الكلمات التي تطلقها العمائم الممعنة بأميّتها الدينية والعلمية , والتي تتاجر بالويلات البشرية وترمي على الله ما لايجوز , لأن العقل عليه أن يتصرف ويأتي بحلول ذات علاقة بمصلحة الناس , وضرورات الحفاظ على وجودهم الإنساني.
إن القول بنفي الحقائق العلمية والبديهيات الواضحة للعيان , وإلقائها على الله والأقدار وما يتوهمونه من حالات لا يقبلها عقل نملة , سيساهم بإلحاق الأضرار المريرة بالناس وتدمير وجودهم ويحقق سوء مصيرهم , فالأقدار أنّى كانت وكيف شاءت لها مسمياتها وأهدافها.
فتجنب الدخول في مكان موبوء قدر ودخوله قدر والخيار عند البشر , فيمكنك أن تختار الموت وتقول إنه قدري أو تختار الحياة وتقول أنها قدري , وفي الحالتين يمكن القول بأن الذي حصل قدر الله.
فللعقل دور في القول بالقدر , والعقل الفاعل قدر والعاطل قدر , والخيار لأصحابهما , فإن كان عقلك عاطلا وتابعا للكلمات المعممة بالبهتان , فأن قدرك سيكون متوافقا مع منهجها وما تهدف له من نتائج وتداعيات , ستصيبك حتما وتوهمك بأنها قدرك الذي كان من الممكن أن تغيره , لو أنك أنكرتها واتبعتَ ما يوضحه لك العلم ويرشدك إليه المختصون بالأوبئة والأمراض.
فعليك أن تتخذ ما يمكنك من الإجراءات الوقائية والإحترازية وبعدها تتكلم عن القدر , أما أن تترك الحبل على غاربه وتتبع الدجالين فهذا ليس قدرك وإنما إنتحارك , أي القضاء على نفسك بإرادتك المستلبة , وعقلك المعطل بالضلال.
ومن العدوان على الدين وأهله أن يتمنطق بعض المؤثرين بالجاهلين من تابعيهم ومقلديهم بما يجهلون ويوهمون الناس بأنهم يعرفون , لأن في ما يطرحونه دفع للعامة نحو ويلات خطيرة , ويجعلونهم يساهمون في إنتشار الوباء وقتل الآلاف من الناس , ويمنحون ذلك الموت الفجائعي معاني دينية وإيمانية ترتبط بما يعتقدونه من الأوهام , والهذيانات الغيبية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ففي الزمن العصيب يستوجب على العمائم أن تتقي الله وترحم خلقه وتنظر بعين الرحمة والرأفة , وتبتعد عن التفاعل مع المواقف التي يتصدى لها ذوي الإختصاص والمعرفة , ويعينون الناس على إتباع الإحترازات الوقائية , والتحلي بالصبر والإيمان بأن المحنة ستزول , لا أن ينحرفوا يخطبهم وينكرون ويسوّغون ما يقتل الناس ويدمر حياتهم , ويقلل من أهمية ودور العلماء في التصدي والوقاية وحماية الناس من عواقب الوباء الخطيرة الوخيمة.
وإن لم يصبهم الوباء فأنهم يقولون ما لا يفعلون !!
فلماذا يلقون بغيرهم إلى التهلكة؟!!