في غمرة احتفالات العالم بيوم المرأة العالمي ، في الثامن
من آذار . وهو احتفال عالمي لتكريم المرأة على انجازاتها
تتعرض المرأة العراقية لهجمة شرسة لتعطيل دورها الريادي في
الدولة والمجتمع ، خصوصا بعد أن خرجت مع اخوانها في انتفاضة تشرين رغم القمع والتغييب والاختطاف من قبل شراذم عميلة للأجنبي ، خرجت للدفاع عن كرامتها واسترجاع الوطن المسلوب .
وقد انبرى زعماء التخلف في العراق بمهاجمة المرأة ، ووصفها بأنها عورة ، والمطالبة بفصل النساء عن الرجال في ثورة الشعب المظفرة ، وهم بهذه الدعوات لايريدون العفة والطهارة كما يدعون ، بل يحاولون تشويه وتعطيل الثورة المستمرة
وقد نسي أولئك الظلاميون أو تناسوا أنهم بفسادهم وسرقتهم لترليون دولار من ثروات العراق ، قد فقدوا شرفهم أمام الدولار ، وأمام تبعيتهم للاجنبي .
فالشرف اساسا هو شرف الكلمة والأمانة والعدل والمساواة ، وهذه كلها تعتبر المرجعية التي تستقي منها كل الدول أنظمتها وقوانينها الاجتماعية . وبذلك فإن الشرف لايقتصر على المرأة وعلاقاتها الجنسية مع الرجل فقط ، وانما يشمل كل القيم الأخلاقية سواء للرجل أو المرأة .
ومن هذا المنطلق فان من يصف المرأة بالعورة ، ويمنع مشاركتها للرجل في ساحات الاعتصام والثورة بدعوى العيب، يحاول النيل من الانتفاضة ، ويشوه مشاركة النساء فيها ، وإلغاء دورهن الفاعل في المجتمع . ويأتي ذلك بعد فشل اساليب القمع والترهيب واستخدام القوة المفرطة بحق المنتفضين في محاولة يائسة لايقاف المد الثوري الذي اندلع بقوة في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، بمشاركة كل فعاليات المجتمع . . وقد تصدى لهذه الاصوات النشاز عدد غير قليل من الشباب الواعي الرافض لمنطق الدجل والتخلف ، وكل فرد منهم هو أكثر وعيا من كل هذه الأصوات الغريبة عن تقاليد المجتمع العراقي . فتم الرد عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي باننا نفخر بالنساء العراقيات الباسلات ولا نخجل من وجودهن، ونعارض بشدة من يحاول جعل العراق نسخة من افغانستان ، ومن يجد عيبا في مشاركة المرأة ، إنما هو نتاج عقل مريض ، لأن وجود المرأة شئ طبيعي في كل مجالات المجتمع ، ومنها ساحات الانتفاضة المقدسة .
واذا أخذنا بمنطق من يدعي الحفاظ على الشرف ، فإننا نجد أن هناك انفصام بالشخصية واغماض العين عن سقوط كثير من الأحزاب الحاكمة في مستنقع الرذيلة . . فقد تم اكتشاف اماكن دعارة تديرها أحزاب متنفذة ، كما تجري المتاجرة بالجنس والبشر عل رؤوس الأشهاد . .وقد كشف مسؤول في وزارة الداخلية العراقية أن الخلافات على تقاسم أموال صالات القمار والروليت وشبكات الدعارة والاتجار بالبشر ما بين زعماء أحزاب سياسية ومليشيات تابعة لإيران أطاحت بـ(حجي حمزة)، أحد أبرز زعماء المافيا التابعين للاحزاب الحاكمة .
وأعلنت مديرية أمن الحشد الشعبي، في وقت سابق ، أنها نفذت عملية أمنية ضد صالات القمار والروليت وشبكات الدعارة في بغداد، مؤكدة أن العملية أسفرت عن إلقاء القبض على حمزة الشمري، الذي وصفته بزعيم المافيا الكبرى في العراق المسيطرة على جميع أماكن لعب القمار والدعارة وتجارة المخدرات والنساء.
كما كشف حريق اندلع في دار لإصلاح النساء المشردات ببغداد، عن شبكة منظمة للدعارة، يديرها “ضباط فاسدون”، بأوامر من حزبيين متنفذين .
وأن “الحريق، قد اندلع بعد شجار بين عدد من النزيلات، وموظفين في الدار، متورطين في إدارة شبكة دعارة تقدم خدمات جنسية لساسة وتجار، لقاء مبالغ مالية”.
وهناك امثلة كثيرة على الفساد الاخلاقي للاحزاب التي تسمي نفسها الاسلامية ، في العلن وفي الخفاء .
ان المرأة العراقية التي خرجت بالمسيرة المليونية الشذرية يوم الثامن من آذار في بغداد قد اعلنتها ثورة حضارية ضد كل جاهل تحَكَم في الشعب العراقي، باساليبه الدنيئة تحت لافتة الدين والمقدسات الزائفة ، ولم تنفع محاولات الإساءة إلى المرأة العراقية ودورها الرائد في المجتمع ، وهم لا يدركون أن المرأة المنتفضة مع الرجل هي ربة النقاوة والحنان لأنها الام والاخت والزوجة والأبنة وهي الصوت الصادق لثورة الشعب ، وبخروجها حطمت كل أصنام العبودية التي تجبرت على الشعب العراقي وقواه الوطنية باسم الدين والأفكار الخاطئة ، وان لا رجعة بعد اليوم إلى خطابات الدجل والشعوذة ، فقد اندلعت الثورة ، واسمعت صوتها للعالم أجمع ، فكانت ثورة حضارية تعيد المدنية للمجتمع العراقي نساء ورجالا .
وهكذا أثبتت المرأه بمواقفها الوطنية المشرفة أنها النخلة العراقية السامقة التي تعلوا على كل الهامات . ولتخرس كل السنة الدجل والنفاق .