مصطلح الاستبداد ليس جديدا . فمنذ بداية الخليقة ظهرت المخلوقات على سطح الارض قوي وضعيف… تولدت من هذا التوجه السايكولوجي .. نظرية الاستبداد دون قانون، حين بدء الوجود ، وظهور حركة الزمن ، وحلول سلطان الفعل الانساني المتعارض والمتمثل بسلطة الغالب و المغلوب ..حتى أصبح الاستبداد قانونا عند المتوحشين يقف بالضد تماما لكل من له رأي مخالف جديد..مارسه الحكم الأنساني منذ بداية الدولة وحتى اليوم..ولم تستطع حتى الآديان ايقافه ضد الضعفاء والمظلومين .
كثرُ الاعتراض على تفسير النص الديني اليوم..تفسيرا دينيا عاطفياً حتى انشأت فضائيات متخصصة يديرها متخصصون ..ولكن بالمقابل نواجه صمتا رهيبا من فقهاء الدين من اصحاب نظريات التفسير الفقهي الوهمي ..مع ان القرآن يقبل جدلية الحوار في الدين..”وجادلهم بالتي هي أحسن ،النحل 125″..فهل من حق الفقيه ان يفتي بين الناس دون سندٍ من نصٍ مكين ..والقرآن لا يعترف برجل الدين ولم يخوله حق الفتوى..نيابة عن الناس؟ .
لذا فمحنة الناس اليوم تتمثل في سيطرة مؤسسة الدين على الفكرالحر..؟ لتقف ضد كل من له رأي سديد ..في خلق الكون وكيف تكون.. آدم …والانسان القديم ؟ و من هو الكافر .؟ ومن هو الظالم المعتدي ؟ .ولماذا لا يسمح بمحاورة آيات التناقض في القرآن .. كما في ايات الجنس والزنى والتحريم وما ملكت ايمانهم..سورة النور آية 4 وسورة النساء آية 3..؟ والجنة والنار لمن ولماذا خُلقتا وما هي مقاييس الوصول اليهما…؟.والتناقض بين حقوق المرأة والرجل ؟ والجهاد والفتوح .. .؟ والاحاديث النبوية المتضاربة ..؟
كلها بحاجة الى تحقيق تأويلي علمي وليس تفسيرا فقهيا..لنثبت بالدليل العلمي ان ما جاء في القرآن صحيح ..لننقذ الاسلام من فقهاء التخريف..فأسلامنا اليوم يواجه تحدٍ كبير بأعتباره اسلام العباسيين وليس اسلام محمد الامين ..مع ان التشريع الاسلامي القائم على البينات المادية ، وأجماع الأكثرية، وان حرية التعبير عن الرأي وحرية الأختيار، هما اساس الحياة الأنسانية في الدين.
.ورغم اننا لا نملك وثائق مكتوبة ولا ادلة تاريخية محفورة لما حصل للمخلوقات قبل ان يُخلق آدم أبو الآنسنة البشرية ،ولا تأويل للنص المقدس .. لكن المكتشفات الآثارية القديمة بدأت تظهر لتخبرنا بالكثير مما غُمض من مراسيم الحياة القديمة ،عندما تم أكتشاف انسان النياتدرال في الصين ، والذي كان عمره اكثر من مليون سنة قبل الميلاد. وعندما أصبح هذا الاكتشاف حقيقة علمية ملموسة كان علينا ان نعيد النظر في تأويل عقلنة النص الديني المقدس في عقيدة المسلمين،ولا نبقي القديم على قدمة تحاشيا للتخلف والجمود. لكن الفقهاء كانوا وما زالوا معارضين ولم يسمحوا للعلم الحديث بالتدخل لعقلنة النص لجهلهم بتأويله من جهة “كما هو شيخ الأزهر المرتبط بالسلطة اليوم ومؤسسات الدين عند الشيعة في ايران والعراق الخاضعة لمرجعيات الدين التي لا تؤمن بالفكر الحر والتحديث بل بفكر ولي الفقيه نائب المهدي المنتظر ..ولأرتباطها بمصلحة السلطة الحاكمة خوفا من كل تغيير..
من هنا نرى ظهور قوانين تحكُم وجود البشر، أي قواعد تَحكُم سير الحوادث او اسباب قيام حركة التطور الانساني ، وما مرت به من احداث. لكنها ظلت تأملات عاشت حية في أذهان الناس دون معرفة سر الوجود، وكيف خُلق؟وكيف تكائر؟وكيف بدأ يتكون ؟ لغياب نظرية عقلنة النص ..ان كانوا هم يعتقدون ان كل شيء مرده الى الله القدير..وحتى النظريات الحديثة كلها أقاويل بنيت على التصورات لا على الحقائق العلمية الثابتة بسند علمي رصين ، وخاصةً عند المؤمنين الدينيين من اتباع محمد(ص). .الذين اتخذوا من النص الديني وسيلة للأستبداد الفكري بكلمة التقديس “قدس الله سرهم أو بكلمة العلماء حتى لا يُناقشون وهم ليسوا بعلماء ولا مقدسين “. والقرآن يرفض نظريتهم كما في قول الحق : “ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، سورة البقرة 174 “.
لا شك انهم لا يملكون الدليل المادي لدراسة الانسان وبدء تاريخ سيطرة القوي على الضعيف واخضاعه لأرادته سوى ما قرأوه من لمحات في القصص القرآنية التي اعتبروها المصدر التاريخي الوحيد كشاهد حي على ما يقولون بأعتبارها جزءً من احداث التاريخ… ورفض نظريات التحديث المرفوضة منهم..يقول الحق: (لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب…..،يوسف111).ومستشهدين ، بالاية 258من سورة البقرة “ألم ترَ الى الذي حاج َ ابراهيم في ربه ان اتاه الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحي ويميت ..قال أنا أحي وأميت ..قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين .فالآية اشارت الى عدم معرفة الخلق بالنظام والقانون وحقوق الناس ففرضوا ارائهم بالطغيان الفردي والجماعي دون مراعاة لحقوق الاخرين….فكيف اليوم نريدها قانون؟.بينما اهملوا كل تاريخ واحداث وبرديات الحضارات القديمة التي وجدنا فيه اليوم الشيء الكثير .. الذي هم يجهلونه وهو سر الوجود.
من هنا أرتبطت الحضارة بالنص المقدس أضيف اليها الحديث الوهمي الذي نقله لنا الفقهاء من امثال مسلم والبخاري وبحار الانوارعلى الحدس والتخمين ..وهي احاديث احادية والرسول(ص) اوصى بعدم نقل الحديث عنه أنظر مسلم ،الجزء 29 ص 219 جتى اصبحت عقيدة تكرارية توارثية تعيد نفسها لاغير(كما هم حكام العرب اليوم ) ولا زالوا ..وكما نرى اليوم في محاربة أراء فقهاء التحديث ” كمال الحيدري مثالاً” المناهضة لافكار فقهاء التقليد في الاسلام؟. لقد اراد الاسلام الحقيقي ان يغير الحالة لصالح الانسان لكنه واجه المعارضة صاحبة السلطة التي وقفت منه موقف المعارض لتحقيق مصالحها لا مصلحة الناس في التطبيق لذا ظلت الحقيقة امام الامتحان ..والحقيقة اثباتها لا يكون الا بدليل ..فكيف اذا هو مفقود …بعد ان استبعدوا الجدلية التبادلية بين الانسان والحضارة لكونهما كل يولد من جديد في الآخر..
نحن اليوم علينا شق الكفن وقراءة النص بعيون العقل لا بعيون الماضي دون مجاملة السلطة والاخرين …لكون ان الدين الاسلامي الحالي تمت صياغته في العصر العباسي لحاجة الدولة للشرعية الدينية التي لم تستطع الدولة العباسية خلال عمرها الطويل(132-656) للهجرة من الحصول عليها…لذا ظلت الدولة العباسية تُحكم بلا شرعية مثل سابقتها الدولة الأموية ، حتى سقطت على يد المغول سنة656 للهجرة غير مأسوف عليها ..فكل من يحكم بلا شرعية دستورية فهو باطل ليس له سلطة الحكم والتشريع..كما في حكام بغداد اليوم من سراق شرعية النص في حكم الوطن والمواطنين .
التاريخ في حاجة دائمة الى أعادة نظر..والنظرة النقدية للنص تحتم علينا تفحص الثوابت حتى في مواجهة عهد الرسول(ص) والخلافة الراشدة والفترة التي عاشوا فيها..لنفهم الغزوات والفتوح ومدى تطابقهما مع الشرعية الدينية..وهنا لا نقصد من هذا التقليل من شأن هذا او ذاك بقدر ما نهدف الى اعادة ترتيب التاريخ وقراءة ما خلف السطور.
علينا ان نجتاز الحدود الضيقة التي ابتلينا بها فألى متى يبقى تاريخنا المكتوب نأخذه على عجره وبجره دون التمييزفيه بين ما كتبه الكاتبون مخلصين، وبينما دسه الدساسون مفترين..ولماذا نبقي هذا البرود الثلجي على عقول شبابنا في منهج تاريخي سقيم.
نحن نعلم تماما ًان هناك من تصدوا لكتابة النص الديني والتاريخي لا يقصدون تدوين التاريخ..بل كلفوا من قبل السلطة الغاشمة ،لطمس فضائل،وأختراع فضائل ..ومشى الناس على ما أخذوا،فأذا بأبطال التاريخ يوارون في غياهب التجاهل وينزوون في الظلام،وبغيرهم يشاد بهم ويُعلى من شأنهم ويضاف اليهم ما ليس لهم..هكذا كتب التاريخ ودخل المنهج المدرسي الذي لوث افكار المتعلمين.
المشكلة ان الحكم الاسلامي منذ البداية لم يلجأ الى نظرية الرأي والرأي الاخ ظنا منه ان السلطة مقدسة لابد ان تحصر بهم باعتبارهم اولياء الامر دون ان يدركون نظرية حرية الرأي في المسائلة المهمة وخاصة ما يخص نظام الحكم..لذا ظل التباعد قائما بين الحاكم والمحكوم. تجلى هذا الامر في قضية ما سمي بالخوارج الذين طرحوا نظرية الحاكمية فظن الخليفة ان طرح الشعار هو رفض السلطة دون التفكير بمفهوم الخيار الانساني في حكم الدولة ….والحاكمية كما يقصد بها أقرارحكم الله وحده في الحكم والتشريع كما في قوله تعالى :” وما أختلفتم فيه من شيءفحكمه الى الله،الشورى 10″.
من هنا رأوا ان رفع المصاحف في المعركة يستدعي ايقافها دون قتال..انا أعتقد ان النص المقدس يجب ان يخضع للتفسير الزمني بعد ان انقطع الوحي عن التبليغ..هذا الامر ادى الى ظهور ما سمي بدار الكفر… ودار الاسلام.
من هنا يتبين لنا ان نظرية السلطة ظهرت في الجماعة الاسلامية متأصلة كما عند الفراعنة حين اعتبروا ان الانسان عبداً مطيعاً لهم عليه كل الواجبات بلا حقوق ،ويتجلى ذلك من المحاورة بين الفرعون والنبي موسى.حين حاول موسى اقناع الفرعون بضرورة الاعتراف بحقوق الناس دون تمييز ،فيرد الفرعون عليه : ( …اني لأظنك يا موسى مسحورا،الاسراء 101) ، لكن القرآن يرد على الفرعون المستبد بقوله تعالى:” وأني آراك يا فرعون مثبورا،الاسراء 102″. لقد أنبهر الفرعون من كلام موسى ، فهل من يحكمون اليوم يتعضون..؟.
ولا زال التفسير الفقهي يقف حائلا دون معرفة حقيقة التأويل للنص من قبل العلماء مجتمعين لا مفرقين لاحتواء النص على جملة المعارف والعلوم المتداخلة التي بفصلها وتاويلها تمكنت اوربا من الانتقال من الجمود الى الحراك الحضاري الكبير كما هي اليوم..”أنظر الفيلسوف شبنكلر في كتابه الحضارة”ولا ننكر ان القرآن اليوم يتعرض لتحدي النقد العلمي الكبير، الذي يقف الفقهاء منه موقف السكوت اوالرد الضعيف محتجين بالقدسية ولا غير..لعدم تمكنهم من الرد العلمي الصحيح. كما في سورة الكهف وما ورد فيها من حاجة التحقيق… في مصطلح الرقيم..وعدد من كانوا فيه من النائمين..
نقول لأصحاب التفسير النصي الفقهي العقيم :
حين وقعت الدولة في فوضى الاجتهادات الفردية والى اليوم، هوجمت الشعوب الاخرى من قبل المسلمين بدون ذنب وهم من اهل البلاد ولم يعطينا المؤرخون والفقهاء الى اليوم جوابا مقنعا في الغزو والتهجير..أنظر النص القرآني :”ان الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صلحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.البقرة 62″.
..اذن لابد لنا من ان نبين ان ربط الاسلام بالاشخاص حال دون تحويله الى مؤسسات ، فظلت الدولة مربوطة بشخص الحاكم المستبد كما نحن اليوم في دولة العراق الطائفي المجنون .. وليس بمؤسسات الدولة المدنية،ولم يقدم اسلامهم المشكوك به مؤسسات سياسية تضمن حرية الرأي والراي الاخر في التعبير، مما افقد القضاء فقهه الدستوري الذي ينظم بنية الدولة وشرعيتها،هذا الغياب ادى الى ظهور مؤسسة الاستبداد السياسي حين بقي الخليفة يحكم دون تحديد مدة او مدى سلطان،متساويا مع سلطان الله،كما يقول المنصور العباسي :”انما انا سلطان الله في أرضه أسوسكم بتوفقه ..أطيعوني ما أطعت الله الطبري ،الرسل والملوك جزء.9…ص 297.من هنا استمرت تصفية المعارضة والحاكم اصبح مطلقا لا يخضع للمحاسبة والمراقبة.
والا من قتل المحتجين العراقيين من شباب الانتفاضة الابرار اليوم دون رقيب او حسيب .. والحاكم يحكم ويدعي القانون وبيت المال تحت اشرافهم المباشريسرقون دون رقابة القانون والضمير ..والى اليوم في دول المسلمين و منذ عهد الامويين والعباسيين ، حين بدأ النص الديني لا يشكل المعيار الحقيقي الوحيد للسلوك السياسي .
هنا بدأ الانحراف وعاد خط الاستبداد من جديد،فبدأت تظهر تيارات الانحياز نحو القوة لا نحو العدالة الاجتماعية ،وكأن لا اسلام جاء ولا نبي ظهر،ولا زالت الحالة مستمرة الى اليوم في دول العرب فأسلام اليوم ليس هو اسلام محمد(ص) بل اسلام الفقهاء …أنظر علي كريم سعيد في كتابه الموسوم”اصول الضعف”. ففيه كل التفاصيل.
لقد تمثل الانحراف الاول بخط الارجاء مؤسساً لخط الضعف ،ثم جاء خط الجبر نتيجة نظرية القضاء والقدر(وما تشاؤون الا ان يشاء الله ) الذي وضعت المسلم في اطار الاستسلام لكل شيء ،أي ان كل ما يحصل له فهو مكتوب عليه سلفاً.فاصبحت الاعمار والارزاق والاعمال مكتوبة ومحددة بزمن ،فبقي الانسان جامدا دون حراك..كما نرى اليوم في محنة الكورانا التي يفسرها رجل الدين بقدر الله ولا حاجة للحيطة والحذر منها وانما ترد بالدعاء من الصالحين ..والدعاء ما هو الا وسيلة لاقناع النفس الانسانية بالطمئنينة والراحة من كل خطر عظيم وليس بازالة الاسباب التي هي كل مصدر لخطر عظيم .. فيأمر بمسيرات لا تجدي ولا تنفع الا مؤسسة الدين.
وبدأوا باتجاه تعريف القضاء المدرك والقدر اللامدرك هو بصمة الاستبداد السياسي الخطير على العقيدة الاسلامية .فلا احتجاج على حاكم ولا فقه دستوري يحدد شرعية الدولة،فظهر مفهوم الطاعة العمياء للحاكم دون نقاش حين حولوا الشرعية الى شرعنة متمسكين بالاية الكريمة :(أطيعوا الله واطيعوا الرسول وألوا الآمر منكم) ” هكذا كنا في عهد النظام السابق عندما كان يرفض رئيسه مقابلة المظلومين معتمدا على مخابراته الكاذبة التي كانت تتكون من 56% من الحاكمين اليوم.
.وما دروا : ان أولي جمع لا مفرد وهو ليس جمعا لولي..وهم المقدمون من الجماعة ولا يقُصد به فردا معينا ..فوقعوا في الوهم الذي جرَ علينا الويلات والمصائب ، لينتج منه دمج غير مقبول شرعا وهو طاعة أولي الامر متساوية من طاعة الله..كما اسلفنا في حكم المنصور العباسي البغيض . هنا اصبح الفقه الاسلامي خليطا في الاعتقاد بين المعاملات والاحوال الشخصية والعبادات والاخلاق وكما يريدها الحاكم فنتفت الحاجة الى الشرعية والرأي الجماعي معا فمات الحق .. بعد ان شُرعن الباطل..!وعاشت الدولة العباسية 524 سنة بلا شرعية..واليوم تعيش كل دول الاسلام دون استثناء بلا شرعية دينية او قانونية او دستورية..ناهيك عن تدمير حقوق المرأة في الاسلام التي لم يبقوا لها من بقية..والنظام العراقي اليوم مثالا سيئا لما نقول.
وحين نأتي على الحديث النبوي فتلك من اعقد المشكلات،حين دس السم في العسل وكتبت الاحاديث الموضوعة لتأييد سلطة الامويين والعباسيين،,واجيز أخذ الحديث عن الاطفال ،في حين ان الرسول قال وبعظمة لسانه الشريف:”خلوا بيني وبين الناس ولا تنقلوا عني غير القرآن ،انظر مسلم جزء18 ص229″. اما نقلة الاحاديث من اليافعين فحدث ولا حرج فقد نُقل عن عبدالله بن عباس اكثر من 1696 حديثا وهو لا يتجاوز ابن عشر سنين،وأنس ين مالك اصغر منه بسنة وعبدالله بن عباس لم يعرف النبي ولم يجتمع به ابدا. ومن يدعي خلاف ذلك فليقدم الدليل.واليوم يعتبرون مسلم والبخاري الذين لا نملك مخطوطات الحديث التي كتبت بأيديهم الى اليوم..اي ما ينقل اليوم عنهم بلا أصل أصيل..والمجلسي في بحار الانوار بلا سند .. حجج لهم وما هي الا حجج واهية امام حقيقة النص والتاريخ..
من هنا يتم طرح امور الاسلام كما هم يريدون ويرغبون طبقا لمصلحة السلطة ويريدوننا ان نلتزم بها وهي كلها من احاديث الاحاد التخريفية .ومن هنا ايضاً نستطيع ان نقول ان المسلمين تركوا الكتاب للسنة ، وتركوا السنة للائمة الفقهاء حتى اصبح التراث حاجزا بين المسلمين وبين مصادرهم الاساسية. أنظر صحيح مسلم والبخاري وبحار الانوار للمجلسي (125 كتاب ) سترى الأكاذيب المنتحلة والأعاجيب ..كتب بحاجة الى الحرق والتدمير ليتخلص العقل العربي من هذه الاكاذيب؟ ,وما لم ننتهِ من كتب الحديث والفقهاء والمذاهب الدينية المتصارعة اليوم على السلطة لا الدين .. لن نحتل لنا مكانةً بين الامم الاخرى..في التقدم والتحديث .
وهكذا بعد ان زُرع الاستبداد الفكري في رؤوس الناس اصبح الخطأ هو الصحيح ، وبمرور الزمن لم يعد لاحد ان يعود للصحيح فكانت النكبة المرة التي نعاني منها الان..واصبح من الصعوبة نزعها من افكار الناس الا بتغيير المنهج الدراسي لصالح الحقيقة المفقودة..والمتعلمين.
هل سيقبل العراقيون غدا أعادة انتخاب من باع وطنهم … وسرق اموالهم.. وقتل شبابهم وشيبهم ..وهتك اعراضهم..ومكن الدواعش على قتل اولادهم في الشارع بدم بارد ..على انتخابهم من جديد بحجة الطائفية والمذهبية الباطلة والمصالح المشتركة بينهم وقوانين التراث الميت لكن من فتح الشعوب واستباحها دون وجه حق قد يفعلون ..فهو تاريخهم الذي ما زال لم يمت في الصدور…وهكذا لولا العناية الآلهية وموقف الشباب الواعي اليوم في ثورة أكتوبر الخالدة ضد الفاسدين الذين لا دين لهم ولا اخلاق.. لأصبحنا ان نستحق مذلة الزمن ..وعار التاريخ..؟.
أصحوا يا حكام العراق ناقصي العقل والتفكير اليوم على تجاوزكم وأعتدائكم على حقوق الوطن والمواطنين فعصر المنصور انتهى الى غير رجعة ..وان اخطر ما يمر به البشر هو ان يتصرف بلا تفكير فلا تعتدوا على النص والانسان والمصير . .. لأن الله لا يحب المعتدين..وأخيرا نقول : الا …لعنة الله والتاريخ على الظالمين…؟