23 ديسمبر، 2024 2:14 م

مظلاّت يجري إنزالها على الدواعش .!

مظلاّت يجري إنزالها على الدواعش .!

من قبلِ الشروعِ بمعركة الموصل في كلا ساحليها الأيمن والأيسر , كنّا قد قرأنا ” نقلاً عن بعض المصادر العسكرية والمواقع الألكترونية ” اخباراً متفرقة عن إنزالِ مظلاتٍ PARACHUTES من الجو محمّلة بصناديقِ اسلحة او ذخيرة او معدّات فوق المناطق التي تتواجد فيها داعش , وفي اوقاتٍ متباينة , وكانت الأتهامات تُسدد الى الولايات المتحدة بهذا الشأن , وفي معظم المرّات كانت السفارة الأمريكية في بغداد تلتزم الصمت , وفي إحدى المرّات نفت مسؤوليتها عن ذلك , كما لمْ يكن بوسعنا الجزم بنسبة 100 % 100 في صحة ذلك او عدمه وعن دور الأمريكان في ذلك ايضاً .

إنما ما شاهدناه خلال اليومين الماضيين عبر كاميراتٍ وفيديواتٍ مصوّرة ودقيقة تابعتْ نزول مظلاّت فوق ” تلعفر ” , لايبقي ايّ مجالاتٍ واحتمالاتٍ للتشكيك , وهنا ينبغي الإشارة الى بعض النقاط الحسّاسة : –

1 – منذ مجيء ترامب الى الرئاسة , فأنّ القيادة العسكرية الأمريكية قد ضاعفت من وسائل الإستطلاع والتصوير الجوي وبوسائلٍ تكنولوجية متطورة , بالإضافة الى وجود اقمار صناعية فوق منطقة العمليات , ولا بدّ أنّ احداها خاص بالقيادة الأمريكية , وهنا من الصعب اذا لم نقل من المحال بأنّ الأمريكان لم يشاهدوا إنزال هذه المظلات .!

2 – لغاية كتابةِ هذه السطور , فلم يصدر ايّ تعليقٍ من السفارة الأمريكية حول هذا الإنزال < وشخصياً لا استبعدُ ! صدوره في وقتٍ لاحقٍ , وما اسهل التصريحات .! > .

3 – المشكلة او المعضلة القائمة والدائمة في عموم وحدات القوات المسلحة العراقية , وفي معظم جيوش العالم الثالث , هي انعدام القدرة والتنسيق الفعال في إستدعاء الطيران من قبل الوحدات العسكرية بصورة عاجلة ” سواءً المقاتلات او المروحيات الحربية ” , على عكس قطعات الجيش الأسرائيلي والتي بوسع ايّ ” سريّة ” أنْ تطلب حضور المقاتلات في دقائق معدودة جدا لمعالجة اية مواقف طارئة , وبهذا الصدد فمن غير المقبول ” وعبر المرات السابقة التي شوهدت فيها المظلات تسقط بتمايلٍ على الدواعش ” عدم إتصال الوحدات العسكرية التي رصدت فيها هذه المظلات , بالقيادة العسكرية بغية ارسال طائرات لغرض تصوير وتفجير حمولة ما يجري إنزاله فيها , ومما يساعد ايضا على عملية إنزال مباغت لقوات خاصة عراقية في تلك المنطقة المختارة , مع الأخذ بنظر الإعتبار أنّ المظلات المنزلة تستدعي بضعة دقائق قليلة لوصولها الى الأرض , مما يشكل وقتاً كافياً لإنطلاق مروحيات عسكرية من القواعد الجوية القريبة من منطقة العمليات .

4 – ومع كلّ هذا وذاك , فأين دور الرادارات العراقية في متابعة وملاحظة الطائرات الغريبة التي تقوم بأسقاط تلك المظلات , مهما كان للأمريكان من خصوصيةٍ في التحكّم او التحكم النسبي بالأجواء العراقية .!

إنَّ ايّ متابعٍ ومراقبٍ لسير العمليات , يلاحظ بلا ريب مدى انهماك ادارة ترامب والقيادة العسكرية الأمريكية في تصعيد الضربات الجوية وتقديم مرابض المدفعية الأمريكية الى مواقع متقدمة في جبهات القتال , بالأضافة الى مشاركة قوات خاصة امريكية ” بوحدات عسكرية محدودة ” , مما يُبعد احتمالات الأشتباه والأفتراض بأنّ المظلات التي جرى إنزالها فوق منطقة ” تلعفر ” بأنها امريكية او جرى إسقاطها من طائراتٍ امريكية , انما لا يمكن ترك هذا التطور الجوي المبهم دونما إجابةٍ دقيقة .! وعلى الأمريكان كشف ما يجري في اجواء العراق , كما اننا لا نلحظ اهتماماً كافياً وشافياً من الحكومة والقيادة العسكرية العراقية , للأستفسارِ والأستفهام من الأمريكان عن هذا الأمر , للأسف .!