه المواد الفتاكة ولكنه حصل على العديد منها من الأطراف نفسها التي تهاجمه اليوم، فمثلاً عام 1986 قامت شركة أميركية بشحن الجمرة الخبيثة أنثراكس ونوعين من البكتيريا السامة التي يمكن استخدامها في إنتاج أسلحة جرثومية إلى جامعة بغداد، بعد الحصول على موافقة وزارة التجارة الأميركية، ولكن هناك من يخشى وقوع هذه المواد الكيميائية أو البيولوجية في أيدي أفراد أو جماعة تتمكن من استخدامها رغم المصاعب التقنية، والمثال الأقوى على ذلك، هو الهجوم الذي شنّته جماعة (أُومو شيبيكيو) اليابانية في إحدى محطات قطار الأنفاق في طوكيو عام 95 مستخدمة غاز الأعصاب (سارين)، أسفر هذا الهجوم عن مصرع اثني عشر شخصاً وإصابة نحو 5500، ولعل الأخطر هو ما تكشف لاحقاً عن قيام زعيم الجماعة بزيارة إلى زائير عام 92 تحت غطاء تقديم العون الإنساني لضحايا مرض الإيبولا، ولكن هدفه الحقيقي كان الحصول على عينات من فيروس الإيبولا الذي يقتل 90% من ضحاياه خلال أسبوع من إصابتهم به.
وهكذا فقد برهنت حادثة طوكيو أن الأسلحة الجرثومية أو الكيميائية خطيرة إذا ما وقعت في أيدي الأفراد أو الجماعات.
وأثار الحادث عدداً من سيناريوهات الرعب، يتمثل أحدها في تطعيم شخص ضد مرض الجدري وقيامه بركوب طائرة متجهة إلى نيويورك أو لندن مثلاً، وقيامه خلال الرحلة برش فيروس الجدري داخل الطائرة والتي عند وصولها يتحول ركابها إلى أسلحة بيولوجية، فينقلون الفيروس دون علمهم إلى أماكن شتى.
ايضا حادثة المسرح في روسيا حيث لحد الان لم يعرف المادة التي استخدمت في عملية اظلاق الرهائن
والحديث عن وسائط النقل الجماعي يستحضر إلى الأذهان اعتراف الجيش الأميركي عام 1976 قيامه قبل ذلك بعشر سنوات بكسر مصباح كالنوع المستخدم في المنازل في أحد أنفاق قطار الأنفاق في نيويورك، وكان ذلك المصباح يحتوي على بكتيريا، وكان الهدف من التجربة مراقبة انتشار البكتيريا في الأنفاق.
ويتفق الخبراء على أن الدول هي الأقدر على تحويل برامج الأبحاث السلمية في المجالين الكيميائي والجرثومي إلى برامج تسلح حقيقية، وعلى أن إخفاء مختبرات برامج التسلح الجرثومي هو أسهل من إخفاء مختبرات الأسلحة الكيميائية.
ختاما ان ما يجدر اليه الاشارة هنا ان القدرات الكيميائية تتطلب كميات كبيرة من المواد، بينما العناصر مثل الجمرة الخبيثة -أنثراكس، تتكاثر داخل الجسد الذي يحتضنها، ولذا فهي تتطلب كميات أقل بكثير فعلى سبيل المقارنة مثلاً، عشرة كيلو جرامات من الجمرة الخبيثة توازي عشرات أو مئات الأطنان من غاز السارين، ومختبرات الأسلحة الكيميائية كبيرة وأوضح للعيان، بينما تكون المختبرات الجرثومية أصغر وإخفاؤها أسهل.