امرأة قد يعتقدها البعض من سلالة الرسالة ليس عليها الا ان توصل من هنه قريبات عنها مفاهيم الرسالة المحمدية ومواريث الأنبياء ، وأنها بعيدة كل البعد عن الحياة الطبيعية التي تمارسها اي امرأة في عصرها تحاول رسم الحقيقة الصادقة لأحلامها وما تفكر به من
تطلعات سامية، او ان تخط لها نهجا يتيح لها فرصة الخلود في صفحات التاريخ والتقرب الى الله سبحانه.
لكنك لو تأملت في حضرة السيدة زينب ع وتصفحت أيامها التي امتدت من المسجد النبوي في مدينة رسول الله ص والى ريف دمشق، لوجدت فيها ما يذهل العقل ويعصف في القلب، فتلك المرأة لم تكن كبقية النساء لكنها كانت استثنائية الوجود في كل التفاصيل، حتى
انك لو تعمقت فيها اكثر لرأيتها أطروحة أعدت بترتيل سماوي عجيب.
زينب العقيلة التي أعطت للمرأة دروسًا في الحياة قد يعجز عنها فلاسفة علم الاجتماع والعاكفون على دراسة بناء الإنسان ، فبعد اكثر من 1400 سنةً لازال صوت زينب هو الصوت الأكثر علوًا بين أصوات النسوة المطالبة في حقوقها، ولم تزل زينب هي القدوة التي
يتحذى بها في كل تجمعات النساء ومجالس الرجال عند مفاخرهم..
عن نفسي حاولت الف مرة ومرة الكتابة عن بحر العقيلة زينب، لكنني في حقيقة الأمر لم اجد نفسي وما لدي سوى نقطة من ذلك البحر العظيم الذي يمتد من الغيب والى السماء، حتى ايقنت بعد حين ان من كان للسماء لا يفقهه الا ابناء السماء. أما نحن ليس لنا القدرة
على ادراك تفاصيل السماء.. وكيف لنا ان ندرك امرأة أسست منذ اكثر من الف سنة اثرا كبيرا لصوت المرأة وهي تعلن رفضها الظلم والجور والتسلط من قبل السلطات، وهي الصوت الأعظم الذي دعى للتخلص من القيود التي تحاول المجتمعات فرضها بالقوة على المرأة
بشكل عام، فقد تمكنت هذه السيدة الفاقدة لكل حماتها من خيرة رجال الأرض من الوقوف بوجه اعتى الطغات على مر التاريخ، فبرغم المقتلة الفضيعة التي حلت بإخوتها وأبناءها وابنا عمومتها ، الا انها كانت كالجبل الأشم الذي لا يغطيه ضباب المارقين وحققت النصر
في اشرس معركة عرفها التاريخ بين قوى الخير المتمثلة بال محمد ص وبين قوى الشر من زنيم بني أمية ، فكان قولها حدًا على الأقدار حين أنذرته ” فوالله لن تمحو ذكرنا” ورحل الراحلون ونسيهم التاريخ وغارت في مكبات الزمان مواقفهم ، الا زينب ع بقيت شاخصا
عظيما يلوذ به الخائفون من متغيرات القدر حتى صارت كعبة تطوف حولها النساء لتاخذ منها العبرة والعزيمة في شد الأزر والرجال في شد العضد .
زينب وما ادراك من هي..؟!