22 نوفمبر، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

كورونا ونظريات المؤامرة ماذا علينا ان نفعل؟

كورونا ونظريات المؤامرة ماذا علينا ان نفعل؟

الثورة العلمية والتكنولوجية الحديثة جعلت كل فرد في العالم المتحضر منصة إعلامية يكتب ويفسر ويحلل وينشر ما يريد، ومع تفشي وباء فيروس كورونا في الصين وانتقاله لمختلف دول العالم بدأ البعض في الظن بوجود نظرية مؤامرة وراء هذا الفايروس. سيطرت فوبيا كورونا على جميع المناسبات والاخبار حيث تجد كورونا يتصدر الخبر الأول في جميع القنوات التلفزيونية والراديوية ومواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا. الأخبار المزيفة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تجعل انتشار الخوف بسرعة أكبر بين شعوب العالم مما سبب الخوف من المرض الذي يؤدي الى تداعيات مجتمعية واقتصادية ذات تأثير سلبي على الشعوب.ان حدوث بلاء مثل كورونا على مستوى كبير حول العالم، يجعل الناس تتجه للبحث عن ماهية هذا المرض وطريقة تشكُّله وكيفية تجنبه والنجاة والخلاص منه.هذا الرعب والخوف من الفايروس جعل الساحة مفتوحة أمام كل من هبّ ودب، للإدلاء بدلوهم دون أي تثبُّت من صحة المعلومة أو الخبر.وفي ظل هذه الظروف من الفوضى والقلق واللاانتظام فأن دس “الأخبار الكاذبة” أو الخاطئة هو آخر ما يحتاجه الناس. ان الأخبار الكاذبة والإشاعات عن أي حدث مروع يجعل الناس تتصرُّف على نحوٍ خاطئ مما يؤدي الى تفاقم الأزمة، وطالما نحن في عصر الفضاء المفتوح، فـمنصات التواصل الاجتماعي كانت منطلَقا” ومصدرا” لهذه الإشاعات وبيان تويتر الاخير وضح ذلك حيث بين “إنه كان هناك أكثر من 15 مليون تغريده حول فيروس كورونا في الأسابيع الماضية”.
وتبقى السياسة إطارا يحكم التعامل مع الفايروس حيث تتصاعد نظريات المؤامرة والاتهامات بين الأطراف الرئيسية المتخاصمة والمتنافسة عالميا، حيث تتبادل هذه الدول الاتهامات من خلال استغلال الفزع لتحقيق مارب تجارية واقتصادية، أو اتهامات غير مثبته بوجود أصابع وراء هذا الفايروس. فكورونا وحسب نظريات المؤامرة هو مرة سلاح سري طور في مراكز علمية عسكرية في اميركا والصين ومرة أخرى هو طريقة لترويج عقار جديد من قبل الشركات الكبرى. من الأحداث التي ذكرها التاريخ وشهدت نظرية المؤامرة تلك التي حدثت في القرن الرابع عشر الميلادي وذكرت إن فرنسا شهدت مؤامرة حاكها المسلمون بالتعاون مع اليهود لنشر مرض الجذام في البلاد استعدادا لتحويلها عن المسيحية. ولكن الباحثون أكدوا ان هذا التحليل عار تماما عن الصحة مثلما هو الحال بالوقت الحاضر بالذهاب الى الإشارة باستهداف صحة البشر بتدابير ووسائل خفية لا تصمد أمام أي تحليل منطقي يستند الى الادلة. ان انتشار سلسلة من الخرافات حول وسائل العلاج من هذا الفايروس لم يقتصر الترويج لها على الأفراد والمجاميع البشرية بل امتد ليشمل سلطات محلية في بعض البلدان غير مدركة لخطورة الامر حيث اعلنت منظمة الصحة العالمية واكدت ان فايروس كورونا هو وباء عالمي. فماذا علينا ان نفعل؟
ان الاستهانة بالوباء وعدم اخذ الموضوع على محمل الجد من بدايته وعدم اخذ المبادرة وذكر الأرقام الحقيقية المصابة وتصدير حالات مصابة الى دول أخرى ساعد على الانتشار في كثير من الدول ومنها إيران وإيطاليا وأميركا وغيرها. سعت دولا كثيرة لفرض إجراءات وقائية تخفف من احتمالات انتشار الفيروس، ومنها وقف المدارس والجامعات واغلاق المطارات والمطاعم وتأجيل الأنشطة العلمية والفنية وحجر المدن وغلق الحدود وزيادة حملات تعقيم المساجد والحسينيات واماكن التجمعات والأماكن العامة والدوائر والمؤسسات على مدار الساعة. وقد فرضت بعض الدول قيودا على تحركات المصابين والمشتبه بهم، وأوقفت صلاة الجمعة، ووجهت بإغلاق المدارس، وإلغاء النشاطات الرياضية، ونشرت فرقا من عمال النظافة لتطهير الحافلات والقطارات والأماكن العامة. حيث تواصل منظمة الصحة العالمية دعوة جميع البلدان إلى اتخاذ “إجراءات سريعة وحاسمة لحماية شعوبها وإنقاذ الأرواح. علينا الالتزام بهذه الإجراءات وكذلك الابتعاد والتوقف فورا عن أي تجمعات بشرية مهما كان هدفها والحد من العادات المجتمعية مثل التصافح باليدين والتقبيل والتحاضن لوقف ومنع انتقال العدوى كونها أصبحت وسائل سريعة وبيئة ملائمة لانتشار الفايروس. كذلك تكثيف جهود الاعلام لنشر الوعي الصحي الوقائي للمواطنين في كافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعي. وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة بحق غير الملتزمين بإجراءات السلامة الصحية. وعليها رفع شعار التواصل والعمل والدراسة (قدر الإمكان) عن بعد حتى اشعار اخر مع توفير الوسائل لتحقيق ذلك حفاظا على صحة المجتمع وسلامة الجميع.

أحدث المقالات