19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

لا ارى مبررا للجدل الدائر حول تغليب العلم على المقدس وخلق اشكالية بغلق المراقد و تعطيل صلاه الجمعه بسبب وباءالكورونا. ووصفه بانه وباء ارسلتة القوى الكافرة .. وانها تستهدف الجنس الاري المؤمن والمجتمعات المسلمة ..دون غيرها..وهي الحقيقة التي احتفى بها الزنوج وشعوب افريقيا أجمع .

شخصيا اعتقد ان للعلم احجية اقوى من حجة الدين على العلم .. فما يقوله الاطباء المختصون هو حجه على رجال الدين في مجال اختصاصهم و ما يقوله رجال الدين هو حجه على العلماء والاطباءفي مجال فتواهم وارائهم .. وهذا ما اكدته المرجعية في خطاب الجمعة الماضية..

و البرهان في ذلك يلجا الكثير من المراجع وعلماء الدين الكبار الى الاطباء حين تنتابهم العلل.ولا ضير في ذلك طالما ان الحجيه في ذلك هو للعلم وللاطباء والشفاء بعد ذلك عند الملك المشافي المداوي..

في القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري والرابع عشر ضرب الطاعون والهيضه والجدري مدن المراقد المقدسه و اغلب مناطق العراق و كان الناس يلوذون بهذه المراقد هربا من الموت. وبلغت اعداد الضحايا الالاف بل الملايين.. ولم تشفعهم دعوات ولا صلوات.. الا ان اكتشفت الامصال والتي قضت على هذة الاوبئة نهائياً الا ما ندر.

يقول الدكتور علي الوردي رحمة الله علية (في زمن العثمانيين ضربت الكوليرا مدن العراق فاوصى حاخامات اليهود اتباعهم بعدم مغادرة منازلهم.. فسلموا).

واستشار. المسلمون مراجعهم فقالوا لهم (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) فأبيدت مدن كاملة..

الاشكالية تتركز في الايمان المطلق للعقل المذهبي الجمعي.. بأن الكورونا كافرة ,و ان المراقد والاماكن طاهرة ونقية ولايمكن. ان يوصلها الخبث او الرجس او مايدنس مقامات من دفنوا فيها..

لقد ساء الكثير من المسلمين وهم يرون اقدس البقع وقبلتهم خالية من المطوفين والمعتمرين ..والحرس السعودي يضع يافطات ممنوع الدخول.. وشاهدت الكثير من ابناء الطائفة يذرفون الدمع غزيرا.. وهم يرون.. قبر الولي الامام علي( علية السلام)..مقفل وقد عفربالمواد الكيماوية خوفا من ميكروب لايرى الا بادق المجاهر..

مانريد ان مقولة. هو ليس الجحود او الطعن بسببية الانبياء والاولياء ..حاشا الله. بل اننا نؤكد حقيقة دامغة (أن المنتصر في نهاية المطاف هو العلم والعقل، وعلينا ألّا نكون مطيّة مذهبيّة عاطفيّة بيد غيرنا، وعلينا تقبّل الواقع بصدر رحب ونقول: الحياة تجارب بما في ذلك المعتقدات المذهبيّة، ومن لا يتجاوز الاختبارات الصّعبة فلا مكان له في مسيرة العلم ولا في نسق الحياة المتجدد دوما .

والله من وراء القصد .