مُذكّرات الوزير السَّعودي السّابق «عبدالعزيز محيي الدين خوجة»، خلال عمله الدّبلوماسي والإعلامي، بعنوان “التجربة… تفاعلات الثقافة والسياسة والإعلام” تقع في (277 صفحة)، صدر عن دار “جداول” في بيروت. نشأ طفلاً في مكة، وانتقل شاباً لإكمال دراسته في القاهرة، لكنه لم يركز كثيراً عليها ففشل. ويقول عن تلك التجربة: “يوم الحساب حل نهاية العام، عندما أعلنت النتائج، فجاءت مخيبة للآمال، فقد رسبت في كل المواد!”. قرر ترك القاهرة والعودة للدراسة في جامعة الرياض (جامعة الملك سعود في الرياض) والتحق بكلية العلوم، قسم الكيمياء والجيولوجيا. بعد تخرجه منها انتقل للدراسة في بريطانيا حيث درس الكيمياء في جامعة برمنغهام عام 1967م. مرحلة دراسته في جامعة الملك سعود في الرياض قبل انتقاله إلى بريطانيا: “تغيّر اسم الجامعة لاحقاً إلى (جامعة الرياض)، وحدث ذلك بعد تولي الملك فيصل الحكم، عام 1384هـ 1964م. وشهدت دراستي خلال تلك السنوات التطور الكبير الذي حققته العاصمة، في إدارة أميرها الشاب سلمان بن عبدالعزيز. فانتقلت تلك المدينة الحالمة، الهادئة، التي كانت تغفو بعد صلاة العشاء، ويتوارى أهلها وراء سورها وجدران بيوتها الطينية وقلاعها الأثرية، إلى مدينة عصرية طموحة متوثبة». بعد عودته إلى السعودية من بريطانيا لاحظ تنامي نشاط جماعة الإخوان في السعودية. عام 1976م عُين خوجة وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية حيث عمل لمدة 8 سنوات تحت إشراف الوزير الدكتور محمد عبده يماني. وعن عمله في وزارة الإعلام، يقول: “كُنا في وزارة الإعلام وقتها بين فكّي كماشة، تيار الحداثة الذي كان في أوج قوته، وتيار الصحوة الرجعي في أوج حماسته، وكنا نعاني من انتقادات الطرفين المتضادة، وكان تيار الصحوة قد تمكن من المشهد كلياً بعد حادث جهيمان واحتلال الحرم المكي، وهو حادث كارثي بكل المعايير، والتراجيدي في القصة أننا أعدمنا جهيمان وتبنينا أفكاره، فبعد تحرير الحرم قال لي مسؤول مرموق: (أنتم في وزارة الإعلام السبب في حادث جهيمان بسبب الانفتاح اللامسؤول في التلفزيون). قبل جهيمان، كان التلفزيون السعودي تلفزيوناً جذاباً وطبيعياً، فيه الأفلام والمسلسلات وحفلات فيروز وأم كلثوم، ولم تتجاوز نسبة البرامج الدينية 10 %، لكن بعد جهيمان أصبح الوضع مختلفاً جداً”. معلومات عن أنقرة؛ غادر خوجة وزارة الإعلام بعد إعفاء الدكتور يماني عام 1983م وتولي الفريق علي الشاعر وزارة الإعلام قادماً من سفارة لبنان. لكن بعد ذلك بسنتين تم تعيينه سفيراً في تركيا. عام 1985م اتصل به مسؤول في وزارة الخارجية ليسأله هل يتكلم التركية، فأجابه أنه لا يجيدها. فرد عليه المسؤول: “الملك فهد يريدك أن تتولى سفارة المملكة في تركيا! وليس لديك مجال للتفكير، فهذا أمر ملكي”. قدّم أوراق اعتماده لرئيس الانقلاب العسكريّ المُدان كنعان إيفرين، وكان رئيس الوزراء آنذاك توركوت أوزال. يقول عن أوزال الذي تولى منصبه بين عامي 1983 و1989م، قبل أن يصير رئيساً للجمهورية: “كان حكيماً، وذكياً، ومنفتحاً، وله ميول إسلامية، رجل التحديث الاقتصادي… ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن هذا الرجل هو المؤسس الثاني لتركيا، بعد أن أدخلها المؤسس الأول، مصطفى كمال أتاتورك، إلى العصرنة والحداثة. أول رئيس وزراء، ثم جمهورية، يقيم الصلاة علناً، ويحرص على صلاة الجمعة في المسجد، يذهب إليه بسيارته الخاصة، يقودها بنفسه. ولم يقطع أي صلاة طوال فترة رئاسته. وحين أقول إنه (إسلامي) لا أقصد المعنى المؤدلج”. وخلال فترة عمله في تركيا، تعرض دبلوماسيون سعوديون لمحاولات اغتيالات وتفجيرات، وكان أحد المستهدفين من قبل شخص جاء لاغتياله. لكن خوجة يعترف بأنه لا يعرف الجهة التي تقف وراء ذلك، إذ يكتب: “وإن يسألني أحد عن الجهات الواقفة وراء تلك العمليات، فسأجيب بأنه ما المسؤول بأعلم من السائل، لكن قراءتي للموقف تشير إلى علاقة ذلك بالحرب العراقية- الإيرانية”. رفض الغزو العراقي للكويت عام 1990م. وإن تلك الجهود حققت اختراقاً، من خلال نجاحهم في إقناع “من التقيناهم بأن ما قام به «صدّام» من غزو لدولة عربية شقيقة كان كارثة وجريمة كبرى، فيجب أن تتحرر تلك الدولة. وكنا نثبت أيضاً عدم صحة الادعاءات بأن قوات التحالف الأجنبية وصلت إلى مكة والمدينة”. وسفيراً في المغرب (مرتين)، كشف الرباط خلية إرهابية تضم 3 سعوديين من تنظيم القاعدة كانوا يخططون لتفجيرات سفن في مضيق جبل طارق ومواقع اُخرى، فيما شهدت الثانية أزمة على مواقع التواصل الاجتماعي بين السعودية والمغرب على خلفية سعي الرباط إلى استضافة مونديال عام 2026م، بعد موسكو، عمل سفيراً في المغرب (بداية عام 1996، حتى عام 2004م)، عن تجربته المغربية “أجمل محطات حياتي سياسياً وثقافياً واجتماعياً. تعرفت خلالها بملك من ملوك العالم المتميزين، الحسن الثاني، وبعد وفاته عملت مع الملك محمد السادس، وهو متميز أيضاً، يدير بلاده بكل انفتاح ونضج، يحب شعبه ويحبه شعبه”. في المغرب وقعت هجمات 11 أيلول سنة اُولى ألفيّة ثالثة 2001م “كانت من تداعيات هذه الأحداث في المغرب القبض على خلية تابعة لتنظيم (القاعدة) تتألف من 3 سعوديين، وآخرين، خططت لهجمات ضد سفن أميركية وبريطانية في مضيق جبل طارق، إضافة إلى أهداف أخرى في سبتة ومليلة ومدن مغربية أخرى. وقد حكم على أفراد الخلية بالسجن 10 سنوات. وقد تمكنت، بعد موافقة الملك محمد السادس، من ترحيل المتهمين إلى المملكة لقضاء محكوميتهم هناك، والتحقيق معهم مجدداً من الأجهزة الأمنية السعودية”. بعد عَقد ونصف العَقد عاد إلى المغرب، عام 2016م، بناء على أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز “في سفارتي الثانية، أمضى الملك سلمان إجازته السنوية في المغرب مرتين، وجاء معه الأمير محمد بن سلمان. وشملني الملك كعادته باهتمامه وفضله. وأتيحت لي فرصة الاقتراب أكثر من الأمير محمد الذي يتميز بالنشاط الجيّاش والأدب الجم. على خلفية الملف المغربي لاستضافة مونديال 2026، وأراد البعض لأسباب سياسية صرفة تحميل المملكة مسؤولية ذهاب البطولة من المغرب إلى أميركا وكندا والمكسيك، وهذا غير صحيح البتة، لكن الأمور في السوشيال ميديا خرجت عن السيطرة بسبب السموم التي بثتها خلايا (الإخوان) الإلكترونية، فوجدت أن من واجبي إصدار بيان يضع الأمور في نصابها الصحيح”. وعن موسكو التي ذهب إليها بوصفه أول سفير للمملكة لدى الاتحاد السوفياتي، بعد تحرير الكويت، أبلغه وزير الخارجية السعودية آنذاك الأمير سعود الفيصل، عام 1991م، بأن الملك فهد يريده أن يكون أول سفير لنا في الاتحاد السوفياتي، آذاك كان يرسل تقارير من أنقرة (حيث كان ما زال سفيراً) عن أوضاع الاتحاد السوفياتي متوقعاً فيها تفككه. يروي “واصلت الاستعداد لتقديم أوراق اعتمادي للرئيس (ميخائيل) غورباتشوف، لكن الأحداث توالت، وبدأ الانهيار أمام أعيننا بسرعة مذهلة. جمهوريات أعلنت استقلالها من الاتحاد السوفيتي، وأخرى انسحبت من حلف وارسو. وفجأة تداعى الاتحاد كهرم من ورق. وقام عدد من الجنرالات باختطاف الرئيس غورباتشوف في منطقة القرم، فوقف رئيس روسيا الاتحادية، بوريس يلتسين، إلى جانبه، وأجبرهم على الإفراج عنه. ثم أعلن يلتسين في البرلمان انفصال روسيا عن الاتحاد السوفياتي، فانفصلت بدورها روسيا البيضاء وأوكرانيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان، ولحقت بها جمهوريات آسيا الوسطى. وخلال أيام لم يبق للإمبراطورية العظمى حتى اسمها، وأصبح رئيسها غورباتشوف بلا عمل!. عدت إلى الرياض بأوراق اعتمادي الموجهة للرئيس السابق، لاستبدلها بأوراق اعتماد أخرى لرئيس روسيا، بوريس يلتسين، ودخلت على الأمير سعود الفيصل حاملاً ملفاتي، ففوجئت به يصيح بي: (أنت عملت إيه؟) فارتبكت ولم أحر جواباً، فضحك قائلاً: (فكّكت الاتحاد السوفياتي وجيت؟)”. وهكذا صار أول سفير للسعودية في موسكو. نزل مع زملائه في فندق لأنه لم تكن هناك بعثة دبلوماسية سعودية في روسيا. ويوضح أن السعودية اشترت قصراً كان من قصور الضيافة الـ12 سابقاً، يقع على تلال موسكو، ويطل على نهر موسكو الشهير، قبل أن تشتري سفارة لها قرب مقر وزارة الخارجية الروسية. وقصة تتعلق بالشيشان خلال عمله في موسكو، إذ يقول إن الرئيس الشيشاني جوهر دوداييف كان يريد فصل الشيشان عن روسيا “فزارني رسلان حسبوللاتوف، رئيس البرلمان (الدّوما) الذي خرج منه بعد هزيمته… أمام يلتسين (في أحداث عام 1993م)، وهو من أصل شيشاني، للتشاور في فكرة الانفصال، فنصحته بأن تبقى الشيشان جزءً من روسيا، وتطالب ديمقراطياً بحقوقها، وتستفيد من مزايا الاتحاد، فهي بلد صغير محاط بالروس من كل جانب، ولا تمتلك موارد ولا مزايا طبوغرافية تسمح لها بالاستقلال، لأنها لو انفصلت فستتبعها دول القوقاز، وينفرط الاتحاد الروسي كالسبحة. فللشيشان أهمية خاصة لروسيا، لأنها ممر لبحر قزوين. اقتنع الرجل ولم يطالب بانفصال الشيشان، وأصبح مواطناً روسياً عادياً. ثم جاءني مندوب رئيس الشيشان دوداييف، وبعدما طلب مقابلتي، قال إن الرئيس يريد إيصال رسالة إلى القيادة السعودية بطلب المساعدة في الانفصال. رفضت بشدة وقلت له إن المملكة لن تتدخل، عودوا إلى رشدكم، ودعوا عنكم فكرة الانفصال، فروسيا لن تسمح”. وقال إنه نقل الموقف ذاته لرئيس تتارستان. ما أن وصل حتى انفرط عقد الاتحاد، وانقلب الجيش على الرئيس الأسبق ميخائيل غورباتشوف، فعاد إلى الرياض حيث تغيّرت أوراق اعتماده ليصير أول سفير لدى روسيا في ظل رئاسة بوريس يلتسين. ومَهمة خوجة في لبنان، علاقاته بمختلف الفرقاء اللبنانيين ولقاءاته المتكررة مع الأمين العام لـ“حزب الله” «حسن نصرالله»، الذي نقل عنه قوله له إن رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005م “وقّع على وثيقة إعدامه حين أمر بنزع سلاح المقاومة في 1993م” وعلاقاته بمختلف الفرقاء اللبنانيين، قائلاً إن علاقته بأمين عام “حزب الله” «حسن نصرالله» كانت تتسم بالدفء في بادئ الأمر، و“كنا نجتمع بالساعات ولم أطلب طلباً إلا أجابه”. وينقل عن نصر الله قوله إن رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005م “وقّع على وثيقة إعدامه حين أمر بنزع سلاح المقاومة في 1993م”، كما ينقل السفير خوجة عن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز قوله للرئيس السوري بشار الأسد في آخر زيارة له للسعودية: “الفرق بينك وبين والدك أن حافظ صادق، لكن أنت كذاب كذاب كذاب”.
مُترجمة عسكريّة أميركيّة في العراق «مريم طه طومسون» 61 عاماً، من روتشستر مينيسوتا سابقا، تعاقدت للعمل كمترجمة مع القوات الأميركيّة الخاصّة في أربيل في العراق مُنتصف كانون الأوَّل، القرار، بعد يوم مِن شنّ مُقاتلات أميركيّة في 29 كانون الأوَّل 2019م، غارات على مراكز لميليشيا عراقيّة مُتحالفة مع إيران. بدأت مريم بالدّخول إلى ملفات خاصّة بالجيش الأميركي على الحاسوب تضمّ هُويّات مصادر الجَّيش الأميركي فضلاً عن معلومات قاموا بتزويدها. اُلقي القبض على مريم في 27 شباط الماضي، اعترفت للمُحققين بأنها سرّبت إلى مُواطن لبناني “مُهتمة به وجدانيّاً” معلومات مُتعلقة بالمُخبرين، بالإضافة إلى تحذير بشأن هدف للاستخبارات الأميركيّة مُرتبط بحزب الله، وفق قرار الاتهام قالت وزارة العدل الأميركيّة في بيان، إن المُواطن اللُّبناني مُرتبط بمسؤول حكومي لبناني وله “صلات واضحة بحزب الله”. وتصريحها الأمني كان “بالغ السّرّيّة”. اتهمتها محكمة فدرالية في واشنطن، الأربعاء، بتمرير معلومات تتضمن أسماء المُخبرين لصالح وزارة الدِّفاع الأميركيّة إلى أشخاص مرتبطين بحزب الله اللبناني. بيان ذكر أن مريم “تصفحت عشرات الملفات المُتعلقة بمصادر بشريّة للاستخبارات، بما في ذلك الأسماء الحقيقيّة وبيانات الهُويّات الشَّخصيّة ومعلومات عن خلفيّات العملاء وصور لهم، فضلاً عن مُراسلات سرّيّة تفصّل معلومات قدمها العملاء الى حكومة الولايات المُتحدة”. تلك شعرة مُعاويَ بين الجّاسوسيّة الرَّسميّة بعنوان سفير، بين الجَّنان والوجدان.
تقارير صحيفة De Telegraaf الهولنديّة في أعدادها الصّادرة في11- 12- 13 تشرين الثاني 2019م: “هولندا طردت اثنين مِن الدّبلوماسيين الإيرانيين العام الماضي بتهمة التورّط مع أجهزة استخبارات طهران في التخطيط لاغتيال اثنين مِن المُعارضين الإيرانيين اللَّذين يحملان الجّنسيّة الهولنديّة «محمدرضا صمدي كلاهي»، المُقرَّب مِن مُنظمة “مُجاهدي خلق”، الَّذي قُتِل في مدينة Almere، على مشارف أمستردام عام 2015م، والثاني القيادي الأحوازي «أحمد مولى النيسي»، الَّذي قُتل أمام منزله في العاصمة الهولنديّة لاهاي في تشرين الثاني2017م (سفير العراق لدى لاهاي «هِشام على أكبر إبراهيم العلوي» على تواصل مع سفير إيران لدى لاهاي مقر محكمة جرائم الحرب الدّوليّة). وأن مُدبر اغتيال مُعارضين إيرانيين على الأراضي الهولنديّة «رضوان تقي» مغربي – هولندي، يختبئ في إيران، النائب العام الهولنديّ رجَّح أن جهاز الأمن الإيراني يحمي تقي ”. تحذير لاهاي رسميّا لتعاون سفارة قتلة الشَّبيبة العراقيّة وسفارة إيران. المصدر الأصل هام بلُغته الهولنديّة أدناه:
OM eist tot 22 jaar cel voor moord vermeende Iraanse aanslagpleger in Almere