17 نوفمبر، 2024 6:31 م
Search
Close this search box.

كورونا واشياء أخرى

(لا جريمة ولا عقوبة ألا بنص ) هكذا تقول القاعدة القانونية البديهية الاكثر أنتشاراً بين شعوب العالم رغم التباين وألأختلاف البسيط والجزئي في القوانين الوضعية لهذه الشعوب وهذا المفهوم لم يتفتق به العقل البشري من عدم بل هو نص ألآهي ورد في كل الشرائع السماوية والتي تعتبر مصدراً أساسياً للقوانين الوضعية .

تقييد حرية الأنسان وتحديد حركته من اقسى العقوبات التي تفرض على البشر من خلال حرمانه من التنقل والأستمتاع بكل ما هو مبهج في هذا الكون الفسيح والفضاء الرحب …ناهيك عن الاستمتاع بل أن هذا التقييد يوقف عجلة العمل والأنتاج التي هي مصدر عيش البشرية فما بالك وأنت محجور وحبيس في البيت أو (الرحال) كما يحلو لمؤذن الجامع القريب تكرارها خمسة مرات بعدد الصلوات اليومية وكأننا في السنة الاولى من الهجرة نتنقل عبر الصحاري والبراري بقوافل الجمال وعلى ظهور الخيل ولا أعلم أذا كان يدري صاحبنا أن بأستطاعته الانتقال من شرق الارض الى غربها بسويعات لا تتجاوز ما بين صلاة الفجر والظهر ومثل هذا كثيرون وهم مصرون على التقمص والتقولب بدور الحياة البدوية التي توحي لهم أفكاراً وكأنهم في عصر صدر الأسلام وما اللحى الطويلة غير المشذبة وأرتداء اللباس القصير وغيرها الكثير من الأعتقادات التي يرون فيها الاسلام (الحق) من وجهة نظرهم .

أن تقييد حريتك سواء كان طوعاً أو كرهاً عقوبة لجريمة أرتكبتها فما هي جريمتك التي تستحق عليها العقاب…أنها جرأتك الشديدة على قوانين الطبيعة التي سنها الله بقدرته وأدارته الحكيمة ولهاثك المسعور وراء عمليات البحث وجر العلوم الأنسانية الى منزلقات ودهاليز يصعب العودة منها وتدفع ثمها عموم البشرية كم يحدث الأن فالتوسع الهائل والمستمر في الأكتشافات وبناء المختبرات البايلوجية بدون مسوغ وجدوى والتسابق المحموم في بناء المفاعلات النووية التي يفترض بها خدمة البشرية لكنها باتت تنذر بتدميرها وفنائها والسبب في ذلك هو الابتعاد عن الحكمة في أدارة الامور وخرق الثوابت والقوانين الألهية وتحويل مفاتيح العلم وأدواته الى هوايات يمارسها البعض تعمل على تدمير القوانين الطبيعية والتلاعب بالبعض منها لحرمان البشرية من حقوقها في التطور والعيش الرغيد .

نحن في غفلة (القانون لا يحمي المغفلين) كما يقال بعد أن أبتعدنا عن الايمان بالله وقدرته بأدارة الكون بحكمة لصالحنا بطبيعة الحال وتبعنا شهواتنا وجشعنا في الاستحواذ على كل شيء وغادرنا أنسانيتنا التي جبلنا الله عليها وتحولنا الى وحوش مدمرة سرعان ما رضخنا أمام أصغر كائن في الكون أنفلت خطأً نتيجة أبحاثنا الشيطانية وركعنا نتوسل الرحمة وننشد الخلاص .

أرجعوا الى حكمة الأشياء وطبيعتها ضمن الأفق الذي حددته القدرة الالهية لله الواحد ولا أقصد هنا أن تبقوا أسارى الفهم النصي كما هو حال صاحبنا المؤذن ولكن العمل بحكمة وعقل وألا فقد تكون أيامنا الأخيرة أو ساعاتنا الأخيرة وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155).

تلك هي جريمتنا وهذه عقوبتنا والله أعلم.

أحدث المقالات