لم تستطيع الجبال الشاهقة ولا البحار العميقة ولا تلك الرمال والصحاري الكبيرة القاحلة ولا الحواجز الجبارة التي هي من صنع الله القوي القهار ، لا بل وحتى جدران الفصل العنصري او تلك الحواجز الُمحكمة التي هي من صنع الإنسان أن توقف زحف فيروس صغير جداً بحجم كورونا , لا يرى بالعين المجردة استطاع أن ُيُرعب أكبر دول العالم ووضع كل تكنولوجيتها الجبارة في زاوية حرجة مما جعلها تٌعيد حساباتها وتتراجع عن جزء كبير من كبريائها وعنفوانها بل وغيها بعدما وصلت الى أعلى مراتب المعرفة مُتناسيةً قولة تعالى( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) لابل إنها أعلنت عدم قدرتها على المواجهة اصلاً مع هذا الفيروس الصغير او الشبح الذي ليس له لون ولا طعم لا رائحة، ومن المبكر جداً اليوم القول بوجود علاج او لقاح شافي لهذا الوباء بعد تَطورة كثيراً ، إلا ما رحم ربي !
وبطبيعة الحال هذا ليس من خيال الكاتب بل ان الدول العظمى المتخصصة بهذا الجانب اعلنت صراحة ذلك واطلقت نداءات استغاثة وأعلنت للجميع بان يستعدوا لفقد الاحبة وتلك مصيبه ما أعظمها.
إذا لم يعرف حتى اللحظة ان كان هذا الفيروس من صنع الإنسان او من عدمه ولم يعرف فيما إذا كان الفيروس اقتصادي أم بيولوجي ولم يعرف كيف سيكون شكل العالم بعدة ! وهل سيقتنع هذا الفيروس بهذا النتائج
ويهدأ ام سيطور نفسة ولم يعرف أن كان موسم الصيف سيوقفه أم يبقى هكذا متمرداً يسبح في الأرض يجول البلدان فيضرب من يضرب من البلدان سواء كانت الرخوة منها أوالصلبة وسط انبهار العالم بأجمعه! اننا إزاء حرب كونية نقاتل إٌشباحاً ! مجهولة المصدر! ونحن اليوم في أحوج ما نحتاج الى ان تقوم المنظمات الدولية العالمية بالتدخل وإطلاق برامج من اجل توحيد الجهود والبحث مع مختصون من اجل فك شفرة هذا الفيروس عسى ان يجدوا حلاً يمنح الامل لسكان المعمورة، الذين أصابهم الذعر والهلع والخوف
وبرغم بعض التصريحات التي تطلق هنا وهناك و التي تدعى اكتشافها العلاج وان كانت قد تبعث الاَمل فينا ، إلا أنها لا ترقى بعد الى مستوى إعلان المواجهة إذا ما علمنا بان هذا الفيروس لم يستثني بلد دون غيرة وهذا ما يستبعد نظرية المؤامرة ولو بعد حين حتى تنكشف أمور أخرى. أن مواجهة هذا الكائن الصغير ليس بالأمر المستحيل ان كان هنالك وعي صحي فمثلا الصين استطاعت ان توقف هذا الانتشار بواسطة الوعي الصحي بما نسميه ” بصحة وطن” إذ فرضت عدة إجراءات وان كانت غير لائقة وتعاملت بقسوة مع بعض الحالات من قبيل القيام بأفراغ الشوارع والتجمعات بالقوة او بوضع إجباري وحجر غير طوعي لعدة أماكن وولايات ولكن سرعان ما جاءت النتائج إيجابية الى حد كبير . وفي أوربا التطور استخدمت ايضا مفهوم صحة وطن ” وقامت بحجر المواطنين في منازلهم لئلا يفتك بأكبر عدد وقد نشرت العديد من وسائل الاعلام كيف يقضي الإيطاليون يومهم في منازلهم واستطاعت أن توقف ولو قليلاً انتشار الوباء الخطير وهذا ما عملت بة دول أخرى كإيران مثلاً إذ عمدت الى أسلوب الحجر غير الطوعي وقامت هي الأخرى بمنع التجمعات ولو باستخدام القوة حتى لأتفتك بالجميع ” فصحة وطن ” تعني المحافظة على الجميع لان هذا العدو لا يميز بين الغني والفقير المواطن والمسؤول رجل الدين او الملحد الإسلامي او العلماني المسلم او المسيحي او اليهودي .
علينا ان نكون بمستوى من الإدراك والوعي وان نحترم القرارات التي تتخذها الدولة ولا نستهزئ ب الإجراءات وان كانت ليست بالمستوى
علينا تأجيل بعض الفعاليات وإلغاء التجمعات البشرية . لان انتشار الفيروس يعني لا مكان للوطن أبداً فتخيل كيف يكون هنالك وطن بلا شعب! او شعب مريض لا سامح الله. علينا ان نتعلم من الدول المتحضرة كيف واجهت هذا الخطر رغم أنها تمتلك نظاماً صحيحاً ويتمتع أبنائها بصحة جيدة تحت نظام غذائي وصحي عال المستوى اننا نعلم بان هنالك بوناً شاسعاً بيننا وبين تلك الدول
ومن هذا المنطلق فقد اثلجت صدورنا قيام بعض الشباب بحملات توعوية لأبل أن البعض قاموا بحملات واسعة لتعفير مناطقهم زرعوا الأمل عند المواطن بان هنالك من يهتم به وكأنهم اخذوا مهام الحكومة بعدما عجزوا من المناشدات والاستغاثات لأنها مشغولة بهموم أخرى!
علينا التوادد والتراحم واللجوء الى الباري عز وجل ومخجل جدا ما يحدث في بلدنا حيث استغل التجار وأصحاب المذاخر الطبية هذه الازمة وجيروها لصالح تزايد أموالهم فتعسا لتلك الأموال التي تؤخذ من الفقراء بهذا الظرف الاستثنائي وبهذه الطريقة البشعة وكان من المفروض بنا نحن المسلمين ان يكون هذا البلاء مقدمة الى نزع الغل وتحطيم قيود الجشع وإزالة الطبقية بين المجتمع لان هذا الفيروس لا يستثني أحد! علينا التراحم فارحموا ما في الأرض يرحمكم ما في السماء وسبحان كم هنالك فارق كبير بين الدول الغربية التي يسميها البعض بدول الغرب الكافر كيف تعاملت مع هذه الازمة بكل إنسانية حتى ان الدول الاوربية قامت حكومتها بدفع كل الأجور المنزلية لمواطنيها الذين حجروا أنفسهم طواعياً من اجل صحة وطن وشتان ما بيننا وبينهم .
عرض النص المقتبس