لنفترض اقتراب الضربة العسكرية الامريكية على سورية باتفاق من الكونكرس، ودعم من حلفاء أمريكا والصهيونية العالمية ، وقبل هذا السيناريو المرسوم والمتقن بين امريكا وحلفائها ، حدث انقلاب عسكري على سلطة الأسد من نفس مؤيديه، ماذا سيحدث وهل ستتم الضربة؟، وماذا عن السلطة التي ستخلف الأسد؟، هل تقدم تنازلات كبيرة؟،
وتقبل بحلول دولية لانقاذ الرؤوس التي ساندت النظام من الملاحقات القانونية عن مختلف الجرائم،؟ التي ارتكبوها خلال فترة حكم الاسد وابيه وهل ستبدا التصفية الطائفية على الهوية ؟، وهل ستدخل احزاب وعصابات عربية واجنبية تقتل وتجرم طائفيا؟.
وتمثل بالجثث وتذبح على الهوية ومن يقف خلفهم ؟ . ويجهزهم بالاسلحة ويسندهم معنويا وماديا وفكريا ولوجستيا ، ومن ينضم تحركاتهم وتصرفهم ، ويحاسب المخطئ على تصرفه ،
وماذا عن قبول الجيش الحر والقوى المعارضة مساهمة الانقلابيين بالمراحل القادمة وإشعارهم ب«عفا الله عما سلف» أم أن الأمور في حالة أصبحت قوة المعارضة هي من تحدد مجريات المرحلة الانتقالية وصياغة مستقبل سورية هي من يقرر ويفرض وجوده ، في الساحة السياسية والعسكرية للمشهد السوري المتازم ،
السيناريو الآخر من سيقبل ومن يرفض الحلول وسط منظمات متطرفة يأتي على رأسها القاعدة المتوغلة في صلب الواقع الجديد، ومعها جبهة النصرة، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وكتيبة ثوار بابا عمر، ودولة العراق والشام، والحركات والاشخاص الذين تمدهم السعودية وقطر وتركيا وبعض دول الخليج وامريكا والصهيونية العالمية .
إلى جانب التنظيمات الأخرى العلمانية منها والوسطية وغيرها، وهي التي تتنافر بطروحاتها ومواقفها وقياداتها التي لا تخفي انتماءاتها لدول ومنظمات مختلفة؟..في العالم سرية وعلنية ،
هنا سيأتي الضغط الدولي والاقليمي والعربي ضمن هذه الحلول لكنها قد تتنافر ولا تتفق على موقف ينقذ سورية من واقعها ومستقبلها المجهول الذي يرجح الجميع على أن يكون البديل حرباً أهلية، سوف تدخل بها كل العناصر الخارجية والداخلية والتي غرضها تدمير سوريا والسيطرة عليها طائفيا ، وفكريا وجميع المجالات الاخرى ،
السيناريو الأكثر احتمالاً أن تتم الضربة وفي ظلها قد يحدث انشقاقات كبيرة في الجيش وبقية القطاعات الأمنية، ليأتي التدمير لقدرات جيش الأسد قوة دعم للجيش الحر وبقية الفصائل المشاركة معه، وهنا ستكون فاعلية الحلول للمنتصر عسكرياً، ومعنويا ولوجستيا ،
وبالتالي فإن أمريكا هي من تقود الحلول وربما باتفاق مع روسيا والصين والمشاركين معها في التعاون العسكري والمادي والسياسي ورغم ذلك يبقى التغلب على تناقضات الداخل، وخاصة المدعومة من إيران وحزب الله وحتى القاعدة قد لا تلتقي مع الرغبة الدولية، ليكون الخيار إما عزلها سياسياً،
وهو أمر معقد، أو اتخاذ ضربات مماثلة لما يجري في أفغانستان واليمن، بحيث تنقلب المواجهة إلى تلك العناصر مع القوة الدولية والأخرى التي تعارضها، وقد لا تكون عملية الحسم سهلة وسط الفوضى التي ستعم الوضع السوري المتلاحق بعد أن يفقد الجيش قوته على الأرض أو في الجو، وكل الاحتمالات تضع المشكلة في وضع مستجد قد يبقى التعامل معه صعباً إن لم يكن معقداً..
بالتأكيد، لا أمريكا ولا الدول الأخرى الداعمة لعملياتها راغبة بالتورط في إنزال جيش للأرض السورية، وهنا يأتي الخيار لدعم المقاومة المعتدلة عسكرياً لتكون البديل الموضوعي، هذا إذا لم يكن قد سبق الضربة تهيئة عناصر عسكرية ثم تدريبها على ما بعد الضربات المتوالية، او مابعد سقوط الاسد ،
لكن المخاوف تبقى قائمة أن يعجز الجيش البديل عن محاربة جبهتين: داخلية بنزعة متطرفة تسعى إلى احتلال سورية وإقامة دولتها الإسلامية بأي اتجاه قاعدي أو أي مسمى آخر، وجبهة من بقايا النظام والتي لن تسلم بالهزيمة بسهولة طالما تواجهها احتمالات التصفية أو المحاكمات على الجرائم التي حدثت،
وبالتالي لابد للجيش الذي سيكون القوة من أن يملك مقومات القدرة على تجاوز المصاعب الأمنية والسياسية، وتوحيد الصفوف باتجاه إنشاء دولة تعددية ديموقراطية تقبلها وتدعمها كل القوى السياسية الموجودة في الساحة السورية وفي الدول المجاورة ،
قطعاً هناك دول واحزاب وحركات ، كحلفاء لن يكفوا عن التدخل بالشأن السوري ولو من باب زعزعة الأمن، لكن هذا مشروط بقوة البديل الداخلي ومدى رعاية الدول المؤيدة له وحمايته من تلك الدول او الاحزاب والحركات أو غيرها حتى تصل الأهداف إلى غاياتها العليا .
لكن يبقى المخطط المرسوم هو تدمير جميع الدول التي عندها ماكنة وقدرة عسكرية والتي من شانها تهدد امن اسرائيل في المستقبل وهذا تخطيط اللوبي الصهيوني واليهود والكونكرس الامريكي ،
والدول الرجعية المتامرة على الدول العربية والاسلامية والتي تحاول جاهدة كسب ارضية قوية في العالم المتطور والديمقراطي التقدمي ، ولاجل كسب واضفاء شرعية على كراسيهم المتهرئة والتي عفا عليها الزمن في عالم اليوم ..