18 ديسمبر، 2024 11:16 م

اليوم لي ( و ) غداً لك

اليوم لي ( و ) غداً لك

لم تكتف الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية ايران بإعلان حربها علي العراق والعراقيين بل بدأت عملية تخبط تمثلت بإطلاق صفة الإرهاب علي الحركات والشخصيات الوطنية والسياسية التي تناضل من أجل نيل حقوق شعبها المسلوبة والمغتصبة وعلي هذه الشخصيات التي لا تسير في فلكها ولا تنفذ أوامرها ولا تتجاوب مع سياساتها العدوانية القائمة علي استعباد الشعوب ونهب ثرواتها والتحكم في مقدراتها وسلب إراداتها وتنطلق الإدارة الأمريكية من مبدأ جديد اعتمدته في العلاقات الدولية .. من لم يكن معنا فهو مع الإرهاب في عملية تقصد بها إرهاب الحكومات والحركات السياسية وإجبارها علي تغيير مواقفها السياسية لتتطابق مع ما تريده واشنطن وهذا من السوابق الخطرة في العلاقات الدولية ، فالولايات المتحدة تلوح بالعصا الغليظة تجاه الدول التي لا تقف معها وإرهاب الحكام الضعفاء والخائفين علي كرسي الحكم , وتقول للسياسيين العراقيين الجدد أذا أردت أن تصل إلى البيت الأخضر العراقي الجديد يجب عليك أن تنفذ كل مخططات الولايات المتحدة الأمريكية والايرانية وهذا ما حدث ويحدث في بلدي اليوم حتى تمكنت قوى الخير الجديد في العراق إلى إعادة التخندق الطائفي المقيت ضمن باكورة الموت الجديد ودمج وإعادة قوى الشر إلى السيطرة على مقاليد الحكم من جديد باسم الثقافة البيروقراطية الجديدة وإقصاء كل قوى الخير الذين تم انتخابهم بطريقة عراقية جديدة ورائعة مما أصاب المواطن العراقي بالخيبة والخسران ليعلن أبناء العراق الغيارى ومن جديد باسم القانون.. تم قتل واغتصاب وسجن واعتقال وتهجير وإقصاء واجتثاث وتهميش المواطن اليوم في العراق… وان الولايات المتحدة لم تعتمد الإرهاب تجاه الدول وشعوب العالم فحسب بل أنها دمجت الإرهاب بالعدوان العسكري والحرب المدمرة، فهي أول دولة في العالم استخدمت السلاح النووي المدمر ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية ولم يسبق لأية دولة أن استخدمت هذا السلاح قبلها وعملت علي التشجيع علي الحروب ما بين الشعوب بعضها وبين الشعب الواحد بل إنها قطعت بقواتها عشرات الآلاف من الكيلومترات وعبرت المحيطات لتقاتل الشعوب والدول وعملت علي استعباد شعوب أمريكا اللاتينية ولم تبق دولة فيها إلا وخلقت لها المشاكل ضمن سياسة قوس الأزمات ومبدأ من ليس معنا فهو ضدنا أو مع الإرهاب وتنتهك واشنطن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يقضي بمنع التدخل في الشؤون الداخلية للغير إلا في حالة الدفاع عن النفس ولما كانت الحروب التي أشعلتها أمريكا كلها بقيام الأخيرة بجلب قواتها وقوات تحالف الدول الغربية عبر البحار والمحيطات لتحارب دولة مستقلة ذات سيادة لم تكن في نزاع معها بل أن الدول والشعوب ذاقت الويلات من السياسة العدوانية الأمريكية خلافاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولكن السؤال المطروح أين أمريكا من ذلك كله. ومن المعروف أن تسوية النزاعات بين الدول يتم باعتماد المفاوضات المباشرة بين الدول المتخاصمة أو المختلفة وتبذل الممثليات الدبلوماسية جهودها السياسية لتحقيق ذلك انطلاقاً من حسن النيات أو القيام بمساع حميدة للوصول إلي ذلك إلا أن الملاحظ أن الولايات المتحدة بادرت في الإحداث والمشاكل التي خلقتها للغير من الدول لم تعتمد هذه المبادئ بل لجأت إلي القوة العسكرية الغاشمة لفرض موقفها علي الغير بل أن واشنطن لم تأخذ نصيحة أصدقائها ونظرت إليهم باستصغار وتؤمن أن علي دول العالم اجمع أن تنفذ أوامرها حتي وان كانت ذات مساس بسيادتها وبدلاً من لجوء الإدارة الأمريكية إلي الحكمة والعقل فرضت حرباً أعلنها بوش الأب والابن معا حرباً صليبية علي العراق بوصفها الجبهة الداخلية المركزية للإرهاب. أن الحرب التي شنتها أمريكا وبريطانيا علي العراق تهدف إلي ضرب العراق ومقدراته الإنسانية مما زاد في غضب الشارع العراقي والعربي وقد خسرت أمريكا الكثير من هذه الشعوب وان الولايات المتحدة في حربها علي العراق لم تتمكن من تحقيق شيء علي الخريطة السياسية والجغرافية بل أن الإحداث عصفت بالمخطط الأمريكي بجعل شعب العراق الصابر لثلاث أجزاء خارج الحدود أو تحت التراب أو خلف القضبان.. ونحن العراقيون اليوم نقول لهذا العالم أجمع أن أمريكا الآن قد غرقت ومعها قوات التحالف متعددة العصابات في وحل المستنقع العراقي حتى لا تتجرء هذه الدولة المعتوهة أن تقدم على احتلال دولة أخرى. أن للوطن حقا علينا والدفاع أو الموت شرف كبير في ساحات الخطر هذا من جانب ومن جانب أخر يجب أن نتمسك بعاداتنا السابقة وكل التقاليد ومن الواجب أيضا أعطاء أهمية خاصة لبلدنا ونسلط الضوء علي مسألة فضح المؤامرة الخبيثة التي تريدها أمريكا لحرب طائفية أهلية تشترك فيها جميع طوائف الشعب العراقي حتى يتمزق الجسد الواحد ويتلوث الدم العراقي نحن شعب واع مدرك لكل الأمور المحيطة به ولنا ثقلنا بين بلدان العالم ينظرون لنا بنظرة أعجاب لانتا أصحاب رسالة هدفنا تحرير بلدنا من كل المارقين و الدخلاء. وأخيرا وليس آخر أحب أن أوجه هذه الرسالة الصحفية المتواضعة إلى كل الأشقاء العراقيين من الشمال الحبيب الغالي إلى ثغر العراق الباسل الجنوب ومن الشرق إلى الغرب بان لا نعود إلى العنف الطائفي البغيض وان لا ننجر وراء الشخصيات السياسية الفاشلة ويجب علينا أن نتوحد تحت راية العراق العظيم التي تحمل بين طياتها كلمة لفظ الجلالة الله اكبر ومن الله التوفيق لكل العراقيين.