لا أحد منّا كان يدور في خلده أنّ النظام الذي سيخلف النظام الديكتاتوري الصدّامي المجرم سيكون بهذا السوء وهذا الانحطاط اللا أخلاقي , ولا أحد منّا أيضا كان يتوّقع أنّ هذه الحثالات البشرية ستستولي على مقدّرات البلد وتنهب ثروة ابنائه بهذا الشكل المرعب واللا معقول , وحوش كاسرة لبست عباءة الدين لتستغلّ فطرة الناس بعناوين المظلومية والخلاص والتحرر من الديكتاتورية , ولتعزف على وتر عذاباتهم وبؤسهم وحرمانهم , وحوش فاقدة للضمائر سوّقت للشعب المحروم والبائس حياة الزهد في الدنيا من أجل الفوز بحياة النعيم في الآخرة , تركت الشعب البائس يغرق في فقره وبؤسه وجهله , ليعيشوا هم في حياة النعيم والملذات والأموال والقصور الباذخة .
هذه هي حقيقة حكّام العراق الحاليين , فهم جميعا فاسقون وسارقون وكاذبون إلا ما رحم ربي , استغلوّا الدين والشعارات الدينية ليضحكوا بها على الشعب البائس الذي عانى الجوع والحرمان والفقر , ولا زالوا حتى هذه اللحظة يعتقدون بقدراتهم باستغفال وخداع الناس من خلال دغدغة عواطفهم والظهور أمامهم بأنهم حماة الدين والمرجعيات الدينية , وانّ بقائهم في السلطة حماية دين محمد وآل محمد الأطهار .
أيها العراقيون .. بضعة أيام تفصلنا عن الحادي والثلاثون من آب , فلنجعل من هذا اليوم يوم للغضب العراقي , ويوم للانقلاب على الجهل والفساد , ويوم للخلاص من الحكّام الفسقة , ويوم للوفاء للوطن , وتذّكروا جيدا أيها العراقيون إنّ الفساد ليس فقط في رواتبهم التقاعدية , بل إنّ هذا الفساد ينخر جسد الدولة العراقية بأكمله ملتهما موارد الشعب ومعمّقا لفقره وبؤسه .
أيها العراقيون .. لا ترجعوا إلى بيوتكم حتى تتحقق مطالبكم , ولا تركنوا إلى وعودهم الكاذبة , فلا أعتقد إنكم قد نسيتم مهلة المئة يوم التي وعد بها دجالهم الأكبر لتحسين الخدمات وتوفير الكهرباء , وتحسين المستوى المعاشي للناس , هذه هي فرصتكم للتحرر والخلاص الحقيقي منهم , إرموا بهم وبإحزابهم القذرة إلى مزبلة التاريخ , وعار عليكم أن تستمرّ هذه الحثالات بخداعكم وسرقة أموالكم , ولا تدعوهم يركبون موجة غضبكم المقدّس , إبعدوهم جميعا عن مظاهراتكم ولا تجعلوهم يتكلمون بإسمكم , فهم يعدّون العدّة الآن لخطف غضب الناس والظهور بمظهر المتعاطف مع هذه المطاليب , وتيّقنوا جيدا أنّ نجاحكم في تحقيق مطالبكم مرهون بالابتعاد عنهم وعن احزابهم القذرة والفاسدة .
فلا تنسوا أيها العراقيون الأبطال يوم الحادي والثلاثون من آب .