17 نوفمبر، 2024 4:34 م
Search
Close this search box.

يحصد “ثمرة” تناحر الحلفاء: من هو عدنان الزرفي؟

يحصد “ثمرة” تناحر الحلفاء: من هو عدنان الزرفي؟

يحصد “ثمرة” تناحر الحلفاء: من هو عدنان الزرفي؟
خصومه ينسبون اليه أشنع الأفعال وينعتونه بأبشع الصفات. عميل أمريكي قبل ٢٠٠٣ في رفحا والمهجر وبعد ٢٠٠٣ حيث عاد ضمن فريق إعمار العراق. قاتل. سارق. فاسد. انتهازي. مخادع. منافق. غير متعلم وبلا مؤهلات.

مناصروه يقولون انه رجل المرحلة. وطني. ديمقراطي. يؤمن بعراق موحد مستقل عربي إسلامي بعلاقات متوازنة. يرفض التبعية الأجنبية. يدعو الى إلغاء الفوارق المذهبية والقومية. يؤمن بأن المواطنة هي الأصل. حريص على تطوير الإقتصاد ورفاهية الناس ويرفع شعار ان العراقيين أكثر وأولى شعوب منطقة الخليج والشرق الأوسط بالرفاهية لما لهم من ثروات نفطية.

عدنان عبد خضير عباس مطر الزرفي، ٥٤ سنة. مواليد النجف. في وقت مبكر من حياته انضم الى حزب الدعوة ولم يكن قد تجاوز السابعة عشرة من العمر. لم تلبث السلطات ان اكتشفت أمره وحكمت عليه بالسجن المؤبد عام ١٩٨٨ اشتباها على ما يبدو وإلا فإن السلطات كانت تحكم بالإعدام على كل من يثبت انتماؤه الى حزب الدعوة الذي كان يوصم أبدًا في أدبيات الحكومة عهدذاك بالعميل.

مع ذلك، الزرفي لا يؤمن بدور الأحزاب الإسلامية في العملية السياسية وله في ذلك معادلة مقبولة. يقول في لقاء تلفزيوني: كان الإسلام وسيلتنا في معارضة النظام سابقًا في الوقت الذي كانت المرجعية غائبة تماماً عن الساحة بسبب الضغوط التي تمارس عليها من قبل الدولة، أما الآن فإن الوضع انقلب تماماً. المرجعية يتسنى لها ان تخدم الإسلام بكل ما أوتيت من قوة ولهذا على السياسيين ان يتفرغوا لبناء الدولة وتقديم الخدمات للناس.

احداث حرب الخليج الأولى وفرت للزرفي فرصة نادرة للهروب من سجن أبوغريب الحصين وانتهى به المطاف الى مخيم رفحا الذي أقامته السلطات السعودية للعراقيين الهاربين من انتقام نظام صدام حسين بعد فشل الإنتفاضة التي اعقبت انهيار الجيش العراقي في الكويت عام ١٩٩١.

قبل ان يغادر الزرفي مخيم رفحا الى الولايات المتحدة الأمريكية، تضاربت المعلومات حول نشاطه هناك. لدينا روايتان حول سبب سجنه لمدة سنة واحدة في السعودية. الأولى تقول انه اتهم بكونه جاسوسًا لنظام صدام حسين. أما الثانية فتقول انه استطاع كسب ود الأمريكيين من جهة وعمل مترجما معهم، ونال حظوة إدارة المخيم السعودي من جهة أخرى وشكل هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تأسياً بالهيئة السعودية الشهيرة وأشاع رعباً في المخيم بلغ الذروة عندما اقدم على قتل احد اللاجئين.ثم انه لم يلبث ان خرج من السجن السعودي بفضل تدخل الأمريكين الذين ساعدوه للوصول الى ولاية ميتشيغان عام ١٩٩٤ وحصل على الجنسية الإمريكية.

لا تتوفر معلومات حول نشاط الزرفي في الولايات المتحدة الأمريكية الا انه يورد عدم اشتراكه في مؤتمرات حزبه، حزب الدعوة بعد ٢٠٠٣، دليلا على عدم إيمانه بدور الأحزاب الإسلامية التي تهيمن على المشهد. ثم ظهر فجأة على السطح عضواً في هيئة أعمار العراق التي شكلتها الإدارة الأمريكية إبان الغزو عام ٢٠٠٣. كانت الهيئة مرتبطة بجاي غارنر، أول حاكم مدني أمريكي للعراق قبل ان تنتقل إدارة البلد المحتل الى بول بريمر، الذي اصبح بحكم منصبه مديرا لإعادة إعمار العراق.

ربما بسبب تواضع مؤهلات العلمية وعدم فعاليته في الهيئة، او لأسباب اخرى، رشح عماد الخرسان، رئيس هيئة إعمار العراق السيد الزرفي محافظا لمدينته، النجف الأشرف، وزكّاه لدى الأمريكيين وأصبح محافظاً بالتعيين فعلًا عام ٢٠٠٥. وبسبب دوره في التصدي لجيش المهدي اثناء معركة النجف ووقوفه في وجه الصدر بالتنسيق مع الأمريكان ومن ثم ملاحقته قضائياً في تهمة قتل عبدالمجيد الخوئي، لكل ذلك رشحه رئيس الوزراء حينذاك أياد علاوي لمنصب وكيل وزير الداخلية لشؤون التحقيق والإستخبارات. هنا ايضاً كلفه المالكي في صولة الفرسان التي شنت على الصدريين في البصرة والجنوب عموماً.

مع كل هذا الصخب، استطاع الزرفي، حاله في ذلك حال العديد من سياسيي المرحلة الذين منعتهم ظروفهم او همتهم في التحصيل العلمي، سد هذا الفراغ وحصل على بكالوريوس وماجستير الفقه الإسلامي من جامعة الكوفة ثم ماجستير اخرى في الأمن والتخطيط الإستراتيجي من كلية الأمن والدفاع في بغداد ويقال انه الآن في مرحلة إعداد بحث الدكتوراه.

يبدو ان اروقة الداخلية لم ترق للزرقي الذي مرة بتجارب صِدامية حامية منذ أيام رفحا مرورا بمعركة النجف الى صولة الفرسان، اضافة، ولم تلبي طموحه المتنامي فعاد محافظا للنجف عام ٢٠٠٩ بعد ان تغلب، في صراع شرس، على منافسه من المجلس الأعلى بعد ان نالت حركة الوفاء العراقية التي يترأس إمانتها العامة ثمانية مقاعد في مجلس المحافظة واستمر في منصبه لغاية عام ٢٠١٥ بدعم المالكي نفسه، ليس حبًا فيه وإنما لإبعاد تيار الحكمة هذه المرة. حيث سبق الزرقي ان اثار غضب المالكي وامتنع عن استقباله عام ٢٠١٢ بعد ان حمل الزرفي رئاسة الوزراء فشل اعتماد النجف عاصمة للثقافة وازداد النفور بين الرجلين عندما زاحمه على رئاسة الوزراء عام ٢٠١٤ وكرر المحاولة عام ٢٠١٨،

والآن تحققت الخطوة الكبرى في طموحات السيد الزرفي، مستفيدا من التناحر الخفي بين العامري والصدر بعد ان اطاح الأول بمرشح الثاني محمد توفيق علاوي مما دفع الصدر للعودة الى تحالفه الإنتخابي مع العبادي وربما الحكيم ايضا.

Sent from my iPhone

أحدث المقالات