قــــــــــــــراءة خـــــــاصــــة
هذا العام منع(كورنا ) الاحتفال السنوي بعيد ( نه وروز ) كما كنا نحتفل به كل سنة ‘ و الشعب الكردي المقسم على ارضه مجبرا ‘ منذ عملية التقسيم المقيت .
كل ( نه ورؤز ) كانت شراسة انظمة الدول التي ربطت ارض كوردستان بدولهم يتحججون بنوع من( كورنا ) الديكتاتوريه لمنع الاحتفال حتى اعترف بهذا العيد ‘ عيدا قوميا للكرد في كوردستان العراق ‘ منذ ذلك التاريخ ( تشرين الثاني 1969 ) بدأنا نحتفل علنا بـ ( نه ورؤز ) العيد القومي للكُرد ‘ ونتبادل التهاني ونقدم لبعضنا البعض باقات ( نرجس ) زهرة الربيع ( نه ورؤزي ) ونغني بحماس النشيد التاريخي ( اليوم ‘‘ اول يوم عامنا الجديد وعاد نه وروز ‘‘ عيدنا القومي القديم يشهد على صمود قومنا …ألخ ) للشاعر الخالد ( حاج توفيق – بيره ميرد ) ….
نحن الكُرد ‘ جيل الأربعينات القرن الماضي ‘ العصر الذي حررت فيها الشعوب وبنى كثير منهم كياناتهم القومية والوطنية ( حتى لو كان بعضهم مقسماً كقومية العربية ! ) بعد الحرب العالمية الثانية ‘ وكما قلنا ….. بقينا نحن الكُرد ضحية مصالح الكبار ‘‘ فكان مصيرنا تقسيم أرضاً … وطبعاً شعبنا أيضاً …!!
ورغم محاولاتنا التكيف مع الواقع شرط الحفاظ على خصوصيتنا ‘ ولكن ( ومع أن البشرية عبرت العشرة الاولى من الالفية الثالثة …!) لازلنا نحن نعاني وبطرق شتى مضايقات لطموحاتنا القومية وهي مشروعة في الشرع السماء والأرض ….
منذ طفولتي ‘‘ وأعتقد أنه نظرة كثير من جيلي ‘ لم أتوقف كثيراً حول ( قد سية نه ورؤز عيداً قومياً لشعبي ) في إطارها الأسطوري ( ضحاك و الحية وأكل رؤس البشر و …… إلخ ) بل من خلال شعور داخل نفسي كأنه ولد معي : أن هذا اليوم هو يوم قومي لنا ‘ وشعوري بأن الله في السماء وكذلكَ في الأرض وهب لشعبي نوع من بركات خاصة وهو هذا الشعور ( تجديد شعور إنتماء الكردي لجبل وطبيعة وبداية الحياة الجديدة مع بدء موسم الزرع و الانتاج و ديمومه .) وهذا الشعور يزداد يوماً بعد يوم ليأخذ خصوصية قومية في إنتماء للارض مرتبط بخالق الذي وهبنا الحياة عليها .
في كثير من بقاع الارض ‘ أيها الاخوة ‘ شجر و خضراء وينابيع الماء وشجرة البلوط والجوز وينزل من السماء الثلج و المطر … ولكن عندما يأتي ربيع ‘ نحن ‘‘ لنا الشعور أن كل هذه عطاءأت الربانية فيها خصوصية لهذه الآرض لذا نعتقد أن تسمية هذه الأرض بـ ( كوردستان ) أتي من من هذه الخصوصية في الشعور عميق داخل نفسنا …!
وأجزم أن هذا الشعور ليس له علاقة بمنتوجات السياسية للاحزاب التي ظهرت منذ بدايات عشرينات القرن الماضي في حياة شعبنا ‘ بل العكس هو الصحيح أن الأحزاب استفادة ( ولاتزال ) من هذا الشعور الازلي لدى الإنسان الكردي ليكسب أرضية العمل السياسي ذي طابع القومي . وأكيد هذا ايضاً مشروع في حياة الشعوب …