العالم كله شعر بالقلق حيال العملية الاخيرة لاستهداف ابرز قادة ايران والحشد الشعبي في العراق. فالاغتيال أشبه ببرميل بارود كاد ان يفجر حرباً إقليمية، لا تفرق بين الأخضر واليابس، وستكون تداعياتها سلبية على العالم بأسره.
هذه الضربة أهم وأخطر من عملية قتل أسامة ابن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. كما أنها أهم أيضاً من عملية النيل من أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم “داعش”.
قاسم سليماني، وكيانه فيلق القدس، يتبعان لدولة ثقيلة إقليمياً. لذلك من جهة التداعيات المحتملة تبدو الأمور خطيرة، فالاستهداف أصاب كيان مدعوم من دولة. وهو كيان مختلف عن القاعدة وداعش.
الجانب الآخر هو أن الاستهداف لسليماني يأتي والجمهورية الإسلامية الإيرانية قوة كبيرة في الشرق الاوسط، إي أنها لا زالت تحتفظ بقوتها وعلاقاتها وتحالفاتها. بينما ابن لادن والبغدادي قتلا في مرحل “أفول” التنظيمين وتراجع قدراتهما.
كما ان الغارة الأمريكية جاءت تعبيراً عن جدية الولايات المتحدة في تنفيذ سياستها العنجهية، التي أعلنت عنها إدارة الرئيس دونالد ترمب، والتي يمكن تلخيصها على أساس وضع البرنامج النووي الإيراني قيد الرقابة الدولية الصارمة، وعلى أساس وقف البرنامج الصاروخي الباليستي متوسط وبعيد المدى، وكذلك وقف إيران لكل أشكال تدخلاتها السياسية والعسكرية والأيديولوجية في محيطها العربي والإقليمي او تهديداتها المستمرة للوجود الاميركي في المنطقة. .
كما إن الخطوة الإيرانية والهجمات المتبادلة في العراق ضد المصالح الاميركية الايرانية، لن تتوقف بعد الرد الاخير على مواقع للقواعد الاميركية وستحاول إيجاد بدائل عما حدث من اضطراب فيها، ولذلك يمكن اعتبار قتل قاسم سليماني ورفقائه من لبنان والعراق هو مقدمة لصراع مواجهات متعددة ومختلفة الأدوات بين إيران ومعسكرها الإقليمي، وبين الولايات المتحدة وحلفها في الشرق الأوسط .
كما ان الهجمات المتبادلة الاخيرة، على موقع اميركي في التاجي، ومواقع اخرى تابعة للحشد الشعبي، تثير حفيظة الشعب العراقي من الاحداث الجارية في العراق، في رفض التدخل والوجود الاميركي ،وقرار البرلمان الاخير باجلاء القوات الاميركية من العراق، بسبب انتهاكاتها الخطيرة لامن وسيادة العراق،وسياساتها العنجهية في المنطقة، وتورط سفارة الشر الاميركي ،في اثارة الراي العام ودعم عملاء الجوكر في العراق، ودورهم المشبوه في اثارة الفتن والاضطرابات الداخلية، واعمال العنف والتخريب.
مما سيضع العراق امام خيارات معقدة وخطيرة في ظروف صعبة واستثنائية ، وخصوصا ان هنالك موقف شعبي وسياسي رافض وان الفصائل المسلحة العراقية موحدة في موقفها تجاه وجود قوى الشر، والاستكبار العالمي ،ولربما ستكون في مواجهات حتمية مباشرة ضد الوجود والمصالح الاميركية في العراق .