تمزقت أحشائي وأمتلأت أسى على بلاد يسرقها من يعتقد الفقراء حين وضعوا أصابعهم في الحبر أنهم يجلبون لهم القداسة الى احلامهم من خلال الخبز والطبيخ الذي سيملئ قسائم بطاقة التموين وستكون هناك رواتب رعاية معتبرة لهم ، وأن حياتهم ستنتقل من لافتات ضحايا الحروب في مخافر الغفلة التي جعلتنا ننتج القصص والروايات المتأرجحة بين وهمنا والحقيقة المعاشة مع اساطير الخوف والشظايا ومدافع الميدان النمساوية ( زين القوس وخضر وهيلة وفريال والفكة ، ومخافر بنجوين وسيدكان وكلار ) الى اعلانات اجهزة التبريد في يوم يباع منه فائض الكهرباء الى دول الجوار كما في وعود عالم الذرة المحترم الدكتور حسين الشهرستاني.
سبب تمزق احشائي وحزني هو سماعي لرئيس هيئة النزاهة السابق في امسية برمضان وعلى واحدة من الفضائيات يقص الحكاية التالية : أن نائبا في البرلمان الحالي اشترى مزرعة يمر في اراضيها انبوب نفط ، والنائب ( الوطني ) هذا ثقب الانبوب وصار يعبيء النفط في ( تناكر ) ويسوق ويبيع وليس هناك من رادع له لانه متحصن بعباءته البرلمانية ، هذه العباءة التي تتعدد الوانها ونوعية خياطتها وخيوطها وهي تظهر في الفضائيات تتباهى بكبرياءها وفخامة ارائك غرف الضيوف وفي ذات الوقت مع تناول ( فردة ) تمر الافطار يشتغل النواح والبكاء والتظلم من اجل مواطنيه وناخبيه. وهذا ليس تعميم على معظم النواب فمنهم ابناء خير وأصل وطني وطبقي وعشائري طيب يجعلهم يتمزقون حزنا على ابناء شعبهم ومواطنيهم وقوميتهم ولكن ما بيد الحيلة وهؤلاء في احصائيات معرفة الناس لهم قلة وانتماءهم معروف.
أنا قضيتي مع هذا ( النائب ) الذي يسوق النفط من الانبوب المار في مزرعته والحكومة عاجزة أن تقدمه للعدالة بسبب درع الحصانة البرلمانية وحتما تراه أمام مواطنيه يقيم الصلوات ويبث الشعارات ويدعي الولاء للوطن والدين والمذهب وحتما يكون قد ظهر في لقاء تلفزيوني وتبرع لليتامى والمساكين ، ولكني اذكرهُ بتلك المخافة التي ينبغي ان يتوقعها في لحظة ما عندما يكون الحساب وبدءه حين يضع رأسه على الوسادة ويتخيل أن الدولارات القادمة من بيع النفط لحسابه وحساب اولاده واخوان حرمه هي انتزاع للقمة المساكين الرابضين في محنة الصيف وانتظار دنانير التقاعد والبطاقة التمونية العرجاء التي تضيع مليارات في وهم التبرير الغريب بين عدم توفر وسائط النقل وتذبذب الاسعار في الاسواق العالمية وغيرها من قصص الوهم التي تحاك من الفوق حتى امناء مخازن الاغذية في دوائر التجارة.
تذكروا ……يا نواب الشعب . أن الناس لم تعد تتحمل قلوبها حنانا آخرا وتعذركم وتصدق تبريراتكم ، وسيكون حساب الناس عسير مع من تعتقد انهم ليس بمستوى المسؤولية وثقة الناس بهم ، وقبل الناس سيكون هناك الله حين لاينفع مع الله شفاعة لمن تحسه السماء قد باع القسم بثراء الجاه والموقع وطغى واثرى على حساب اهله ومواطنيه وناسه.
هذا النائب الذي لايوجعه ضلعه ويعيش ثراء النفط متحمسا من ثراء امراء النفط في الخليج ويعتقد انه لايقل عنهم شأنا ليكون اميرا ومالكا لمليارات الدنانير كما ملكها غيره من الذين اكتسبوا من صفقات الكهرباء والسلاح واجهزة كشف المفخخات والزيت والشاي المغشوش ومضاربات البورصة وغسيل الاموال .
له ولغيره محنتكم مع الله قادمة ، توقعوها في أي لحظة لأن الله يُمهلْ ولايَهملْ ومع الله سيكون منكر ونكير ومعهم اسياخ الحديد المغموسة بالجمر والفلفل الاحمر الحار ( ومنين مايوجعك…)……….!