18 ديسمبر، 2024 11:14 م

فايروس كورونا (مقتدى-19)

فايروس كورونا (مقتدى-19)

لا يخفى عن الجميع ان العراق من الدول التي تعاني ازمة وعي كبيرة تؤثر على كل مفاصل الحياة، فللأفكار الرجعية المتخلفة جمهور كبير يفتك بالبنية المجتمعية ويساهم في خلق حاجز كبير يحول دون عبور البلد الى بر التطور والرقي. لهذه الأفكار رعاة كثيرون دأبوا وعلى مدار سنين على اغراق المجتمع في بحر من الأوهام مستهدفين في ذلك مجابهة كل محاولات التنوير التي باتت قليلة التأثير في بلد سيطر عليه سادة التخلف وزجوا بأدواتهم الغبية لإدارة كَفتهِ نحو المجهول، لا لشيء سوى المحافظة على نفوذ كاذب وسلطة مؤقتة ومصالح شخصية يعتقد هؤلاء انها تدوم.

في هذه الاثناء، يواجه العالم عدوا كبيرا غير مرئي يصنف علميا بانه (كائن على حافة الحياة)، فايروس كورونا الذي جاب العالم طولا وعرضا وفتك بالبشر ولا يزال يدق ناقوس الخطر في دول كثيرة بعضها مجاورة للعراق وأخرى بعيدة تعاني الامرّين في حربها ضد المرض اللعين.

ونحن نشهد هذه الحرب البشرية العظيمة، يطل علينا سيد من سادات الجهل والتخلف، مساهم فعال في حملات التضليل، سيرته الذاتية مليئة باحداث مخزية لا تخلوا من القتل والتهجير والسلب والتمثيل بالجثث وتكريس التخلف والجهل في شريحة واسعة من المجتمع العراقي، حتى أصبحت هذه الشريحة الكبيرة مهددة لبقية الشرائح المجتمعية وباتت مثالا للجهل وسوء التصرف والتطرف الولائي الغبي والقابلية على تنفيذ الأوامر مهما كانت شدتها وقسوتها واجرامها، بل انهم ينفذون الأوامر حتى بدون دراية او علم بالشيء، كانهم دمى يحركم السيد بخيوط مرئية واضحة للجميع.

يطل علينا السيد مقتدى الصدر من على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) عدة مرات في الأسبوع وفي بعض الأحيان عدة مرات في اليوم بتغريدات مختلفة الآراء، يدعوا في بعضها يمينا والأخرى شمالا، يشجع في بعضها ويمنع في الأخرى، معتمداً في ذلك على قاعدة جماهيرية متخلفة لا تجادله، فقد نجح في تربيتها جيدا وعلى مدى اكثر من 15 سنة على الطاعة ( طيع واسكت حبيبي ).

يجد الصدر من فايروس كورونا منفذاً جديدا لحملته الأبدية الهادفة لنشر التخلف في العراق وربما العالم، حيث ينشر بين فترة وأخرى تغريدات تؤنب الناس وتحذرهم من مغبة الابتعاد عن الدين ويستعين بالمرض الفتاك وقوته بقتل البشر في حواره الداعي لهداية الناس – حسب وجهة نظره ـــ غير مبالي بحجم التناقضات التي تتخلل حواراته وكمية المعلومات المغلوطة علميا في محاولة بائسة لنشر أفكاره المسمومة كالعادة.

لابد من التطرق الى جانب واحد من جوانب التناقضات التي يطرحها السيد في تغريداته، ففي تغريدة بمقطع فيديو بصوته نشرت على صفحتهة في تويتر، يبين كيف ان الفايروس كشف قصور العلم في حربه ضد السماء، مصورا للناس بأن العلم هو العدو الدائم للدين، وهنا تكمن خطورة الطروحات التي تصدر من شخصية لها مقبولية في شريحة واسعة تصل لاكثر من 8 مليون مواطن عراقي، ولها ثقل سياسي كبير متحكم بمصير الدولة.

تصوير العلم على انه العدو اللدود للسماء والاستهزاء بالإمكانات البشرية التي تبذل الأرواح في سبيل محاربة المرض وإيجاد الدواء واللقاح لإنقاذ حياة الناس، ما هي الا محاولة لتحريض اتباعه المتخلفين ودعوتهم الى معصية تعليمات الجهات الصحية التي تحاول جاهدة تقويض المرض ومكافحته، خصوصا بعد ان أعلنت وزارة الصحة ان مناطق شرق القناة في بغداد (وهي مناطق نفوذ اتباع التيار الصدري) هي مناطق مهددة بتفشي الفايروس وذلك بسبب عدم اتباع تعليمات وزارة الصحة وعدم الالتزام باجراءات الحجر المنزلي والامتثال لحظر التجوال.

لا نجد تفسيرات لما يحاول ان ينشره السيد سوى انه يشعر بالافلاس السياسي بعد ان وجهت له المظاهرات الشبابية التي بدئها العراقيون بتاريخ 25 تشرين الأول في عام 2019، صفعة قوية. حيث شارك اتباع السيد مقتدى بدعم المظاهرات في بدايتها حتى انقلبوا عليها وساهموا في قتل الكثير من الشباب المتظاهر البريء بعد ان وصل السيد الى اتفاق سياسي مع رئيس الوزراء المكلف السابق (محمد علاوي)، حيث كان الصدر من أكبر الداعمين لعلاوي، لكن الإرادة السياسية والشعبية كانت ضد التكليف مما أدى الى اجهاضه وتكليف (عدنان الزرفي) بديلا عنه.

يرى مراقبون في المؤسسات الصحية ان التخلف ونشر الوعي المضاد للحملات الوقائية، انها هجمات تفوق ضررا وخطرا من فايروس كورونا نفسه، فلذلك اثار قد تؤدي الى محي جيل كامل من البشر من خلال نشر الفايروس وبلا مبالاة.

وعليه، نتفق مع من يصنف السيد مقتدى الصدر على انه طفرة أخرى من طفرات الفايروس ويحمل اسم .. مقتدى-19.