بعد انتهاء الحرب الاهليه الدمويه في لبنان ( 1975 – 1990 ) الحرب المدمره التي ادت الى قتل 120 الف و تشريد 76 الف انسان لبناني في وطنهم وهجر اكثر من ملويني مواطن الى الخارج ‘بعد مرور عدد من الاشهر على وقف القتال بشكل رسمي و كانت الاطراف المحاربة بالامس منشغلين في ذلك الوقت بمناقشات كثيفة تحت عنوان الاتفاق على وضع برنامج يعود لاستقرار البلد والاتفاق على تشكيل حكومة المصالحة من الاطراف الذين كانوا يقاتلون بعضهم بالامس والتوجه الى الانتخابات .
في تلك الفتره و في صحيفة ( النهار ) التى هي كانت من اشهر الصحف الرصينة بين الصحف التى كانت تصدر في المنطقة (اصدرها الصحفي المعروف جبران تويني عام 1933 وهي مستمرة في الصدور لحد الان ) ‘ اطلعت على تحليل موضوعي ضمن التوقعات المنتظره حدوثها في مرحلة مابعد الحرب الاهلية وكيف تكون العلاقة بين القوى التي كانت بالامس القريب يتقاتلون بينهم ..؟
فضول مهنتي كصحفي جذبني التحليل وقراءته بدقة وتوقفتني فقرات متعلقة بتصورات متوقعة للعلاقات الاجتماعية بين اهل لبنان وكيف يكون بعد ان يركز على ان هذه العلاقات يتم اعادة تاسيسها بشكل جديد وسيكون مختلف جذريا عن تلك العلاقة التي كانت موجودة قبل 1975 بين اطياف المجتمع اللبناني المعروف تاريخيا بتنوع انتمائاتهم العرقيه والدينيه والطائفيه وحتى المناطقيه حيث يرى كاتب التحليل ( كان معد باسم قسم تحقيقات الاستراجيية في الصحيفة ) ان من يرسم اسس العلاقات الجديده هم السياسين الجدد الذين وصلوا الى الصفوف الامامية ضمن مصدر قرار الفصائل الذين كانوا في الساحة .
كانت حسب رؤيتي أن الاشارة الخطيرة في التحليل برز امامي في التوقع ان تؤسس العلاقات المستقبلية بين تلك الفصائل على ( المصلحة ) ولكن سيكونوا مجبرين تغطية صراعاتهم ( المصلحية ) هذه بغطاءات دفاع عن ( مصلحة الشعب والوطن ) كل حسب رؤيته ..! ولآن مصالحهم الخاصة ‘ كل فصيلة على حده بعد الحرب الاهليه وضعهم في موقف وموضع متشابك مع مصلحة الاخرين (الاقليمي والدولي ) ذات تماس بوضع لبنان اجبرهم على الابتعاد عن التفكير بالتوجه الى اعادة ( لعبة الحرب الاهليه ) لانه بالامكان ان يخسروا كل مصالحهم الذاتية برمته .
ماذكرني بهذه الاشارة في التحليل هو الوضع الحالي في لبنان و الانفجار الجماهيري ضد كل الفئات لوصولهم الى قناعة بان كل الفئات المتنفذه مسؤولة عن الاحباطات التي تواجهم والمتراكمه من بعد انتهاء الحرب الاهلية وهم اكتشفوا ان اطالة الحرب الاهلية لمدة 15 عاما ادى الى ان يحصل من خلال الانعطافات الحاده في مراحل الحرب اجبر احيانا احد او اثنان ممن عرفوا بانهم ( صقور الحرب الاهلية ) واضطروا باختيارهم في ضوء مصالحهم الذاتية او اجبروا من خلال الموقف على ساحة المعركة للانسحاب من مواقعهم القيادية حيث احتل مكانهم صقور جدد مختلفين عن الصقر القديم في اكثر من التوجهات الشخصية والسياسية اخطرها انتماءهم الطبقي .
لم تحصل هذه الانعطافه الحادة فقط في مواقع القيادات ممن عرفوا بصقور الحرب والعنف خلال سنوات الحرب الاهلية ‘ بل شمل ايضا الشرائح الاجتماعية والاقتصادية ضمن افرازات نتائج الحرب عند متغيراتها ( التوسع بشراسة احيانا او التباطأ احيانا ) ذات تاثيرات على الموقف مؤثرين في المجتمع من التجار و الاغنياء في المجالات الاقتصادية ألاخرى من ضمنهم الوجهاء المنتمين الى الطوائف المؤثرة في مجتمع لبنان ‘ فكان توجة العناصر القويه على الساحتين الاجتماعية والاقتصادية والتجارية الى الهجرة وترك الوطن للعناصر الذين برزوا في هذه الساحات من خلال صراعات الحرب الاهلية من ذات الانتماءات الطبقية التي تذوقت طعم الربح السريع وفتح امامهم طريق الصعود والكسب السهل و هكذا ..
من هنا ‘ يحذر وينبأ تحليل ( النهار ) بأن الوضع المستقبلي للبنان واهله بعد مرور سنوات من اعادة البناء الاجتماعي والسياسي والاقتصادى وحتى الثقافي بعد الحرب الاهليه لايكون ايجابيا من جانب الحفاظ الوطني لاهل لبنان وسعادتهم وحصول الانفجار في الصراعات بين الاطراف المتنوعة وسيكون دافع الانفجار توسيع ظاهرة الفساد في اكثر من مجالات المسؤولية المتعلقة بمصالح الناس
ونرى الان ظهور بوادر ما نبأ عنه التحليل المذكور
السؤال من خلال هذا الاذكار هو :
اليست هذه الاحداث او المتغيرات وبهذه الصيغة التراجيدية اذا في لبنان او مناطق او اوطان اخرى في الشرق المتوسط تاكيد لوصف ( ارسطو ) لمتغيرات و تراجيديا في حياة البشر ‘ حيث يقول : ( إن التغير من الجيد إلى السيء هو الأفضل لأن هذا يؤدي إلى إثارة الشفقة والخوف). ووفقاً لأرسطو أيضاً ( فإن لهيكل العمل التراجيدي لا ينبغي أن يكون بسيطا بل معقدا وأن يمثل الحوادث التي تثير الخوف والشفقة …!!!)
لاارغب في الدخول الى مجال التذكير بالصراعات الفكرية التي كانت سائده اثناء الحرب الباردة بين اليسار واليمين حول ( فروقات الموقف والتصرف الناتج عن الفرق في الانتماء الطبقي ) عندما ياتي الحديث عن التنافس بين الاغنياء والجياع ‘ لان في رأي البعض عفى الحديث عن هذا الزمن ‘ولكن تجارب الاحداث لاتزال مستمره او لافرازاتها دور في وضع شعوب المنطقة امام اعيننا ‘ حيث نرى ان التحول المصيري لكل التحركات العنيفة وحتى المدنية المشروعة ينتج وصول الاصوليين ( الطامعين من الذين عيونهم جائعة وعقولهم فارغة) الى مصدر القرار وهنا تراجيديا حيث يشعر ذوي الضمير انه هناك فرق واسع ضمن كل المنتفضين من اجل الحق وبين من منهم ( بطونهم جائعة ) و يطلب الحق ومن منهم عيونهم جائعة و عقولهم الطامعة بالفكر الوصولي )
اخر الكلام :
الكلمات الالف …المفيده بينهم كلمتان / مثل كردي ..
…………………………………………
مقال مترجم من اللغة الكردية