23 ديسمبر، 2024 7:51 م

في البحث عن … عبدالستار ناصر

في البحث عن … عبدالستار ناصر

البحث عن علاقة بين كلمة واخرى اشبه بعملية البحث عن عبدالستار ناصر في كندا او في عمان،كنت أبحث عن علاقة بين البلاد ….والبلادة، الاولى بحاجة الى اذكياء والثانية بحاجة الى اغبياء،فهل هذا يعني ان هناك بلادا غبية وبلادا أكثر غباء!.
مازال سياف الورود يقطف مايشاء من العراقيين،رقاب العراقيين طرية مثل شعر البنات،وأنا بحاجة الى حزن كبير يملأ عيني من الدموع،أعلم أن الموت حق والناس تموت،الموت الذي ذاقه علي ع كيف لايذوقه عبود في محراب العراق سوى ان عليا ذهب برحليه الى الصلاة وربما سحلوا عبود الى الصلاة سحلا!.
هل استرحت الان ياعبدالستار ناصر؟تطوافك الكبير وأنت تبحث عن راحة لقلبك المتعب الذي تركته في بغداد،في كل بقعة جلست فيها تركت قطعة منه فكيف ستجمعه “كندا” لك؟ هل عشت حر أيامك وأنت تبحث عن قطعة ثلج لتموت في النهاية غريبا في موطن الثلج؟!أنت تحب السرد ياصديقي لكن ميتة مثل هذه بحاجة الى رواية لاتشبه أي رواية كتبتها طيلة شقائك وبحثك عن نفسك او عن علاقة تربط البلاد…بالبلادة…
قرأت مرة ان الانسان مخلوق من طينيتين:الطينة التي وُلد عليها فلايزال يحن اليها،والطينة التي سوف يدفن فيها فلايزال يسعى اليها حتى يموت ويُدفن فيها،الان تيقنت أن لك علاقة بكندا،علاقة ليس لها رابط بأي سياسة تخوين او عمالة،فنحن ياعبدالستار ناصر مصابون بحساسية التهم المسلفنة،لهذا سأعلنك مواطنا بغداديا رشيقا طويلا وانيقا على حور العلاقات التي كنت تبحث عنهم طوال حياتك.
مازلت حتى الان اكذّب خبر رحيلك البارد هذا،كيف لمثلك ان ترحل وان لايقف العالم جميعا دقيقة حداد على روحك،بل قل نصف دقيقة واحفظ للموت هيبته،كيف لمثلك ان يمر على الشوارع وهو مغمض العينين وثمة غزلان تتقافز وهي تبحث عن صياد بغدادي؟كيف لاصابعك التي أدمنت القلم ان تنام في كفّيك؟كيف لكي ابن عبد الناصر أن تنام وأنت تهرب بعيدا عن النيران التي اشعلتها مثل نيرون لتتدفأ بها في غربتك الاخيرة…
كنت ترقب بغداد من شقتك المطلة على عمان،فلماذا اخترت كل هذي المسافات الموجعة البيضاء مثل نوارس رأسك،ماذا قلت لنفسك وأنت تصعد الى طائرة او طير سيحلّق بك الى السموات وأنت تودّع وطنا بليدا او قل بلاداً اكثر بلادة من الثلج…هل طفرت دمعات من روحك المتعبة ومن قلبك الذي مازال طفلا حتى يوم رحيلك…ايها الشقي في زمن الاشقياء…لماذا تركت البلاد وهي تبحث عن كلمة ترمم خرابها.
الثلج الذي تبحث عنه روحك الحارة موجود بكثافة الحزن الذي يعتمل في ارواحنا ببغداد،فأهنأ بثلجك فصيفنا طويل ياصديقي.