22 نوفمبر، 2024 4:49 م
Search
Close this search box.

سخرية المشهد التراجيدي لمسرحية الأمريكان والميليشيات العراقية؟

سخرية المشهد التراجيدي لمسرحية الأمريكان والميليشيات العراقية؟

وسخرية المشهد هذه بكل تجليات فصوله المأساوية ابتداء من احتلال العراق الى مانتج وتطور عنه في انهيار منظومة توازن المنطقة!
_هناك فرق كبير بين السياسة كونها علم وفقه يستند الى نظريات وتجارب عالمية تستقي من مناهل مدارسها التاريخية وبين كونها ممارسة سوقية غالبا ما تكون متجردة عن الأخلاق عندما يتصدر الصعاليك ومن ينحط عن الإنسانية دفة الحكم.
_ في أدبيات السياسة يطرح مفهوم المقاومة عندما يقع شعب ما تحت وطأة المحتل الأجنبي حيث يصبح البلد وشعبه تابع، يقوم المحتل بنهب ثروات البلد وتشريد أبنائه وقتلهم في حالة المقاومة.
فأي مقاومة إسلامية نتحدث عنها في العراق؟
_ ربما ستفرض بعض المعادلات واقعا جديد على ساحة الشرق الأوسط لأسباب تتجاوز حدود أحلام الحكام في إيران بمقتضى مخططات استعمارية جديدة تتناسب مع تغيرات موازين القوى العالمية.
إذا حاولنا أن ننظر لحركة التاريخ في بعدها الشمولي ونعتبر ما حدث ويحدث في العالم هو تجلي لمراحل مترابطة في ثورة الشعوب من أجل التحرر والخلاص من براثن الاستبداد والدكتاتورية سنحكم على بعض الثورات والانقلابات بأنها مضادة ورجعية بالمعنى الكامل النقيض لما تتطلع اليه الشعوب، فهل من توضيح يدلّ على حقيقة ما جرى بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ليس من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بل من قبل الفئة الرجعية المتمثلة بقوى الإسلام السياسي (الشيعية والسُنية) والعمائم المتعطشة لإثارة الفتن وسفك انهار الدماء وهي تحاول محاكمة التاريخ عل حوادث تجاوز تلفيقها العقل البشري ولم تعد أكثر من مادة استثمار شيطاني ضمن مشاريع الخرافات الأسطورية كما ذكرنا في مقالات سابقة بالتقاء الأهداف مع الحركة الصهيونية. فبلا شك كانت نكسة وكارثة على العراق أولا وبالتالي امتد دمارها على المنطقة العربية.
تتوالى المصائب على العراقيين، فأينما تولوا وجوهكم أيها الشعب العراقي المسكين هناك خراب وموت وهجرة. رسميّا غالبية الحكومات التي هبطت على العراق بعد عام 2003م، تؤدي دورها التقليدي مرغمة بهدف وتماشيا مع مستلزمات السياسة الأمريكية والإيرانية، مما أدى إلى حالة تراكم من المهانة والإذلال وتحديدا داخل قصور المنطقة الخضراء. وفيما يخص الجانب الأمريكي فكل خطوة محسوبة بدقة التمهيد لها وحساب التداعيات والنتائج بفرض أسوء الاحتمالات.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية ولاتزال القوة الحقيقة والداعمة لهذه الأحزاب والحركات الإسلامية، ولم تعترض امريكا بل كانت المساندة لوصول هذه الأحزاب للسلطة في العراق، والموقف الأمريكي المعلن هو المباركة لرجال الدين الذين يمسكون زمام السلطة، لاسيما أن الإدارة الأمريكية تعي جيدا ان وصول مثل هؤلاء المرتزقة والذين يعتبرون أنفسهم رجال دين واسلاميون، هم من سوف يعملون على أضعاف العراق، بل وانهيار البلد وتدميره في كافة النواح. لقد استغل الأمريكيون ولسنوات طويلة الإسلاميين ودعمت تيار الإسلام السياسي في الشرق الأوسط بصورة عامة وفي العراق بصورة خاصة بعد عام 2003م، وخير مثال على ذلك، هي الصلة الوثيقة بين قيادات هذه الحركات الإسلامية وبين المخابرات الأمريكية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى، والذي كان ضيفا دائما على مراكز القرار الأمريكي، ولم يخجل يوما من هذه العلاقة وغيره. بيد أن الحكيم كان له الدور الكبير والفعال بعد الاحتلال في تثبيت قواعد مهمة للتواجد الإيراني والأمريكي في العراق. هذا بالإضافة إلى مساندة القوات الأمريكية وتحديدا سلاح الجو الأمريكي للميليشيات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث قام الطيران الأمريكي بتوجيه آلاف الضربات الجوية على مواقع داعش وتمهيد الأرض المحروقة لدخول الميليشيات لهذه المناطق التي كانت محتلة من قبل تنظيم داعش الإجرامي.
بالعودة الى التاريخ فالعرب هم العدو الأول للحكم الإيراني على جميع الوجوه والدوافع سواء كانت قومية عرقية أو دينية أو على صعيد النفوذ والأطماع الاقتصادية أما اسرائيل فلا يوجد عاقل وعالم في أبجديات السياسة يستطيع أن يثبت تهديدها لإيران، بل العكس تماما، أن العقل الإيراني يدرك بأن توغل إيران وتسرطنها في الجسد العربي ما كان ليحدث لولا الخنجر الصهيوني الذي دسه الاستعمار في قلب الأمة العربية.
عموما بالنسبة لأصحاب وجهة النظر المتفائلة بصدد الخلاف بين واشنطن وطهران. من الأفضل لا يضعوا كل آمالهم على أمريكا، فقد جربنا وما زالت السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه الشرق الأوسط المليئة بالأكاذيب والخداع، لأن الأمريكان لديهم خطط بعيدة المدى لا يبدلونها وخصوصا بمساعدة ما تسمى خرافة الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث تقوم بدور خياني انتهازي لضرب أي مقاومة أو منهج عروبي، وهناك ألف دليل.

منطقة المرفقات

أحدث المقالات